سادتي : أبدع واصفاً لنا هشام الجخ الشاعر العربي الأمير في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الأمة العربية ككل والسودان على وجه الخصوص.. وأجد في نظمه ما يغني كل بليغ عن وصف حال أمنا الوطن العربي وما آلت اليه إثر التقسيم الاستعماري البغيض الذي حيك بالأمس، وما زال يفتتنا حتى الآن ونحن في السودان لسنا من هذا الأمر ببعيدين، وأجدني ملزمة بنشر ماجاء بين طيات هذه الملحمة حافظة للناظم كل حقه الأدبي مستكملة دربه مساندة روحه الوطنية العالية في توصيل رسالته، رافعة راية حسه الوطني عالية لأهله في السودان (شريان العرب).. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً حيث قال ناظما :- ...ألستم من نشأنا في مدارسكم؟ تعلمنا مناهجكم؟ ألستم من تعلمنا على يدكم.. بأن الثعلب المكارمنتظرٌ.. سيأكل نعجة الحمقى إذا للنوم ماخلدو؟ ألستم من تعلمنا على يدكم.. بأن العود محميُ في حزمته.. ضعيفُ حين ينفردُ؟ لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا؟ ألستم من تعلمنا على يدكم.. أن اعتصموا بحبل الله واتحدو؟ لماذا تحجبون الشمس بالإعلام؟ تقاسمتم عروبتنا.. ودخلا بينكم صرنا كما الأنعام! سيبقى الطفل في صدري يعاديكم.. يعاديكم.. تقسمنا على يدكم فتبت كل أيديكم أنا العربي لا أخجل.. ولدت بتونس الخضراء من أصلٍ عمانيُ.. وعمري زاد عن ألفٍ وأمي لم تزل تحبل أنا العربي في بغداد لي نخلُ.. وفي السودان شرياني.. أنا مصري موريتاني.. وجيبوتي وعمّاني.. مسيحيُ وصوفيُ وسُنيُ.. وشيعيُ وكرديُ ودرزيُ وعلويُ.. أنا لا احفظ الأسماء والحكام إذ ترحل.. تشتتنا على يدكم.. وكل الناس تتكتل.. سئمنا من تشتتنا.. وكل الناس تتكتل.. ملأتم فكرنا كذباً.. وتزويراً.. وتأليفا أتجمعنا يد الله.. وتبعدنا يد الفيفا!؟ هجرنا ديننا عمداً.. فعدنا الأوس والخزرج.. نولي جهلنا فينا.. وننتظر الغبا مخرج!؟ أيا حكام أمتنا.. سيبقى الطفل في صدري يعاديكم.. يقاضيكم.. ويعلن شعبنا العربي متحدا.. فلا السودان منقسمُ.. ولا الجولان محتلُ.. ولا لبنانُ منكسرُ يداوي الجرح منفردا.. * سيجمع لؤلؤات خليجنا العربي في السودان يزرعها.. فينبتُ حبها في المغرب العربي قمحا.. يعصرون الناس زيتا في فلسطين الأبية.. يشربون الأهل في الصومال أبدا.. سيخرج من عبائتكم رعاها الله.. للجمهورمتقداً.. هو الجمهور لا أنتم.. هو الحكام لا أنتم.. أتسمعني جحافلكم؟؟ أتسمعني دواوين المعاقل في حكومتكم؟ هو الحكام لا أنتم.. ولا أخشى لكم أحداً.. هو الإسلام لا أنتم.. فكفو عن تجارتكم وإلا صار مرتدا.. وخافوا ..إن هذا الشعب حمّالُ.. وإن النوق إن صرمت.. فلن تجدوا لها لبناً ولن تجدوا لها ولدا.. أنا باقٍ وشرعي في الهوى باقي.. سقينا الذل أوعية.. سقينا الجهل أدعية.. مللنا السقي والساقي.. أحذركم.. سنبقى رغم فتنتكم.. فهذا الشعب موصولُ.. حبائلكم وإن ضعفت.. فحبل الله مفتولُ.. سأدبر تاركاً للطفلٍ فرشاتي والواني.. ويبقي يرسم العربي ممشوقاً بهامته.. ويبقى صوت ألحاني.. بلاد العرب أوطاني.