ما أن أطلق رئيس الجمهورية مبادرته للحوار الوطني في خطابه الشهير في السابع والعشرين من يناير، تبارت القوة السياسية في إطلاق التخمينات حول وضع البلاد السياسي، فمنهم من اعتبر خطاب الرئيس عبارة عن نسخة جديدة للإنقاذ، فيما شكك آخرون في جدية الحكومة للحوار لكن مع تقدم الوقت وتقديم الرئيس خطاب آخر يفسر العملية الإصلاحية.. بدأت الأحزاب تفكر في مستقبل ما تؤول اليه البلاد.. حيث احتوى خطاب الرئيس أمام مجلس الوزراء على نقاط جوهرية وعملية استوجب الوقوف عندها، خاصة عند قراءتها مع اللقاءات التي تمت بين رئيس الجمهورية وخصم الإنقاذ اللدود د. حسن عبدالله الترابي وحضورهم سوياً ملتقى أم جرس.. ورسمت قيادات سياسية صورة سالبة عن مستقبل الحوار، اعتبرت إنه لا يفضي الى نتيجة مرجوة، بل ذهب البعض الى وصفه بإنه مضيعة للوقت، ويرى علي نايل العضو في الحزب الإتحادي الديمقراطي: أن الحوارلا يحقق شيئاً.. وقال لآخر لحظة إنه لا يتوقع أن يثمر الحوار نتائج إيجابية، وذهب الى أكثر من ذلك بقوله إنه مضيعة للوقت. لكن القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي يؤكد أن الحوارسيؤدي الى توافق سياسي ويأتي بنتائج إيجابية وقال إن الحوار ليس من أهدافه أن يحقق مطالب أحد، إنما لتحقيق المطالب الوطنية. كما يرى القيادي في المؤتمرالشعبي ابوبكر عبدالرازق أن الحوار الذي يجريه حزبه مع المؤتمر الوطني سيفضي الى اتفاق جزئي أو كلي ( إذا توصلت الى نتائج إيجابية سنتفق عليها ونطالب بما يتم الإتفاق عليه وحينها سنعلن ما اتفقنا عليه وعلى من تقع المسؤولية). ورهن نجاح الحوار بموقف الحكومة تجاهه وقال مقاليد الحكم في يد الحكومة التي تسيطر على الحكم، وتستطيع أن تحقق الحلول ويرى أن الحوار مع الحكومة يهدف الى تحقيق تحول ديمقراطي، وتداول سلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة تؤدي الى توافق.. ورهن نجاح الحوار الى صدق النوايا والعمل على حل المشاكل الوطنية مع الحفاظ على وحدة التراب السوداني حتى لا يتمزق الى دويلات.. والإيمان بالحرية والديقراطية، ونعني أن يكون الحوار هدفه تحقيق مطالب المعارضة دون غيرها، وأن يتحول المؤتمر الوطني الى حزب سياسي كبقية الأحزاب الأخرى، ولكنه أشار الى أن هذا سيكون صعباً على حزب عاشق السلطة. ويرى البروف حسن الساعوري أن مقومات نجاح الحوار الوطني تكمن في جدية المعارضة والحكومة في التحاور والوصول للغايات المطلوبة. وقال إن الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي كانا أكثر تشكيكاً في جدية الحكومة، ولكنهما الآن اتخذا مواقف إيجابية للحوار. ورهن نجاح الحوار باجراء انتخابات حرة ونزيهة حتى يعرف كل حزب وزنه السياسي، ويؤسس الحوار النظام الديمقراطي.. وقال السفير نجيب الخير: إن الحوار الوطني يكتنفه الكثير من الغموض حول الموقع الذي ينطلق منه المؤتمر الوطني وقال: هل المؤتمر الوطني فصيل سياسي أم سلطة دولة.. موضحاً أن آليات الحوار لم تكشف عن رؤيته للحوار.. وأشار الى أن هناك جملة من التدابير سيتوجب على الحزب الحاكم أن يتخذها مثل الرؤيا للانتخابات، موضحاً أن المؤتمر الوطني لم يتخذ تدابير كبناء الثقة، ومن أهم التدابير طمأنة القوة السياسية.. وأضاف يجب أن يكون الحوار بين قوة سياسية تسعى لإقامة دولة مدنية.. وأشار الى أن أي نزاع ينتهي بالمفاوضات، ورهن نجاح الحوار بالإرادة واستعادة الديمقراطية وإنهاء سلطة الأمر الواقع والتوجه الى سلطة التفويض الشعبي، وأضاف أن القوه السياسية هدفها استعادة الديمقراطية.