تعقيب علي مقال علي نايل كم من أحداث سياسية جسام صنعتها بضع سطور في مصر بعد وقوع انقلاب 23 يوليو عام 1952 فقد كتب الصحفي الراحل مصطفى أمين في مجلة آخر ساعة في ذلك الزمان منها على سبيل المثال عام 1953م «بعد مقابلة فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد و مقابلته لضباط الثورة انه وضعهم في جيبه الصغير» هذه السطور كانت فاتحة اطلاق النار على الوفد من قبل ما يسمى بمجلس الثورة وما أشبه الليلة بالبارحة في بلادنا.. فالمؤتمر الوطني الحاكم وضع الحزب الاتحادي بقيادة الميرغني في جيبه الصغير، كذلك والتاريخ يعيد نفسه فقد قرأت ما كتبه الأخ علي نايل قطب الختمية ب«آخر لحظة» بتاريخ 6/3/2014 كتب مقالاً بعنوان «الاتحادي الديموقراطي خرج وسيعود اكثر قوة وراح يدور بقلمه حول مولانا الميرغني مادحاً له وان هناك مجموعة تعمل الآن لوحدة الحزب الاتحادي، وهذه المجموعة تضم خيرة الشباب واصدقهم للحزب الاتحادي وللطريقة الختمية... ومع احترامي للمجموعة التي ذكرها لكن الأخ علي نايل «عينو في الفيل ويطعن في ظله» ظل يدور بقلمه يثني على هؤلاء ا لشباب بينما الازمة الحقيقية داخل الحزب الاتحادي اصلاً تتلخص في قيادة الحزب ذاته.. فالازمة ليس في عدم عقد المؤتمر العام والمشاركة فقط.. هذه الاشياء جزء من الازمة بينما الازمة الرئيسية التي تجاهلها الكاتب وهي «أزمة قيادة» فكل مشاكل الحزب الاتحادي الديموقراطي في قيادة الحزب التي تتحكم في كل مفاصل الحزب.. وإن المكتب السياسي الذي تم انتخابه في مؤتمر المرجعيات بالقاهرة ظل مكتب ديكور فقط.. فكل القرارات التي يتم اتخاذها قرارات فردية فوقية.. فلا يتم عقد اجتماع للمكتب السياسي.. ولا حتى مشاورة لبعض اعضائه الذين كانوا مقربين لمولانا الميرغني.. من أمثال أحمد علي أبوبكر وحسن هلال وغيرهم من الذين نفضوا أيديهم عن الحزب وانسلخوا عنه نهائياً.. فأصبح الحزب طارداً للعديد من الاتحاديين.. فكان الاجدى بالأخ علي نايل أن يكتب عن عدم وجود اي مؤسسية أو ديموقراطية داخل الحزب.. وهو نفسه أعلن قبل ذلك استقالته عن الحزب ونشرت الصحف ذلك.. وبعد 48 ساعة عاد للحزب مرة اخرى..! فماذا نسمي ذلك غير المناورة والعبث السياسي.. وكان الاجدى بكاتب المقال مواجهة الميرغني وقيادة الحزب.. وعدم تمرير أجندتهم السياسية الخاصة بدلاً من اللف والدوران حول مشاكل الحزب ولا وجود لحل هذه الازمات.. وكان على كاتب المقال ان يوجه هؤلاء الشباب الذين نحترمهم و يوجههم نحو الطريق السياسي الصحيح ومواجهة قيادة الحزب ليواجهوا صاحب «الحوش» عن الأسباب التي جعلت الحزب الاتحادي يتمزق ويصير الى عدة تيارات.. فمن الذي تسبب في تمزيق أوصال هذا الحزب التاريخي حزب الاستقلال والجلاء والسودنة..؟ كان على هؤلاء الفتية ومعهم الشيخ حسن أبو سبيب الذي أكن له كل احترام وتقدير وهو رجل وطني.. وفي مقام الوطنية كان عليه وعلى هؤلاء الذين يجتمعون معه في عدة أماكن كان عليهم جميعاً ان يواجهوا قيادة الحزب في كيف انه تم تصعيد قيادات لا ترتقي الى المستوى المحلي.. حتى تصل الى مستوى المركز.. فنحن لا نحسد ميتاً بكفن من حرير.. لكن الحقيقة يجب ان تقال فمواجهة قيادة الحزب والجلوس معه حتى ولو كانت هذه المواجهة عاصفة سياسية حتى يضع هؤلاء الحادبون على وحدة الحزب النقاط فوق الحروف بالمواجهة السياسية.. لا يعقدوا الاجتماعات فتارة يتم منعهم بعقد هذه الاجتماعات.. ويغلق باب الدار في وجوههم حتى لا يعقدوا الاجتماع.. فيضطرون لعقد المؤتمر إما في بيت الزعيم حسن أبو سبيب أو في مكان آخر.. إن مجابهة ومواجهة قيادة الحزب ومصارحته بكل شيء يعتبر هزيمة للانتهازيين والمنبطحين واصحاب المصالح والذين يدعون الخلافة حيث (تتوطأ عليهم رئاسة الحزب) فالذين يعارضون مولانا في الرأي تعتبرهم الطريقة أو شيوخ الطريقة إنهم ضد السيد وللأسف الشديد اصبح الحزب الاتحادي تحت قيادة الطائفية.. والتي رمت بالحزب نحو المؤتمر الوطني..! فأصبح الحزب جزءً أو فرعاً من فروع المؤتمر الوطني.. وهذه هي الحقيقة.. فقد التقيت بالعديد من شيوخ الطريقة الختمية والالم يعصر قلوبهم الى ما وصل اليه حال الحزب بسبب تصرفات قيادة الحزب غير الحكيمة وغير الديموقراطية.. واليوم كل الاحزاب التقليدية الطائفية وبالذات حزبي الاتحادي والامة لا ديموقراطية بداخلهما اطلاقاً انما قبضة طائفية للحزبين وقرارات فوقية.. ولا وجود للمؤسسية.. بل هناك دكتاتورية طائفية تمارس داخل الحزبين ورحم الله الزعيم إسماعيل الأزهري، والزعيم الشريف حسين الهندي هؤلاء القادة جعلوا من الحزب الاتحادي واحة خضراء للديموقراطية وللحرية، واحترام الرأي والرأي الآخر.. وكان الزعيم الأزهري وهو رئيس للحزب يحترم كل الأراء باختلافها ولا يتخذ قرارات فردية إنما بالرجوع الى المكتب السياسي.. ففي الدائرة الجنوبية بالخرطوم..! والتي كانت تشمل السجانة والقوز والحلة الجديدة والكلاكلات وغيرها كان الاستاذ يحيى الفضلي يفوز بالدائرة وغيره من الاتحاديين.. وكانت هذه الدائرة في اجتماعاتها تتخذ القرارات الحكيمة دون الرجوع الى رئيس الحزب.. وكان الزعيم الازهري لا يتدخل في شؤون اي دائرة أو من هو المرشح ويترك الأمر لشؤون الدائرة.. وكان معجباً بالدائرة الجنوبية حتى استبدل اسم الدائرة ب «الجنونية» بدلاً من الجنوبية فأين نحن الآن من حكماء ودهاقنة السياسة الذين ما صافحوا شمولية.. ولا عانقوا دكتاتورية.. أين نحن الآن منهم؟.... إن هؤلاء الذين يجتمعون وينفضون بحثاً عن عقد المؤتمر العام للحزب وبحثاً عن وحدة الاتحاديين هؤلاء مع احترامي لهم جميعاً يدورون حول انفسهم ويلفون حول حلقة مفرغة لا تغني ولا تسمن من جوع لانهم تركوا أصل القضية الاتحادية... واصل الازمة التي تتلخص في (قيادة الحزب ذاته) فبدلاً من مواجهة هذه القيادة بعزم وثبات اتحادي ومصارحتها بكل شيء من أجل مصلحة الحزب لا من أجل مصلحة الطائفية كان ذلك افضل ألا تدورون حول المؤتمر العام فلن ينعقد وحتى وإن تم عقده سوف ينعقد حول اطار طائفي ضيق جداً بينما الازمة الرئيسية للحزب والتي هي رئيس الحزب ذاته هو قمة الازمات الاتحادية فحكموا عقولكم لا عواطفكم واعيدوا التاج الاتحادي الاصيل اعيدوه الى الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي كان بقيادة الزعيم الراحل اسماعيل الازهري «ابو الاستقلال» وحتى يعود الحزب الاتحادي بمؤتمر جديد ورئيس جديد يحمل على كتفه وبين يديه لوحة اتحادية ممهورة وممزوجة بالمباديء الاتحادية الاصيلة أحرار.. أحرار.. مباديء الأزهري لن تنهار.. أحرار.. أحرار مباديء الهندي لن تنهار.