يا خسارة.. ما أقسى وأمر الهزيمة.. والتي بطعم الحنظل وعندما تكون أنت مترقباً النصر.. وما أقسى الهزيمة عندما تنهار فجأة وفي تجاويف صدرك تمثالاً أنت به شديد الاعجاب.. وما أمر الأمر عندما تتوقع نسمات سحر وفجأة تهب عليك عواصف تقتلع حتى الخيمة والأوتاد.. وما أفدح الجراح عندما تنتاشك من الذي ظننت أنه آسٍ يرتق الجراح.. والأيام الماضية هبت تلك الهوج من الرياح.. فقد حملت الصحف تصريحاً معجوناً بالأسى مبللاً بالحزن مسربلاً بالغضب.. نسبته وسائل الاعلام إلى البروف إبراهيم غندور.. نأمل أن يكون «مفبركاً» أو «منسوب» كذباً وإفكاً وبهتاناً للرجل.. وقبل الابحار في نهر ذاك التصريح.. أو المقولة.. دعوني أقول إني كنت من الذين يرون في البروف غندور رصانة شاسعة.. وأخلاق واسعة.. وبعد في اصرار عن جارح الكلام.. ونأي بالنفس عن الشتم والسباب.. لم أكتم اعجابي ذاك في دواخلي.. بل كتبته على صفحات الصحف.. وأبرزته تحت الأضواء وأعلنته على رؤوس الأشهاد وتحت أشعة الشمس الباهرة.. غير عابيء بكل هماز مشاء بنميم.. غير عابيء بسيول النقد التي أغرقتني وسهام الأحبة والصحاب والرفاق التي انتاشتني وأدمتني وآلاف الأسئلة التي تحمل في جوفها الإدانة.. وكيف اني اقتربت من الأحبة في الانقاذ.. لم يهمني كل ذلك.. فأنا من أشد الناس اعجاباً وكلفاً ببعض مقولات السيد المسيح وخاصة تلك التي تقول «ماذا يفيد المرء إذا خسر نفسه وكسب كل الدنيا».. أنا ربحت نفسي عندما كتبت يوماً واصفاً غندور بأنه لا يسيء لنا في المعارضة بألفاظ بائسة ولا يشتمنا بلغة لا مكان لها في قاموس السياسة الذي يجب أن يكون نظيفاً.. الآن الذي ورد في الصحف الذي نسبته إلى البروف والعهدة على الصحف التي أكدت أن البروف غندور قد قال إنهم في الحكومة وهو قطعاً يعني «الانقاذ» فقط لأنه من أعمدة خيمتها وركن من أركان بنيانها.. قال «إنهم في الحكومة إنما يحكمون بتفويض من الله».. الآن أستطيع أن أقول إن «جردلاً» من الماء قد أطفأ شموع تفاؤلي فرحي وعشمي في ذاك التغيير الذي احتفيت به علناً غير هياب ولا وجل وأنا أعلن أن الانقاذ قد فارقت ذاك المضمار الذي ركضت فيه ربع قرن من الزمان ولم نحصد فيه غير الرهق والعنت والعذاب.. وبالتصريح ايضاً فقد استشهدت الابتسامة الحذرة في فمي.. والتصريح يرسخ قناعتي بأن لا جدوى من الانتخابات مطلقاً.. إنها اهدار لموارد البلاد واهدار لزمن العباد.. وبالله عليكم هل يجرؤ أحد أن يقف ضد من فوضه الله مالك الملك لحكم البلاد.. والانتخابات موسم أعياد و «حصاد» لبعض الأسماء التي «تهندس» وتحصد بالدولار والريال.. والآن تأكدت قناعتي بل تأكدت في يقين لا يزعزعه شك وثقة لا يخلخلها شك إن نتيجة الانتخابات محسومة منذ اليوم وقبل حلول أوانها.. الآن والتصريح الزلزلال يذكرني بمقولة قالها قبل أشهر تصرمت.. الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل.. ومرت من فوق رأسي مرور السحاب ولم تمطر «نقطة» في عقلي.. بل لم أتوقف عندها لا طويلاً ولا قليلاً فقد قال الرجل وهو يتحدث عن المستقبل «إن حزب الأمة يمكن أن يشارك معنا بعد الانتخابات في 2015».. سؤال إلى الدكتور مصطفى عثمان ومن قال إنكم سوف تفوزون كمؤتمر وطني في عام 2015م؟؟؟ سؤال إلى البروف غندور ألا ترى بأنكم قد أعدتم الوطن إلى المربع الأول والشهر الأول من عمر الانقاذ وأنتم تتحدثون عن التفويض الإلهي؟؟