محمد أحمد شاب في مقتبل العمر.. اتخذ من درادقته وسيلة لكسب العيش الشريف ايام الاجازة، فالضائقة الاقتصادية قد احكمت قبضتها ومتطلبات الدراسة في الجامعة جعلته يتجول في شوارع الخرطوم وهو يعرض الثمار السودانية المفضلة للجميع. في احدى المنعطفات والعرق يتصبب من جبينه طلبنا اجراء لقاء عن المهنة التي فرضت نفسها، بعد تردد أجابنا وطلب منا عدم التصوير، فهو لا يريد أن يراه رفقاء الجامعة. اشار الينا الى ثمار اللالوب الشهية والنبق والقنقليز والقضيم والدوم الموضوعة بشكل ينم عن ذوق رفيع، فلقد وضعها داخل اكياس ليحفظها من الغبار والأتربة ومؤذيات الطريق، وقال إستوفيت فكرة وضع هذه الثمار في اكياس من احد الزملاء، وعمدت على تطبيقها ،لأن زبائني يفضلون «الشيء» النظيف، واحرص على تعبئة بعض منها في عبوات بأحجام مختلفة، وكل يشتري حسب مقدرته، ويضيف محمد أحمد احرص على بيع الثمار الناشفة «دوم، نبق، قلنقليز، لالوب، بلح، فول» الى جانب الثمار اللينة «القضيم، الترمس، الكبكبي» وهناك «الدقة» دقة ال «دوم، القلنقليز» وغالبية الزبائن من الصغار، ويقول معلوم الفوائد الطبية الجيدة لتناول هذه الثمار التي يفضلها الكبار قبل الصغار. ويبين في فترة الشتاء يكون الاقبال كبيراً من الجميع «الصغار والكبار والاطفال والنساء» ويرفع يده بسرعة ليمسح «حبة» من العرق تدحرجت وهو يشرح الفوائد الطبية للثمار، ويشير للصمغ الذي له زبائنه، وينصحنا باستعماله ويقول ضاحكاً لا تنسوا «الترمس» فعال خاصة مع العظام.