اتصل بي في جوالي العام الذي أستقبل به الفتاوي (0912994408) رجلٌ من القضارف وقال لي : إن صحيفة (آخر لحظة ) نفدت من القضارف ولكي نقرأ مقالك (تحديات ولاية القضارف) إلا ندخل موقع الصحيفة على الإنترنت ، وقال لي أخطر ناس الجريدة يزيدوا الكمية . ثم طلب مني أن أعلق على حديث(أبي وأباك في النار).. الذي يستدل به بعض الناس على الحكم بأن أبوي المصطفى صلى الله عليه وسلم في النار ، فأجبتُه لطلبه ، أقول : جاء في صحيح مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنهم قال (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له أين أبي فقال له في النار ، فلما قفى دعاه وقال له إن أبي وأباك في النار ).فأقول : قال النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم( فقد اشتمل كتاب مسلم على أحاديث تكلموا في إسنادها أو متنها لصحتها عنده ، وفي ذلك ذهولٌ منه عن هذا الشرط . إذاً يمكن أن يقع في صحيح مسلم حديث معلول من ناحية الإسناد أو المتن ، وهذا الحديث فيه حماد بن سلمة وهو متكلم فيه .قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمته : ( فالاحتياط ألا يحتج به فيما يخالف به الثقات ) وقال الذهبي في ميزان الاعتدال [2/260] ما نصه حماد ثقة له أوهام ، وقال إن ربيبه ابن أبي العوجاء كان يدس في كتبه وقال العلامة الحافظ السيوطي في مسالك الحنفاء : حماد لا يحفظ وذكروا أن ربيبه ابن أبي العوجاء كان يدس في كتبه . وثانياً : ثابت متكلم فيه كما نص السيوطي . أما من ناحية المتن فيمكن أن نؤول «أبي » ب«العم » إذ العرب تطلق لفظ «الأب» على العم ، والقرآن الكريم يعضد ذلك كما قال تعالى(أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) فأطلق لفظ الأب على العم . وهذا محمل (آزر ) فهو عم لسيدنا إبراهيم عليه السلام كما قال ابن عباس رضي الله عنه ، أما والد سيدنا إبراهيم هو تارح أو تيرح ، راجع تفسير الطبري .وكل حديث ورد في شأن هذا الموضوع إما منسوخ أو ضعيف . وأدلة النجاة كثيرة- منها أنهم من أهل الفترة وهم ناجون إجماعاً. قال تعالى(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً). والسيد «عبد الله » والسيدة «آمنة » رضي الله عنهما لم يدركا رسولاً أو كتاباً صحيحاً ، وأيضاً يمكن أن يكونا على الفطرة والملة الإبراهيمية ، قال تعالى (وتقلبك في الساجدين)...وقد قال صلى الله عليه وسلم (لم أزل أنتقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزاكية )فهذا يدل على طهارة أجداده .وفي البخاري (بُعثتُ من خير قرون بني آدم ) وفي مصنف عبدالرازق عن علي «كرم الله وجهه» لا تخلو الأرض من آدم من سبعة أنفس فصاعداً أهل توحيد ، والأدلة كثيرة . والخلاصة أن أبوي المصطفى صلى الله عليه وسلم من أهل الجنة إجماع