صاحبي المستشار من عتاة المناصرين لحزب المؤتمر الوطني ومحسوب على صقور الحزب بجدارة ، الرجل المفتري اقصد صاحبي يمتلك كميات هائلة من الحماسة الزائدة عن الحد مثل معظم أهل السودان ، وأحيانا يرمي صاحبي المتحمس طوبة العقلانية ويتبع عاطفته في المسائل المتعلقة بقناعاته وحده ، يوم الخميس الماضي التقيت صاحبنا ابو ( حماسة ) ، في مناسبة اجتماعية ولدهشتي فقد كان الزول يتوسط مجموعة من الذين على شاكلته ويدور الحديث عن آليات انفصال الجنوب ، ولأنني لا اهوي الدخول في مثل هكذا مناقشات عقيمة جلست على دكة المتفرجين لسماع الهرج والجوطه ، الشيء الغريب ان واحدا من المتحاورين يدعي عبد الكافي ، ويا كافي البلاء تكافي البلاء ، قال فيما معناه انه لو كان على رأس السلطة في السودان فسيمنع انفصال الجنوب بالقوة الجبرية لان الانفصال من وجهة نظره سيكون مؤشرا لتفتيت السودان وعرج صاحبنا على اتهام امريكا انها عرابة تقسيم السودان ، ولأن لساني فالت فقد خاطبت أخوكم الحماسي عبد الكافي ، انه لا يصلح لإدارة ( السلطة ) بفتح السين المشددة والطاء المخففة ، ناهيكم عن إدارة السودان المغلوب على أمره ، عموما أمثال صاحبنا عبد الكافي ينشطون الان في بيوت العزاء ومناسبات الافراح ، وفي المجالس والحافلات والركشات ، الجميع يضعون نظرياتهم حول الانفصال وكل واحد يرى ان نظريته سليمة حول الكيفية التي يمكن بواسطتها الحفاظ على لحمة الوطن ، المهم في الموضوع مع العد التنازلي للاستفتاء على مصير الجنوب هناك أسئلة تطارد الجميع حول الاسم الجديد للدولة الوليدة وهل ستحمل اسم دولة جنوب السودان أم جمهورية جنوب السودان ، أم جمهورية السودان الجنوبي أم دولة أزانيا ؟ وهذا الاسم الأخير قديم على ما اعتقد كان مقترحا ليكون اسما للجنوب حسب مدونات التاريخ ، عموما ليس جنوب السودان وحده من يحمل صفة الجنوب فهناك كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وكان من قبل اليمن الجنوبي ، وفي عهد المستعمر الانجليزي لجنوب القارة الإفريقية كانت هناك رودسيا الشمالية ورودسيا الجنوبية والتي تمخضت عن دولتي زيمبابوي وزامبيا ، المهم أتصور، انه في حالة انفصال الجنوب فستكون الأمور مشتعلة في الدولة الوليدة ولن تخمد نار الصراعات القبلية ، كما ان الدولة الجديدة ستظل جالسة على صفيح ساخن بسبب الصراع على الكراسي ، والاقتتال على الوزارات السيادية ، والصراع على مصادر المياه والمرعى ، وافصل رأسي الخربان عن جسدي الهزيل أن الدولة الوليدة ستكون من اكثر البلدان توترا في العالم ، وسوف تحتل المرتبة الأولي عالميا في الفساد اقصد الفساد الا داري (واللي ما عاجبو كلامي يشرب من قناة جونقلي ) ، وحتى نكون اكثر صدقا وشفافية علينا من الآن فصاعداوضع الترتيبات لتكون علاقات حسن الجوار وإخوة الدم وسنوات العشرة الأزلية قائمة بين الجنوب والشمال ، ومن المفترض ان تكون المصالح لها اليد الطولي في تحديد العلاقة بين شقي الوطن ( المفصول ) خصوصا وان الدولة الوليدة ستكون جمهورية ( صندوقه ) لا سواحل لها وبالتالي يمكنها استخدام موانئ الشمال ، بدلا من ميناء ممبسا وغيرها من مواني دول شرقي أفريقيا ، فكما يقولون ( جنا تعرفه أخير من جنا ما تعرفه ) ،رووووووووح جن يجنن عقلك . أف منك .