مثل أمام محكمة جرائم دارفور الخاصة التي تتخذ من القاعة الكبرى لمبنى الجهاز القضائي بالخرطوم بحري مقراً لها، ضابط بالقوات المسلحة مدلياً بأقواله كشاهد اتهام رقم «4» في قضية المتهمين بالهجوم على الطوف الإداري بمنطقة رقبة الجمل بولاية غرب دارفور والذي أسفر عن مقتل (7) من منسوبي القوات المسلحة وإصابة (29) فرداً، وقال الضابط الذي فضّل عدم ذكر اسمه في وسائل الإعلام، للمحكمة التي يترأسها مولانا الدكتور حيدر أحمد دفع قاضي المحكمة العليا وعضوية كل من مولانا الأمين الطيّب البشير ومولانا علي أحمد علي قشي قاضي المحكمة القومية العليا الخرطوم، قال إنه مكلف بتولي مهمة تشوين محطات الجيش بمنطقة جبل مرة وكان يقود متحركاً يقدر بحوالي «430» فرداً من منسوبي القوات المسلحة وإنه أثناء المتحرك لتنفيذ مهمة التشوين تلقى تنويراً استخباراتياً بوجود مجموعة متمردة بقيادة المتهم الأول علي أبو ندقير وصوصل وأبوكماشة وبدرالكنيش متمركزة بمنطقة رقبة الجمل، مبيناً أن المجموعة تلقت اتصالاً من حكمدار حرس الحدود بعدم الهجوم على القوات المسلحة بمنطقة رقبة الجمل، لأن القوة في مهمة إدارية وليست قتالية، وأضاف الشاهد في أقواله للمحكمة أن المجموعة المتمردة انقسمت لمجموعتين إحداهما فضلت عدم الهجوم والأخرى قررت الهجوم، موضحاً أن قوام المجموعة حوالي (400) فرد حسب المصدر الذي أكد أن المجموعة قامت بذبح إبلين لإطعام المجموعة المتمردة ولم يكفِ القوة، وأكد الشاهد أن المتمردين قاموا بفتح النار على القوات المسلحة مما أسفر عن مصرع (7) أشخاص وإصابة (29)، مبيناً أن القوات المسلحة أرسلت مجموعة قامت بإخلاء الجرحى والأخرى قامت بتعقب الجناة إلى أن تم القبض عليهم، قائلاً إنه قام بمهمة تشوين القوات المسلحة ومدها بالمواد الغذائية واستبدال الأفراد. وعقب فراغ الشاهد من أقواله تم استجوابه بواسطة المستشار خالد بلة يعقوب ممثل الاتهام عن وزير العدل عن الحق العام بالتعاون مع المستشار محمود عبدالباقي محمود، وقال الشاهد إن المجموعة التي هاجمت القوات المسلحة كانت ترتدي زياً عسكرياً ومسلحة بأسلحة مختلفة ودوشكا ومدفع آربجي وكلاشنكوف وجيم 3 ومنقستو. مضيفاً أنه وحسب التنوير الاستخباراتي فإن المجموعة التي هاجمت القوات المسلحة كانت بقيادة علي أبو ندقير وهو متمرد يتبع لمجموعة عبدالواحد محمد نور وإن قوته متمركزة بمنطقة جبل مرة وسبق أن قامت باختطاف مواطن إيطالي الجنسية ولها باع في عمليات اختطاف العربات والنهب، وذلك حسب التقرير الاستجباراتي الذي اطلع عليه، مضيفاً أنه تلقى اتصالاً بالقبض على مجموعة علي أبوندقير ولكنه لم يعلن الكيفية التي تمت بها عملية القبض ونفى في الوقت نفسه مشاهدته للمتهمين ال(8) أو معرفته بهم من قبل، مبيناً أنه شاهد المتهم أبو ندقير عندما قام ووفد رفيع بزيارة المتهمين داخل الحراسة عندما كانوا رهن الاعتقال بالاستجبارات العسكرية، مؤكداً أن أحد أفراد القوات المسلحة تعرف على القائد الشخصي للمتهم على أبو ندقير وهو المدعو علي جن جيش. كما تم استجواب شاهد الاتهام رقم (4) بواسطة ممثلي الدفاع عن المتهمين ال(8) برئاسة الأستاذ آدم بكر حسب كتر بالتضامن مع الأستاذ محمد مختار نهار، حيث نفى الشاهد مشاهدته للمتهمين لحظة الهجوم على القوات المسلحة وأنه حسب علمه تلقى تنويراً عندما تولى العمل في شعبة العمليات عن مجموعة على أبوندقير ونشاطها في التمرد. كما أدلى شاهد الاتهام رقم (5) وهو رائد بالقوات المسلحة بأقواله أمام المحكمة وجاءت معظم إفاداته بأنه شاهد المتهمين لأول مرة عندما تم القبض عليهم وإحضارهم لشعبة الاستخبارات بالجنينة وكانت بحوزتهم الأسلحة، كما جاءت معظم إفاداته مطابقة لما ذكره الشاهد الرابع حول مشاركتهم في الهجوم على القوات المسلحة، وأضاف الشاهد بأن علي أبو ندقير تمرد عام 2007 وكان يتبع لفصيل عبدالواحد محمد نور، وفي عام 2010 انضم لركب السلام. وحددت المحكمة جلسة نهاية نوفمبر الحالي لمواصلة سماع قضية الاتهام.