كان يوم الجمعة 4أبريل 4102م من الايام السعيده لدي اذا انه شهد احتفاء اسرتنا الكريمه باللقاء الاول لجمع شمل الأسرة والذي تقرر له أن يكون الجمعة الاولى من كل شهر اذا أمدّ الله في أعمارنا وشملها بعفوه ورضاه . لاتتخيل معي ياقارئي العزيز حجم السعادة التي كانت تغمرنا في تلك السويعات التي قضيناها مع بعضنا نتجاذب فيها أطراف الحديث والنكات، ويعلو صراخ الاطفال هنا وهناك، وهم يحتفون ببعضهم البعض، تارة يلعبون وتارة يتشاكسون في سعاده لا توصف.. والخالات والجدود يتفقدون أحوالنا بالنصيحة والمشورة التي افتقدتها معظم الأسر السودانية . أنا أعلم أن هنالك عدد مقدر من الاسر قد سبقتنا الى عقد ذلك اللقاء الشهري الذى اطلق عليه(الجمعية) حيث يتم تحديد يوم في الشهر يتلاقى فيه جميع أفراد الأسرة الكبيرة في منزل احد أفراد الأسرة يتجمعون حاملين معهم ماتيسر من مأكل ومشرب ويجلسون فترة من الزمن يتفقدون فيها أحوال بعضهم البعض المريض المحتاج و من لديه مشكلة ...الخ وعندما يحين زمن انصرافهم يقومون بجمع مبالغ مالية رمزية يعطونها لصاحب المنزل كنوع من المساهمة في نفقات ذلك اليوم وهكذا تدور الدائرة على كل فرد حتى يتواصلوا مع جميع أفراد الأسرة . طبيعة الحياة الطاحنة التي نعيشها جعلتنا نبتعد قسرًا لا اختيارًا عن أهلنا وعن صلة أرحامنا... فمعظمنا يخرج من بيته في الصباح الباكر ولا يعود الا قبيل المغرب بقليل وبعد ذلك تبدا طاحونة البيت ومراجعة الدروس للابناء والتجهيز لليوم التالي.. وهكذا يدور اليوم والأسبوع، وتجد نفسك لمده أشهر لم تقابل أهلك ولا تعلم بأخبارهم الا اذا حدثت مناسبة سعيدة أو حزينة !!! أما الأطفال فهؤلاء هم الضحية مابين المدرسة والبيت تجدهم محبوسين بين تلك الجدران الباردة والقنوات التلفز يونية الفاسدة التي اكسبتهم عادات وسلوكيات خلقت منهم ذلك الجيل الذي نشتكي لطوب الارض منه فمن أين لهم أن يكتسبوا اَلَََّمحنة والتراحم وهم لا يعرفون عن صله أرحامهم شيئاً؟!!! الضغوط النفسية التي يشتكي منها الكثيرون هي نتاج لابتعاد أفراد الأسرة عن بعضهم البعض ففي السابق كان هم اي فرد من أفراد الأسرة هو هم الأسرة بأجمعها يلتقون يتشاورون يتكاتفون لحل جميع مشاكل بعضهم..! ولكن في زماننا الحالي يموت معظم الناس ومشاكلهم في صدورهم ولقد حدثني بعضهم أنه يخشى أن يتحدث لأفراد أسرته لكي (لايشمتوا عليه)!! أنا على يقين بأن اَلَمحنَّة لا تأتي صدفة ولا تدرس في المدارس ولاتشترى..! المحنه تُغرس في الأجيال بالشكل الذي نشأعليه ابائنا واجدادنا، فالإبن ابن الكل العم والخال والجد والخالة والعمة والحبوبة هم أمهات الكل.. فالتقويم والتربية هي مسؤلية جميع أفراد الأسرة فآباء وأمهات اليوم، في أمس الحاجة الي حب واهتمام الاهل والكبار بهم وبابنائهم . لقد تركنا ابناءنا للخدم لكي يقوموا بتربيتهم فاكسبوهم تلك الجفوة والغلظة فمن أين سيعلمونهم التراحم والترابط والحنان وهم قد فارقوا الأهل والأوطان، واحطناهم بذلك الكم الهائل من الألعاب الالكترونية حتى اصبحوا يتحججون بشتى الاسباب لعدم الخروج من المنزل للزيارات العائلية للبقاء مع تلك المصائب، فصاروا منعزلين عن أقرانهم من ابناء الأخوال والأعمام، وعن أخوالهم وأعمامهم وجدودهم.. وكثير منا يشتكي بأنه لفترة من الزمن لم يلتقي بأبناء أخواله وأعمامه وتفاجأ بهم بعد فترة من الزمن وقد صاروا عرساناً !!! . ماآل إليه حال مجتمعنا هو محصلة لذلك التفكك الأسري الذي نعيشه، وعدم صلة أرحامنا وابتعادنا عن بعضنا البعض، فتفشت بيننا الكراهية والجفوة والحسد، وانعدمت الرحمة وقلَّتْ البركة في معاشنا وابداننا.. فلنحاول إعادة التراحم والترابط والمحنة بيننا حتى لا يسرقنا الزمان ونحن في غفلةٍ ونجلس بعد ذلك نتباكى ونردد: حليل زمن الحنان يابا