رقص النفس طرباً ويكاد القلب يقفز من أضلعي فرحاً، حينما نسمع عن سوداني قد نال جائزة عالمية خضعت فيها معاير اجتازها السوداني بكل جدارة.. فالجائزة التي تم منحها إلى المشير عبد الرحمن سوار الذهب باعتباره الرجل الداعية الأول في العام لهي فخر وإعزاز لكل السودانيين، مسلمين ومسيحيين، فنقول للجائزة لقد حظيت هذا العام (بالذهب)، ونقول لفخامة المشير متعك الله بالصحة والعافية.. فالجوائز تنتشي إذا ما منحت لشخصكم المحبوب. وصلتني صورة من رسالة بالبريد الالكتروني في ذات السياق مرسلة من السيد (نيكولاس مدير مركز السير الذاتية بانجلترا) معنونة إلى الدكتور الطاهر الشبلي اختصاصي الأطفال ولأهمية ما تضمنته استميح القارئ العزيز عذراً أن يتمعن في كلماتها بعد ترجمتها إلى العربية تقول الرسالة: نهنئك باعتبارك مهنياً بارزاً ومعروفاً في مهنة الصحة، فقد تم اختيارك للاعتراف بك من قبل المركز العالمي للسير الذاتية، بعد التقصي في آلاف السير الذاتية ذات المصادر المتنوعة عن طريق الإدارات البحثية والتحريرية التابعة للمركز العالمي للسير الذاتية، فقد تم اختيار قائمة قصيرة تحتوي على أسماء من نؤمن بأنهم قدموا مساهمة مميزة في مجالات عملهم أحدثت تأثيراً على النطاق المحلي والقومي والعالمي، لقد صادق مجلس الجوائز على اختيارك بالترتيب 81 من بين 100 مرشحاً، لذلك لي عظيم الشرف أن اسميك عضواً بالمركز العالمي للسير الذاتية من ضمن أفضل مهني صحي للعام 2010م، وباعتبارك حاملاً لهذا التميز، يحق لك أن تضمن مكانتك في تاريخنا، ليس فقط بالإشادة بعملك بالإفراز أيضاً بجودته وتميزه. في كل عام يتم اختيار أفضل مائة مهني صحي مشهورين أو غير مشهورين، من جميع أوجه المعرفة، ضمن هذه القائمة الحصرية هؤلاء هم من تصنع أعمالهم اليومية علامة فارقة، ولا يقتصر ذلك على أولئك الذي يتصدرون العناوين البارزة، لذلك تحتم علينا اختيارك ضمن هذه القائمة للعام 2010م، ولكن باعتبارك حاملاً لهذا الشرف، سوف تسجل إلى الأبد في قاعات المركز العالمي للسير الذاتية، أنني أثق تمام الثقة بأنك ستفخر كثيراً بوضع اسمك في المكان الذي يستحق. باعتبارك قد أدرجت ضمن قائمة المركز العالمي للسير الذاتية لأفضل 100 مهني صحي للعام 2010م، فإنك مؤهل للحصول على المواد التذكارية المتاحة لهذا اللقب، وهي ميدالية أفضل 100 مهني صحي للعام 2010 المخصصة من قبل صناع الشعارات لملوك العالم والشهادة المزخرفة المميزة المطبوعة بالكامل بالألوان، على أوراق رقيقة ومزججة في خشب صلب والمجهزة للتعليق الفوري على الجدار- أرفق لك التفاصيل للمتابعة. إنني سعيد للغاية لنقل هذه الأنباء، وآمل أن تشعر بالفخر لما يتركه ذلك من أثر على زملائك وأصدقائك، لم يتبق لي سوى تقديم تهنئتي الصادقة وأنا بانتظار ردك.. انتهت الرسالة!! ولكن لم تنتهِ القصة، ولا أريد أن أبحر بكم في السيرة الذاتية والتي تتضمن من البحوث والرسائل العلمية والعقل السوداني الجاد في قضايا مجتمعه، بل التواضع الكبير الذي يحيط بالدكتور الشبلي أستاذ ومعلم وطبيب النفوس قبل الجراح والآلام. ما يحزنني عدم اهتمام بعض الجهات بمثل هذه النجاحات، فلعل المجلس الطبي لم يسمع بهذا الوسام الذي منح للشبلي، وإلا كان قد هنأه عبر الصحف أو برسالة شخصية.. ولعل أيضاً مجلس التخصصات الطبية لم يسمع بها، وإلا كان عمم خطاباً للسادة النواب، أن ينتبهوا ويتفرغوا لما هو أهم من الإضرابات والمطالبات المادية، أيضاً جامعة الخرطوم المؤسسة والتي تخرج منها الدكتور لم تسمع، وإلا كانت أول من أقام يوماً خاصاً، ولكن المتأكد منه أن طلابه قد سمعوا بهذا الأمر، لأنها الجهة الوحيدة التي احتفلت به ومن داخل كلية الطب بجامعة الخرطوم.. أما اتحاد أطباء السودان وجمعياته المتخصصة فاعتقد أنها مازلت تتلمس الطريق نحو القاعدة التي فلتت منها في أحداث الإضرابات السابقة.. ولمعلومية القارئ الكريم فإن الدكتور الشبلي بعد كل هذا الجهد تمت احالته إلى التقاعد تمشياً مع قوانين ولوائح الخدمة المدنية!!. لقد تحسر طلابه وتلفتوا يمنة ويساراً عسى أن يجدوا ما يفيدهم في تكملة ما بدأوه مع الدكتور الشبلي، ولكن هيهات مع موظفي إدارة شؤون الخدمة الحاذقين في انجاز أعمالهم، خاصة فيما يتعلق بالخدمة المعاشية وزفة الموظف إلى مثواه الأخير عبر السلم الخدمي، وخطاب الشكر وفوائد ما بعد الخدمة وصراع المعاش بين الولائية والمركزية. الدكتور الشبلي يرغب وبشدة في تكحيل عينيه برؤية طلابه الذين يحبهم ويحبوه، وأن يواصل معهم العلم والتعلم من خلال جامعة الخرطوم المؤسسة التي يعزها، وقد حاول ومازال يحاول، فقد صار الأمر بالنسبة له أوكجسيناً للحياة وليس مصدراً للمال فمن يقف معنا أو يدلنا؟. هذه الحكاية أهديها إلى المجلس البيطري شيخ المجالس المهنية، والذي بدأ كفكرة كما يقولون عام 1949، ثم تشكل بإصدار أول قانون له عام 1954م هذا المجلس الذي عودنا أهل مهنته على الابتكار والمبادرات، فأرجو أن نجد بادرة من المجلس البيطري تحت قيادته الرشيدة المدركة، ما يمجد حقوق المهنيين المعنوية والمادية، وأن لا يتجه ليلعب دور المصلح الاجتماعي بين الأطباء البيطريين كما سمعنا، على المجلس البيطري أن يعيد سيرته الأولى وأن ينتبه إلى السجل الدائم، والذي هو قمة عمله، وأن يزيل المفارقات التي يحويها هذا السجل، على المجلس البيطري- وبعد أن تمت معالجة المقر بالقرب من (سودانير)- لينطلق وبالقرب من مقر(المواصفات)ليجوِّد الأداء، وأن يعالج الهيكل الوظيفي حتى يتمكن من أن يدير عمله بكفاءة أكثر. الأطباء البيطريون حققوا نجاحات منهم الدكتور السنوسي، الذي اكتشف مصلاً لمعالجة مرض(الدمامل) من أمراض مواشي الصادر، فقد نال شهادة معهد السيرة الذاتية للنبغاء بكمبردج، ثم شهادة القادة المميزين للأداء في علم المكيروبيولوجي من معهد السيرة الذاتية بأمريكا، وقد نال وسام جمهورية السودان الذهبي في العلوم والآداب والفنون... علماء سودانيون يعيشون في السودان وخارجه، مخلصين خدموا البلاد تعليماً وتأليفاً وإصلاحاً، ومنهم من أنجز أعمالاً عظيمة تنوء بالعصبة أولي القوة، وحققوا بجهدهم ومثابرتهم الفردية ما تعجز عنه المؤسسات الاقتصادية والعالمية الكبيرة، دافعهم الغيرة للوطن والمهنة. حينما نطرح مبادرة للمجلس البيطري السوداني لمنح أوسمة لهؤلاء العلماء، الذين من حقهم علينا الاحتفاء بهم وتكريمهم، والإشادة بهم، علينا أن ننفض الغبار عن المبدعين والتعريف بهم وهم أحياء يرزقون قبل أن تتساقط علينا رسائل التعزية من المؤسسات، ونمدح سيرتهم، ونشيد بانجازاتهم، فقد مدح القرآن الكريم الرسول بالخلق القويم في حياته، علينا أن نشعر العلماء أن ماقدموه من جهد في زمن الإحباط العالمي مكان تقدير، حتى لا ينطبق علينا المثل الجزائري(لما كان حي مشتاق تمرة، ولما مات علقلو عرجون)، دكتور الشبلي ستكون مكان تقدير الجميع قولاً وفعلاً بإذن الله.