ü تقول القصة: إن موظفاً في أحد المكاتب الحكومية «يشم» أي ورقة رسمية تأتي من مكتب المدير ودافعه في ذلك قوله: داير اتأكد من «ريحة الطبيخ»!! يعتقد جازماً أن القرار المهم يخرج دائماً من مطبخ الست الهانم!! يضحك..«الطبيخ» أهم شيء يا جماعة!! ü «قريبة» لي تدافع عن سبب إطلاقها لقب «طبيخ» على ولدها الصغير!! فهي دائمة القول «تعال يا طبيخ»، أمشي يا «طبيخ» و«ين أنت يا طبيخي».. أقفل الماسورة يا «طبيخ أمك». ü أمس وفي المكتب كانت بيننا «صينية غداء».. وعندما فرغنا من «الصحون» التي أمامنا طلبنا المزيد.. وفي مطاعم الخرطوم «زمان» كان اسمها «الوصلة».. وهي أهم من الوجبة الرئيسية.. وتعد من «حقوق الإنسان» الأساسية داخل المطاعم!! ü المهم تجادلنا أيهما «أحلى» «الطبخة الأولى» أم الزيادة «الثانية»!! النقاش بدأ برئياً ولكنه سرعان ما تحول لدنيا السياسة والحكومات «الداخلية».. فلاذ أغلبنا «بالفرار» و«الصمت» خوفاً من الحكومات «الباطشة». ü صديقنا شاكر - طبعاً الاسم مستعار - يفضل الأكل دفعة واحدة.. لا داعي للزيادات.. قال: هو مع «تعددية الأطباق» من «طبيخ» و«مسلوق» و«مفروم» و«مفروك» ولا بأس بالسلطات والمشهيات وأنواع من الفواكه والخبائز و«اللطائف».. وشوية «كرواسون» لذيذ بالتفاح و«كاتزون» على الطريقة الإيطالية «وبط» بالأناناس و«بيكوس» بجوز الهند!! ü يا جماعة «الطبخات» دي بتودينا بعيد خلونا في «طبخاتنا» السودانية والتي مع الأزمة بدأت في التراجع الشديد.. فقد اختفت منذ زمن بعيد صينية الغداء المعروفة في المنازل.. كيف لا تتراجع والجزارون يتعاملون هذه الأيام بوزنة جديدة مع ربات البيوت.. فالواحدة منهن أضحت تطلب «تمُن» كيلو لحمة وباقي الطبخة «موية» أو مرقة الدجاج التي عادت وللأسف الشديد ل«الطبيخ» السوداني بعد غيبة طويلة! ü أما أشهر الطبخات السودانية فهي التي كانت تدور في بيوت العزابة ويسمونها «القطر قام» وهي لا تستغرق سوى دقائق محدودة.. والتسمية جاءت تمشياً مع سرعة القطارات أيام زمان!! ويتذكر زميلنا فتحي حسون أن هناك واحدة اسمها «الصاج».. وهي تتلخص في وضع اللحم كله في «الصاج».. ولهذه الطبخة مبررات ودوافع ومرامي خفية معروفة!! ü وللصحف مطابخها.. وهي تشابه «تكنيك» المطابخ العادية.. ومن مطابخ الصحف تخرج المادة إما «شهية المذاق» أو «مسيخة» أو «محروقة» أو«نيّة» وما أسوأ الأخيرة!! ü أما الطبخات «السياسية» فهنا المسألة مختلفة.. فعندما يقولون إن الأمر «يطبخ» في نار «هادئة» فهذا يعني أن خيوط المؤامرة تنسج في هدوء و«بليل» وداخل الغرف «المغلقة». ü هذه الأيام نراقب عن كثب ما يطبخ في المشهد السياسي.. هل ستخرج الوجبة «شهية» أم نحن على موعد مع «أم شعيفة» كما يحدث كل مرة؟! ü السؤال الذي يحيرني: ما الذي يطبخه د.الترابي هذه الأيام؟.. نخشى من مطبخ الجبهة الإسلامية-حيث كل زول «يأكل براهو»!! ü ألطف طبخات السياسة قول غندور في أديس أمس: «تفاجأنا بروح عدائية من عرمان»!! يا شيخنا إنت داير «القطر قام» من «قولة تيت»؟!!