يتصدر لأئحة إيرادات السينما الأمريكية هذه الأيام فيلم « مباريات الجوع»، نعم الجوع ولا غيره وبلغت إيرادته في إسبوعه الاول أكثر من 161 مليون دولار ورقة تنطح الأخرى وتقول هل من مزيد، ولأن العبد لله مهتم بحراك السينما وآخر إصدارات هوليود فقد ترسخ هذا الفيلم في ذاكرتي الخربانه أو الجربانه لا فرق والحال من بعضه ، المهم هذا الفيلم المستفز جعلني أستحضر قائمة طويلة من مباريات الجوع في السودان ، وهي مباريات تهز وترز ، طبعا لا أقصد هنا ملايين الجوعي من الشعب المغلوب على أمره بسبب السياسات الخرقاء لماكينة الإقتصاد الإنقاذية والذي منه لأن هذا النوع من الجوع الكافر بحاجة إلى ملايين الكلمات والمصطلحات ، ولكن المقصود هنا الجوع في المطلق والجوع إلى السلطة والجوع الرياضي والجوع إلى الشهرة ، والجوع إلى كشف أسرار الآخر إلى غيرها من مصطلحات الجوع إبن الذي واللذين ، لكن في البداية تعالوا ندخل توش بلا إحم ولا دستور إلى دهليز الجوع الكافر ، وهذا النوع من الجوع ينصح به الأطباء وخبراء التغذية ويؤكدون أن الجوع لفترات معينة يقي الخلايا من عمليات الاكسدة ويحافظ على صحة الجسم، وبصراحة كده عدييييل فإن الكثيرين من أفراد الشعب السوداني يجوعون ولكن ليس بإختيارهم وإنما قسرا « وغصبا عني وغصبا عنك « ، وعلى هذا الأساس أنصح الجميع حتى التماسيح الملظلطين إلى إعتماد مواصفة الجوع ضمن سياسات برامجهم الغذائية ، خاصة وأن القطاع الصحي في السودان في حالة تردي وتدهور ما انزل الله بها من سلطان ، ويمكن ولعل وعسى يحمي الجوع اللعين الملايين من طرق عيادة الطبيب ، أما بالنسبة للجوع إلى السلطة فهو مربط الفرس ، لأن ناس الإنقاذ منذ إعتلائهم ديسك الحكم يعيشون في حالة جوع إلى السلطة ، ويعملون المستحيل من أجل سد هذا الجوع بشتى الوسائل والطرق، وليس هؤلاء وحدهم الذين يحملون مواصفة الجوع إلى السلطة فأقطاب المعارضة من طرف هم أيضا يعيشون في حالة من الهيجان والجوع إلى السلطة ، ولكن بصراحة فإن صقور الإنقاذ هم أكثر الذين يعيشون في حالة نهم إلى السلطة وهؤلاء معروفون للناس ، بأحاديثهم الغثة التي تسبب الطمام والأرتكايا ، وبالنسبة إلى الجوع الرياضي فإن هذا الحراك بصفة عامة مصاب بأنيميا الجوع ، نتيجة للصحف الرياضية المفلوتة والتعصب الكبير من قبل أقطاب هذه الصحف والمحررين الجربانين ، ولا اتصور إننا في يوم ما يمكن أن نشارك في أي منافسة رياضية كبرى وسيظل الحال يا هو نفس الحال ، طالما أن التعصب المغيت هو سيد الموقف، وفيما يتعلق بالجوع إلى الشهرة فإنه ماركة سودانية صميمة ، إذ نجد لدينا آلاف مؤلفة من المرضى الباحثين عن الشهرة رغم إمكانياتهم الجربانة ، وبين الجوع إلى السلطة والجوع الكافر يا قلبي لا تحزن .