حدثتني أمي صباح اليوم وأنا أجهز نفسي للخروج إلى العمل بأن (سيد الخضار).. لم يحضر الكثير من الخضروات.. وحينما سألته عن السبب .. قال لها (إن النسوان أصبحن لا يشترن الخضروات إلا نادراً بسبب ارتفاع إسعارها هذا سبب والسبب الثاني... هو توقف عن جلب بعض الخضروات بعينها لغلاء سعرها ولندرتها وأنها تذبل وتفقد قيمتها إذا مكثت معه كثيراً لذلك كفى خيره وشره وامتنع عن شرائها وبيعها).. تسألت في نفسي كما أنني متأكد أن هذا التساؤل جال في خاطر أمي أيضاً أين الحل وإلى متى سيتسمر هذا الغلاء في احتياجات المواطنين.. بعض الخضروات والفاكهة أصبحت للفرجة فقط.. وليس هناك ما يطئمن أن الوضع سيتحسن قريباً.. أصبحن (ربات المنازل) كل يوم في حيره من أمرهن.. ماذا (يطبخن اليوم).. فإذا أردت إحدهن أن تجهز (حلة طبيخ) للغداء لابد أن يكون متوفر في يدها على الأقل (40) جنيهاً لكي تجهز هذه (الحلة).. ابتداءً من اللحمة التي أصبحت من المحرمات بعد لحمة عيد الأضحى المبارك مروراً بالبصل والزيت والبهار والخضار نفسه إنتهاءاً بالصلصة والملح.. وإني أجزم بأن حلة اليوم تختلف كثيراً عن (حلل) زمان.. في الطعم و الجودة و الإمكانيات.. فتلك الخضروات التي نتحدث عن (غلاءها) اليوم يتم زراعة بعضها في غير مواسمها عن طريق المزارع (المحمية) التي تخرجها بلاطعم ولا لون ولا رائحه مقارنة بالتي تزرع وتحصد في موسمها الحقيقي.. فالنساء يعانن من هذه المشاكل شر معاناة.. نعم الرجال.. أصبحت الأسعار تخنقهم وتقلت طموحاتهم.. إلا النسوه يعانن الأمرين الغلاء والجودة والندرة.. وأيضاً ما يذهل أن سوق البيع أصبح مفتوحاً بلا رقيب حيث كل بائع يبيع على هواه وما تشتهي أنفسهم.. فقد تجد بائع خضار يبيع لك ما تريد في سعر مناسب من غير (جدل).. وتجد آخر يرفع أسعار خضرواته إلى السماء وهو أيضاً سليط اللسان.. ويرمي اللوم على تجار الجملة بأنهم يبيعون لهم بأسعار مرتفعة.. وإذا ولجنا قليلاً إلى أصحاب (البقالات) في الأحياء فنجد أيضاً البيع يختلف بين تاجر وآخر.. سبحان الله.. إلى أين تسير بنا سفينة الغلاء العلم عند الله وحده!.