كانت مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق تتدثر بحلة ذهبية وهي تستقبل رئيس الجمهورية عمر البشير في «مناسبتين» أصبحتا أربعاً، فإلى جانب نفرة الخير الثالثة للعام التي نظمها ديوان الزكاة بالولاية وختام فعاليات الدورة المدرسية في نسختها الثالثة والعشرين كان الاحتفال بمولد سيد البشر المصطفى صلى الله عليه وسلم وعيد استقلال السودان لتتكامل المناسبات وترسم لوحة عنوانها السلام والاستقرار ودحر التمرد. ** دعم الفقراء: كانت الانطلاقة من قصر السلام بالدمازين الذي شهد فيه الرئيس البشير نفرة الخير الثالثة لديوان الزكاة بالولاية بتكلفة تسعة ملايين جنيه استهدف بها دعم أربعة آلاف من شرائح الفقراء والمساكين. وسلم البشير نماذج من المشاريع الإنتاجية للفقراء والمساكين شملت وسائل لنقل البضائع وقوارب لصيد الأسماك ومشاريع للاستزراع السمكي ومعينات إنتاجية ووسائل حركة للمعاقين. وأشاد البشير بديوان الزكاة والدعم الذي يضخه للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام ومشاريع تزكية المجتمع. وقال الأمين العام لديوان الزكاة محمد عبد الرازق إن نفرة ولاية النيل الأزرق جاءت ضمن برنامج الديوان الذي يستهدف الفقراء والمساكين بجميع ولايات البلاد، وأضاف أن خطة الديوان في العام الحالي تركز على المشروعات الجماعية خاصة في الجوانب الإنتاجية من أجل تقليل حدة الفقر. وكشف عبد الرازق عن مشروع ورش لتدريب طلاب خلاوى القرآن على المهن الحرفية حتى يتخرج الطالب وهو إلى جانب حفظه لكتاب الله يمتلك مهنة في يده. ويوضح أمين ديوان الزكاة بالنيل الأزرق بشير محمد عمر أن جملة الأموال التي صرفها الديوان في العام 2013 بلغت 27,364,390 جنيهاً بنسبة 150%. لغة السلام: هنأ البشير خلال مخاطبته الحفل الختامي للدورة المدرسية بإستاد الدمازين القوات المسلحة والنظامية والمجاهدين بتحرير منطقة «ملكن» وقال «سنحتفل قريباً في أولو ويابوس لكي نجعل النيل الأزرق ولاية آمنة وخالية من التمرد ونعوض أهلها ما فقدوه من تنمية وخدمات بسبب الحرب». وتعهد البشير باكتمال تحرير الولاية من التمرد خلال العام الحالي، ونفى الدعاوى التي تتحدث عن تهميش ولاية النيل الأزرق وقارن بين حال الولاية في الفترات السابقة والوقت الراهن ومضى للقول: «النيل الأزرق كانت تفتقر للخدمات والمدارس والتنمية واليوم تنعم بوجود المدارس والجامعات وما في إنسان مهمش». ودعا للتمسك بحب الوطن وردد مقاطع من نشيد الفنان الذري الراحل إبراهيم عوض: أحب مكان وطني السودان أعز مكان عندي السودان وطالب بمحاربة الجهوية والعصبية، لأن أعداء الأمة والسودان يريدون تفتيت وحدة البلاد. من جانبه أعلن والي النيل الأزرق حسين ياسين أبوسروال اقتراب تحرير كافة مناطق الولاية من دنس التمرد وأهدى تحرير منطقة ملكن للشعب السوداني والرئيس البشير وقال إن ملكن تعتبر المحطة قبل الأخيرة لإعلان نهاية التمرد، مشيراً إلى أن القوات المسلحة كبدت المتمردين خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وقال «خسائر المتمردين في معركة ملكن لا تحصى ولا تعد». واعتبر ياسين استضافة النيل الأزرق للدورة المدرسية دليلاً قاطعاً على مقدرة السودانيين على توحيد السودان من خلال التعارف وتلاقح وتمازج الثقافات، «لأنها لا تقيم بأموال». دعم التعليم: قال البشير إن ثورة الإنقاذ الوطني جاءت لجمع أهل السودان وتحقيق التربية الوطنية، ووجه بالاهتمام بالمعلمين والنشاط الطلابي، وقطع بأن الدورة المدرسية قدمت رسالة مهمة وهي اجتماع الطلاب والأساتذة في بوتقة واحدة. وأكد البشير التزام رئاسة الجمهورية بتوفير كافة الإمكانات والمعينات لدعم العملية التعليمية، داعياً لإنشاء صندوق تكافلي لدعم العملية التعليمية لنهضة مستقبل الأمة. وأعلن أن نهائيات الدورة المدرسية المقبلة ستكون في ولاية سنار وتليها ولاية شمال كردفان، وحيّا جامعة السودان لمساهمتها في تقديم اللوحة التي رسمها الطلاب في الاحتفال، وقال «هذه أجمل لوحة أشاهدها في حياتي». وطالب البشير وزارة التربية والتعليم بالاهتمام بالنشاط الطلابي والتعليم داخل وخارج الفصل، وأكد اهتمام رئاسة الجمهورية بتوفير كافة الإمكانات والمعينات لدعم العملية التعليمية، وأوضح أن هدف الإنقاذ الأساسي جمع أهل السودان وتحقيق التربية الوطنية، ووجه بإنشاء صندوق تكافلي لدعم العملية التعليمية. من جانبها أكدت وزيرة التربية والتعليم سعاد عبدالرازق أن الدورة المدرسية التي جاءت تحت شعار «أعز مكان وطني السودان» حققت أهدافها وغاياتها المنشودة من خلال الارتقاء بالعمل التربوي، والتبادل الثقافي، وتطوير المواهب، وتحقيق قيم الإخاء بين أبناء الوطن. فحص التعليم: وشهد البشير في سياق فعاليات ختام الدورة المدرسية بمدينة التعلية بالروصيرص، انطلاق الملتقى التنسيقي الخامس والعشرين لوزراء التربية ومديري التعليم بالولايات بمشاركة مسؤولين من المركز وفيه اقترح وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم الدكتور عبدالمحمود النور إضافة سنة لمرحلة الأساس. وأكدت وزير التربية والتعليم سعاد عبدالرازق أهمية معالجة كافة السلبيات التي تواجه المسيرة التعليمية وأشارت لقضايا التدريب والتأهيل وتحسين البيئة الدراسية. ونادت بضرورة إقامة مثل هذه الملتقيات للوقوف على أوضاع التعليم. ورأى وكيل وزارة التربية والتعليم محمد أحمد حميدة، أن السلم التعليمي بكل توصيات الجهات المختصة وصل إلى مراحل متقدمة في سبيل اتخاذ القرار المناسب، حيث أُجيز من اللجنة الفنية والقطاع، وسيتم رفعه إلى مجلس الوزراء خلال الفترة القادمة. وأشار وزير التربية والتعليم المكلف بولاية شمال كردفان إسماعيل مكي، إلى أن أفضل وضع للسلم التعليمي هو ست سنوات لمرحلة الأساس وثلاث لكل من مرحلتي المتوسط والثانوي، وهو النظام المعمول به في ماليزيا، وهو أساس النهضة. من جانبها نبهت وزيرة التربية بولاية كسلا سعاد حامد إلى أن تعيين المعلمين غير خريجي التربية هو الذي أدى إلى التدني والضعف في مستوى العملية التعليمية، وأن فترة التدريب 45 يوماً لا تتناسب مع الالتزامات التربوية. وقال وزير التربية والتعليم بالنيل الأزرق إمام علي عبدالله، إن الملتقى يهدف لمناقشة عدد من الأوراق أهمها واقع التعليم من خلال الإحصاءات، وأضواء على تعديل قانون تخطيط التعليم، وورقة تدريب المعلمين الجدد وتمهين التعليم ومعاييره. ودعا وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم الدكتور عبدالمحمود لمراجعة السلبيات والإيجابيات حتى تتمكن الجهات المختصة من اتخاذ القرار المناسب. }}