يدخل وفدا طرفي الصراع في دولة الجنوب اليوم في مفاوضات مباشرة بفندق «شيراتون» بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وعكفت لجنة الوساطة التي تقودها دول إيقاد أمس في صياغة أجندة التفاوض حيث تسلمت من وفدي الحكومة ومجموعة رياك مشار مقترحات، في وقت تجددت فيه المواجهات في جوبا مساء أمس وسمع إطلاق نار كثيف في العاصمة. وانطلقت المفاوضات مساء أمس الأول بحضور دولي كثيف وتعانق رئيسا الوفدين أمام الحضور مما أشاع ذلك أجواء من التفاؤل بنجاح المفاوضات وإنهاء العنف الذي أدى لمقتل نحو ألف شخص. وقال حسن مار المتحدث باسم وفد د.رياك مشار إن اللقاءات المباشرة ستبدأ اليوم، موضحاً أنهم ظلوا طوال يوم أمس في انتظار لجنة الوساطة لدعوتهم لطاولة التفاوض حيث كانت ترتب أجندة التفاوض، وأعرب مار عن تفاؤله بحل الأزمة وقال «نحن جاهزون للسلام»، وأوضح أن المفاوضات ستبدأ بمناقشة وقف إطلاق النار والسماح لإغاثة النازحين وإطلاق سراح المعتقلين ومن ثم الانتقال لقضايا الحكم وحقوق الإنسان والدستور. ورحب مار بزيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إلى جوبا غداً وقال إن الرئيس البشير لديه علاقات واسعة وتأثير على سلفاكير ويمكنه أن يلعب دوراً كبيراً في حل الخلافات في دولة الجنوب. ومن جانبه عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري- خلال زيارته للشرق الأوسط- عن تأييد بلاده محادثات السلام المباشرة بشأن جنوب السودان التي انطلقت أمس، لكنه حذّر من «التحايل» في تلك المحادثات واستخدام «أي جانب للقوة لمحاولة أن تكون له الغلبة». وقال كيري إن الولاياتالمتحدة «ستؤيد أولئك الذين يسعون من أجل السلام، إلا أننا لن نؤيد وسنعمل على ممارسة ضغوط دولية على أي عناصر تسعى لاستخدام القوة لتكون لهم الغلبة والميزة العسكرية واليد العليا على الأرض».وأضاف «يحتاج الطرفان إلى وضع مصلحة جنوب السودان في المقام الأول بعيداً عن المصالح الخاصة بهم».ومن ناحية أخرى أعلنت حكومة جوبا أن قوات الجيش الشعبي تخوض معارك عنيفة في عدد من ولايات البلاد ضد قوات المنشق د.رياك مشار، في حين أفادت أنباء بمقتل قائد كبير بالجيش الحكومي في كمين بالقرب من بور. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش فيليب أقوير أمس إن «الجنود يستعدون لاستعادة السيطرة على مدينة بور»، كما أن مواجهات تجري في ولايتي الوحدة وأعالي النيل في الشمال، مؤكداً أن القوات النظامية تتقدم نحو عاصمتي هاتين الولايتين اللتين سيطر عليهما المتمردون. وأضاف أن الجنود يستعدون لاستعادة السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي شمال جوبا، مشيراً إلى أن المتمردين «يدركون أنهم يخوضون حرباً عقيمة»، وقال إن القوات الحكومية أصبحت على بعد 15 كلم من المدينة.وقال أقوير للصحافيين «نتقدم من القسم الشمالي من بانتيو وسنحاول تلبية واجبنا الدستوري، عاجلاً أم آجلاً هدفنا هو بانتيو). وأقرَّ المتحدث باسم الجيش الشعبي بانشقاق وحدات حكومية في جنوب وجنوب غرب البلاد، وأكد رغم ذلك أن الحكومة «تسيطر على معظم أقسام البلاد»، مكرراً القول إن «الوضع تحت السيطرة». وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس أن قائداً بجيش جنوب السودان لقي مصرعه في كمين على حدود مدينة بور، حيث كانت القوات الحكومية تتقدم صوب المدينة.وقال د. لوكا بيونق إن الصراع في الجنوب يدور بين ثلاثة مراكز قوى، معتبراً أن المفاوضات التي انطلقت أمس بأثيوبيا يمكن أن تعطي فرصة لاحتواء الأزمة الحالية. وصنف لوكا الذي يعمل محاضراً بجامعة هارفرد الأميركية، في تصريح لشبكة الشروق عبر الهاتف من مقر عمله بالولاياتالمتحدة، مراكز القوى في: مجموعة يقودها الرئيس سلفاكير ميارديت، والثانية بقيادة د. رياك مشار، والأخيرة يقودها إصلاحيون يمثلون قيادات تاريخية بالحركة على رأسهم الثلاثة المعتقلون حالياً. واعتبر لوكا المجموعة الأخيرة هي الأقدر على تقديم الطرح القومي للحل في إطار الحزب والدولة.