ونحن في فاشر السلطان وفي ضيافة السلطان عثمان كبر، شاهدت لأول مرة صقر الجديان شعار جمهورية السودان يتجول حراً طليقاً في ساحة قصر الضيافة ومن حوله الحرس.. شعرت أن صقر الجديان يستحق فعلاً أن يكون شعار جمهوريتنا التي ظل شعارها لسنوات بعد الاستقلال هو وحيد القرن.. وفي حديقة القصر شاهدنا عدداً من الغزلان وطائر الغرنوق.. كان منظر الحديقة في المساء جميلاً، وليومين متتالين سعدنا بجلسات ممتعة مع الأخ يحيى حماد وزير الدولة بوزارة الشباب والرياضة الاتحادية، والأخ حسين عبدالرحمن حسن وزير الشباب والرياضة بالسلطة الاقليمية لدارفور، وعدد من الأخوة الضيوف على المكان، ومنهم الأخ الأستاذ أحمد محمد الأمين مدير العلاقات الخارجية في وزارة الشباب والرياضة، والإذاعي الكبير عبد الرحمن عبد الرسول، والأستاذة هنادي صديق، وعدد من الضيوف من إعلاميين وصحافيين ومسؤولين.. وكانت الونسة تدخل في كرة القدم لتخرج إلى السياسة والتاريخ والأحوال العامة والخاصة.. بطولة كأس رئيس السلطة الاقليمية بدافور، والتي شهدنا اختتام فعالياتها في الفاشر نالت حظها من التعليق والمقترحات البناءة.. و نال الوزير حسين عبدالرحمن الثناء على نجاح الدورة وتحقيق أهدافها، ولعل اللفتة البارعة في هذه البطولة هي مشاركة فريق النازحين من معسكر ابوشوك مع فرق ولايات دارفور الخمس، ليصبح الفريق السادس في البطولة.. وكانت تلك المشاركة أبلغ دليل على استتباب الأمن والسلام في ربوع ولاية شمال دارفور.. وارتسمت علامات الرضا على وجه الأستاذ حسين عبد الرحمن حسن وزير الشباب والرياضة بالسلطة الاقليمية بدافور- وهو يشهد نجاح البطولة في نسختها الأولى- ومن حوله وزراء الشباب والرياضة في ولايات دار فور الخمس وبحضور الدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة الاقليمية بدارفور، ووالي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر..الوزير حسين وعد بأن تكون البطولة القادمة وما بعدها أفضل تنظيماً وترتيباً مع الإشادة بالجهود التي بذلتها اللجنة العليا المنظمة وسعادة عثمان حسين رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية شمال دارفور.. وقال إن شمال دارفور لديها سجل حافل بالانجازات والنجاحات في تنظيم الدورات الرياضية، ومنها سيكافا والدورة المدرسية قبل سنوات.. ولقد حضرت اجتماعاً مفيداً لسعادة الوالي عثمان كبر مع الأستاذ حسين عبدالرحمن حسن وزير الشباب والرياضة في السلطة الاقليمية لدرافور، والأستاذ عثمان حسين رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وكان عنوان اللقاء (مستقبل التنسيق بين وزارة الشباب والرياضة في السلطة الاقليمية مع ولاية شمال دافور) وأهمية تفعيل الأنشطة الرياضية كافة وليس كرة القدم فحسب.. حيث تم التأكيد على أن تكون هناك منافسات مستمرة، وأن يكون للرياضة في شتى ضروبها إسهام فاعل في السلام والتنمية.. وأشادوا بمشاركة فريق النازحين وأن تلك المشاركة حققت كثيراً من الفوائد، ومن أهمها أن المعسكرات تشهد تحولاً حقيقياً نحو حياة مستقرة، وأن الأهل في تلك المعسكرات يتوقون إلى العودة إلى حياتهم الطبيعية.. وقد أكد الوالي في السياق ذاته وفي حوار خاص أجريته معه لمجلة الدانة القطرية التي تستعد لإصدار عدد خاص عن قطر والسودان الحاضر وآفاق المستقبل.. إن معسكرات النازحين تشهد اهتماماً كبيراً بالتعليم وبشكل لافت يدعو للغبطة والسرور.. فالنازحون من القرى التى حول الفاشر شكلوا معسكر ابو شوك ومعسكر السلام، وهذان معسكران قريبان من المدينة ومعسكر زمزم، وهناك 3معسكرات رئيسية في شمال دارفور كلها حول الفاشر.. قبل النزوح إجمالي عدد التلاميذ الموجودين في تلك القرى حوالى 19 ألف تلميذ.. اليوم إجمالي عدد التلاميذ في المعسكرات التي نزح اليها التلاميذ 89 ألف تلميذ، كما أن هناك تحسناً مدهشاً في مستوى التعليم وأعطيك انموذجاً واحداً: الثلاثة الأوائل في الشهادة السودانية في العام 2013 والذين أحرزوا أكثر من 90% في الشهادة السودانية، ودخلوا حتى في الخمسين الأوائل على المستوى السوداني من معسكر أبوشوك.. وهناك تحسن واضح من الناحية التعليمية.. وإجمالاً فلقد حدث تقدم كبير جداً وهناك شواهد عديدة تؤكد أن الوضع في دارفور قد تحسن كثيراً ويتضح ذلك في المواصلات المنتظمة، وإيقاع الحياة نفسه انتظم بشكل سلس وجيد جداً.. وانسياب القوافل التجارية من الفاشر الى أم درمان، وكذلك مشروعات التنمية التي انتشرت وعمت كل المناطق.. وقال الوالي كبر إننا نحتاج إلى ثلاث وسائل ناجحة جداً لمخاطبة الوضع في دارفور ومعالجته (الرياضة والثقافة والاستثمار) هذه المجالات الثلاثة هي الأفضل لمعالجة قضية دارفور الأمنية، ونحن بدأنا الآن بالرياضة، ونتحرك نحو الثقافة والاستثمار، والدوافع التي جعلتنا نتجه للرياضة هي أن أفضل وأقصر طريق لتوحيد الصف في دارفور هو مجال الرياضة، و بدراسة بسيطة وجدنا أن كل 7 من 10 أشخاص يشترون أو يقرأون الصحف الرياضية، و3 يشترون الصحف السياسية، وأحسن وسيلة نخاطب بها المجتمع هي الرياضة.. وهناك جهد كبير من جانبنا في مجال كرة القدم، ولدينا الآن فريقان ينافسان على مستوى ولايات السودان، وعلينا أن نهتم أكثر بألعاب القوى والكرة الطائرة والسلة وغيرها وكذلك الدورة المدرسية التي استضفناها في دورتها ال 21 - وهذه كانت من الانجازات الكبيره في مجال الرياضة، واستضفنا دورة سيكافا وتلك كانت دليلاً واضحاً وتأكيداً على ما تنعم به دارفور من سلام، الآن لدينا صحوة رياضية كبيرة ونتمتع حقيقة بمجتمع ذواق جداً للرياضة ومنفعل بالثقافة والفن.