الحبيب الغالي جداً مزمل.. أشواقي لك لم تفتر.. لمجالسك العامرة.. لأنسك الرائع.. لروحك المدهشة.. السمحة للندى الحبيب الذي تعشقه بحب وعاطفة وعقل.. أنا أذوب فيه وجداً.. وأموت فيه عشقاً.. واحترق فيه صبابة وعمداً.. وكل ذلك بلا عقل ولا منطق.. وتماماً كما قال الدكتور مصطفى محمود.. «إن الكائن الوحيد الباقي بلا منطق ولا عقل هو الحب».. رغم كل ذلك.. فأنا أحبك رغم إنك.. تشاركني في حبي للندى الحبيب.. ويا لروعة وبهاء الغيرة.. أنا مثل صاوي عبد الكافي.. الذي قال.. «كل من قال يا حبيبي افتكرتو يشير إليك».. أنا كل من قال يا حبيبي إفتكرتو يشير إلى الندى الحبيب.. مزمل.. اليوم لا حرف واحد.. عن الندى الحبيب.. اليوم حديث عن اليوم التالي التي يقول عنها الناس.. إنها قد ولدت بأسنانها.. أنا لا أقول ذلك أقول إنها حديقة هبطت من الجنة.. نركض من «دغش الرحمن» في روعة عشبها الأخضر.. نسند ظهورنا على جذع شجرة وارفة الظلال عطرية الأزهار مثقلة بالثمار.. ومن أين أبدأ وصفاً.. وماذا أقول.. ولساني تعقده الدهشة.. دعني أبدأ.. بباقة أزهار حديقتكم.. «وزهرية» مترفة.. فاقعة الألوان.. عطرية الشذى.. فواحة العبير.. هي كوكبة بهيجة ومترفة تشكلها في أناقة.. مجموعة «المرأة» في اليوم التالي.. وفي بيان بالعمل يجبن على سؤال «الكابلي» الذي ظل معلقاً لاربعين سنة وتزيد.. أي صوت زار بالأمس خيالي؟.. الإجابة دوت مجلجلة من كل آنسة.. كل سيدة في اليوم التالي.. أنه صوتي أنا زادني العلم سنا.. وهل أتحدث عن «المفرزة» التي لا شغل لها غير الدفاع عن الوطن.. تلك بقيادة «الميجور جنرال» عثمان ميرغني ورئيس هيئة أركانها صديقي «الكولينل» جمال.. وبقية المحاربين الأشداء.. أعذرني مزمل.. أنا في حيرة ضرير المعرة.. الذي ارتج عليه القول.. فقال.. ماذا أقول والوحش ترميني بأعينها.. والطير يعجب مني كيف لم أطر.. أنا أشد حيرة منه.. لأن الحديث عن اليوم التالي.. يحتاج إلى كتاب أكبر كثيراً من رائعة «تولستوي» «الحرب والسلام».. وحتى أفرغ شحنات حبي وإعجابي لكل فرد في «اليوم التالي» أرجوك.. أرجوك.. أن تنوب عني لتبلغ حبي وإعجابي ودهشتي المزهوة الزاهية لكل فرد في اليوم التالي.. مزمل.. بالأمس كان احتفالكم.. الذي كنت انتظره انتظار أسير لفجر الحرية.. والذي هيأت له زينتي وأعددت له مفتخر الثياب.. ثم لونت السماء.. سماء اليوم التالي شلالات الضياء ولم أكن «معزوماً».. أنا يا مزمل لن «أزعل» منك حتى لو أدرت ظهرك للندى الحبيب.. حتى لو غنى لك إبراهيم حسين «حليلك وانت جنبي بالزي السماوي» ولكني فقط أعاتبك «كمان» ليس مثل عتاب ذاك الأعرابي الجلف الذي قال.. إذا الملك الجبار صعّر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه.. لا ليس مثل ذلك أبداً.. فأنت مزمل وكفى.. أعاتبك في رقة عبد الوهاب هلاوى ذاك الوديع.. والذي قال.. لو مني مستني الملام.. يا سلام عليك يا سلام.. يا حلو السكوت مرات ملام.. وعدم الكلام هو كمان ملام.. الوردة لو خانه الفراش.. ما أظن تلومو مع الندى.. وما بتجرح احساسو الجميل.. الريده يا حنين كده.. مزمل.. في تلك الأمسية.. في ذاك الفندق الفخيم.. وبينما أنتم تنشدون.. أفراحنا تهل في ربوعنا وأحبابنا يضوو شموعنا.. كنت أنا.. أردد في وجع.. مع المتنبيء.. عندما أهل عليه العيد وهو بعيد عن سيف الدولة.. أصخرة أنا مالي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد.. توجعت كثيراً حتى هطلت من عيوني أمطار الدموع.. لم يوقفها حتى كف «ابن زيدون» بحيرة «الدموع» الذي انتهرني غاضباً أن أكفكف دمعي.. وأنهض.. و«أتراجل» و«أشوف حل».. الآن يا مزمل وجدت الحل.. وقبل أن أنثره بين يديك.. أقول.. لك إن تسأل لماذا لم تأت للحفل حتى لو لم تصلك دعوة.. ألست حبيباً ل«اليوم التالي» أقول.. نعم.. كنت سآتي.. ولكنك تعرف فزعي وخوفي وخجلي وارتباكي من الأماكن المترفة.. وأنتم أقمتم حفلكم في أشد الأماكن ترفاً ووسامة وفخامة.. أنا أخشى رقاع الدعوة المكتوب عليها.. للاعتذار الرجاء الاتصال بنمرة الهاتف كذا.. أخشى أن يكون لكل مدعو.. مقعد ورقم.. المهم.. «ما جيت» ولكن.. أقسم بالشعب والأيام الصعبة.. في العام القادم.. إذا أقمتم حفل «السنتين» في «بفرلي هيلز» أفخم بقعة على ظهر الأرض تلك التي أقامها أباطرة السينما والمسرح من نجوم وأقمار هوليوود.. لإقتحمت الحفل حتى بدون دعوة.. ول«فرشت الرمل» و«رصيت» الكراسي و«زينت الترابيز».. وأقسم بالتي أحبها وقسماً لأبرن قسمي.. وفي نفس الليلة.. نفس المكان لوقفت في مدخل «الصيوان» لاستقبل الضيوف.. حتى لو كانوا من وزن بطل «تايتنك» «ليوناردو ديكابريو».. ثم لأطفأت الشمعتين.. و«بالسكين» شققت التورتة.. ولعدت راجعاً من بفرلي هيلز إلى ود نوباوي.. مزمل.. كل عام وأنت بخير.. والوطن بخير.. والشعب بخير.. واليوم التالي بخير..