بيان الجبهة الثورية وتحالف قوى المعارضة بتوقيع «عقار-ابو عيسى» فتح باباً آخر للنقاش السياسي داخل أحزاب المعارضة، ففي حين ذهب صديق يوسف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس لجنة الإعلام بالتحالف الى أن مشاوراتهم مع الجبهة أثمرت موقفاً مشتركاً حول الوضع السياسي الراهن عبروا عنه بالبيان «عقار-ابو عيسى».. أبدى محمد ضياء الدين رئيس اللجنة السياسية بالتحالف المفاجأة بالبيان.. مشيراً الى أن أعضاء كثيرين لا يعلمون به.. الموقف والمشهد لقوى التحالف يقودنا الى حوار أجريناه مع رئيس اللجنة السياسية محمد ضياء الدين حول مدى تماسك التحالف في ظل المواقف الواضحة لأعضائه من أحزاب الأمة والاتحادي والشعبي، والآن يمضي الشيوعي في ذات الاتجاه، بينما يتمترس البعثي والأحزاب الأخيرة معه في مربع الاشتراطات، حينها كان رد الأستاذ محمد ضياء الدين بأنهم لن يغيروا موقفهم إلا بتنفيذ الاشتراطات والمطلوبات التي جاء في قمتها اطلاق الحريات واطلاق سراح المعتقلين وهو الطلب الذي أقره السيد الرئيس في خطاب البرلمان الأخير، ونفذ بعد الخطاب ب«24» ساعة، حيث تم اطلاق سراح بعض المعتقلين.. وبهذا تكون الخطوات الفعلية لتطبيق مطلوبات واشتراطات قوى التحالف قد دخلت حيز التنفيذ بعد حوار الطاولة المستديرة وخطاب البرلمان الحدثين اللذين سارعا في إيقاع الحراك السياسي من قبل الحكومة والتي وصف إيقاعها كل المحللين السياسيين بالايقاعي الإيجابي والذي يعوزه فقط إصدار القوانين والقرارات الممهورة بالأختام الرئاسية للتنفيذ والشروع في حوار للسلام مع الحركات المسلحة وقطاع الشمال والجبهة الثورية، التي أبدت موافقتها على الحوار متخطية موقفها السابق الداعي الى إسقاط النظام أولاً. الشاهد أن الراهن السياسي الآن- بحسب مراقبين- يبقى على تنفيذ القرارات والتقدم خطوة أخرى في إطار الحوار الوطني المطروح، خاصة وأنه قد حوى ضمنه اشتراطات المعارضة التي توافقت عليها، ولا يتبقى لها سوى اللحاق بقطار الحوار الذي تحرك نحو السلام والوفاق.. وقد أشارت أحزاب الوسط الى هذا التقدم على لسان رئيس حزب الوسط محمد مالك في حديثه ل(آخر لحظة) بأن خطاب البشير تضمن 50% من مطالبات المعارضة للحوار وبهذا يبقى موقف بعض قوى التحالف الوطني كما يغرد خارج السرب في نظر بعض المراقبين، الذين يرون أن النغمة السارية الآن موحدة وتمضي في انتظام كورالي للملمة شتات الآراء الوطنية، حتى يتم عزف النشيد الوطني كاملاً دون نشاز ساعة الاتفاق على نغم الوحدة الجامعة، وما على تحالف أحزاب المعارضة إلا تنظيم صفوفه واصطفافه من جديد ليملأ فراغ الإجابة للانضمام للحوار، بعد أن ظهر جلياً عدم التناغم المتواصل داخل جوقته السياسية، علماً بأن المؤتمر الوطني رغم أنه مايسترو الحوار، لكنه أضاف في أوركسترته العديد من الأحزاب في سبيل سيمفونية موحدة تهدي البلاد أغنية السلام والاستقرار والتنمية.