وزير الداخلية يترأس لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    (خطاب العدوان والتكامل الوظيفي للنفي والإثبات)!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    وزير الصحة المكلف ووالي الخرطوم يدشنان الدفعة الرابعة لعربات الإسعاف لتغطية    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخطر حدث قاد إلى شرخ العلاقة بين السودان وجنوبه
نشر في آخر لحظة يوم 22 - 04 - 2014

أمر مفتش مركز يامبيو في مساء 18 أغسطس عبر إشارة من جوبا بالتمرد وإشارة أخرى تأمره بإجلاء أكبر عدد ممكن من الشماليين وأن يتلف الذخيرة الموجودة مع بلاتونات قوة دفاع السودان المعسكرة هناك، وبينما ذهب مفتش مركز يامبيو ليوقظ الموظفين والتجار الشماليين، نجح قائد حامية يامبيو وأنزارا في أخذ الذخيرة من جنوده في يامبيو دون أن يثير شكوكهم وتوجه إلى أنزارا على بعد ستة عشر ميلاً غرباً ليأخذ ذخيرة البلتون الموجودة هناك، وعندما وصل أنزارا أخبر الشاويش الجنوبي بالتمرد والاضطرابات في توريت وأمر الضابطين والشاويش أن يضعوا صناديق الذخيرة في عربة اللوري، وبينما كانوا يقومون بهذه العملية استيقظ جنود البلتون وطالبوا بمعرفة سبب أخذ الذخيرة منهم وركب بعضهم في العربة وأخذوا في تفريغ صناديق الذخيرة منها،
وأطلق أحد الجنود رصاصة على البمباشي فخر ميتاً، ثم اندفع جنود البلتون الجنوبيون إلى الطريق وابتدأوا في إطلاق النار على بعض العربات التي كانت تقل الشماليين الفارين من يامبيو وأنزارا، وحوصرت عربتان وأمر راكبوها بالنزول ونهبوهم ثم قتلوا رمياً بالرصاص، وجمع بوليس أنزارا كل الشماليين الذين لم يتمكنوا من الفرار إلى واو وأرسلهم إلى سجن يامبيو ووضع الرجال في عنبر والنساء والأطفال في عنبر آخر، وفي صباح يوم 20 أغسطس أخرج الرجال الشماليون وتم ربطهم من أعناقهم وأمروا بالسير مسافة 200 ياردة إلى مكان فسيح، ثم أطلقت عليهم النار وقتلوا في الحال وأطلق الرصاص على الجرحى وهم في حالة النزع وقد طارد الجنود والسجانة ورجال البوليس شماليين كثيرين لم يتمكنوا من الفرار من يامبيو وقتلوهم، وقد نهب الأهالي متاجر الشماليين في يامبيو وأنزارا وأحرقوها.
أمر مفتش مركز يامبيو في مساء 18 أغسطس عبر إشارة من جوبا بالتمرد وإشارة أخرى تأمره بإجلاء أكبر عدد ممكن من الشماليين وأن يتلف الذخيرة الموجودة مع بلاتونات قوة دفاع السودان المعسكرة هناك، وبينما ذهب مفتش مركز يامبيو ليوقظ الموظفين والتجار الشماليين، نجح قائد حامية يامبيو وأنزارا في أخذ الذخيرة من جنوده في يامبيو دون أن يثير شكوكهم وتوجه إلى أنزارا على بعد ستة عشر ميلاً غرباً ليأخذ ذخيرة البلتون الموجودة هناك، وعندما وصل أنزارا أخبر الشاويش الجنوبي بالتمرد والاضطرابات في توريت وأمر الضابطين والشاويش أن يضعوا صناديق الذخيرة في عربة اللوري، وبينما كانوا يقومون بهذه العملية استيقظ جنود البلتون وطالبوا بمعرفة سبب أخذ الذخيرة منهم وركب بعضهم في العربة وأخذوا في تفريغ صناديق الذخيرة منها، وأطلق أحد الجنود رصاصة على البمباشي فخر ميتاً، ثم اندفع جنود البلتون الجنوبيون إلى الطريق وابتدأوا في إطلاق النار على بعض العربات التي كانت تقل الشماليين الفارين من يامبيو وأنزارا، وحوصرت عربتان وأمر راكبوها بالنزول ونهبوهم ثم قتلوا رمياً بالرصاص، وجمع بوليس أنزارا كل الشماليين الذين لم يتمكنوا من الفرار إلى واو وأرسلهم إلى سجن يامبيو ووضع الرجال في عنبر والنساء والأطفال في عنبر آخر، وفي صباح يوم 20 أغسطس أخرج الرجال الشماليون وتم ربطهم من أعناقهم وأمروا بالسير مسافة 200 ياردة إلى مكان فسيح، ثم أطلقت عليهم النار وقتلوا في الحال وأطلق الرصاص على الجرحى وهم في حالة النزع وقد طارد الجنود والسجانة ورجال البوليس شماليين كثيرين لم يتمكنوا من الفرار من يامبيو وقتلوهم، وقد نهب الأهالي متاجر الشماليين في يامبيو وأنزارا وأحرقوها.
بفرحة التحضيرات والاستعدادات بقرار الجلاء انشغل السودانيون من جميع أنحاء السودان بالتجهيز لحضور الاحتفالات وبدأت الأقاليم في اختيار ممثليها للمشاركة في الاحتفال بقرار يوم الجلاء إلا أنهم تفاجأوا بمن كان يريد اجهاض هذه الفرحة وتعطيل قرار الجلاء إلى أجل غير مسمى عبر التمرد الذي قام به الجنوبيون بمديريات جنوب السودان الثلاث، وكانت مدينة توريت مهد هذا التمرد الذي استهدف الشماليين وارتكب في حقهم أبشع الجرائم دون سابق إنذار في لحظة غدر لم ينجُ منها حتى الطفل الرضيع وقال ضابط جنوبي حينها يدعى البينو لبعض من ظل على قيد الحياة من الشماليين «تركناكم أحياء لتحدثوا التاريخ وتقصوا على أحفادكم ما صنعه الجنوبيون بكم في أغسطس عام 1955م» وهؤلاء الأحياء بالفعل تحدثوا عن هذه الأحداث المؤسفة.
هكذا تم قتل الشماليين بالجنوب
بعد أن نجح المتمردون في توريت بالسطو على مخازن الأسلحة والذخيرة ابتدأوا في البحث عن الضباط الشماليين وغيرهم من الرجال الشماليين الذين لم يتمكنوا من الفرار من توريت، وقد أعطيت أسلحة لكثير من المدنيين وفي يوم 18 أغسطس تجمع التجار الشماليون في منزلين، حيث قضوا الليلة وأرسلوا بعضاً من أطفالهم إلى الإرسالية. وطول نهار يوم / 19أغسطس كان الأهالي ينهبون متاجر الشماليين ومنازلهم ومنازل الضباط الشماليين وقد تسلحوا بالحراب والأقواس والنشاب، وفي ظهر ذات اليوم طلب رجال البوليس من الشماليين الأحياء الحضور للسجن لحمايتهم، ووضع الرجال في العنبر والنساء في عنبر آخر وقد سمع المتمردون بأن الشماليين قد حفظوا في حراسة آمنة وقاموا بمحاولات متعددة لأخذ مفاتيح عنابر السجن من باشجاويش البوليس ولكنهم فشلوا، وقد هددوا الباشجاويش ولكنه استطاع أن يصمد أمامهم.
وفي صباح يوم 20 أغسطس عاد معظم جنود الفرقة إلى توريت بعد أن نقلوا عوائلهم إلى القرى، وفي صباح ذات اليوم وصل إلى السجن (2) لوري محملان بالمتمردين المسلحين بالبنادق ومعهم مدفعان من البرن وطلبوا للمرة الثانية من باشجاويش البوليس أن يسلمهم مفاتيح السجن ولكنه رفض أيضاً وعندها انقسم المتمردون إلى فئتين، فئة ذهبت إلى عنبر النساء والأخرى إلى عنبر الرجال وتسلق اثنان من المتمردين الحائط إلى أن وصلا نافذة في عنبر الرجال وأطلقا الرصاص على التجار الشماليين بينما أطلق الآخرون الرصاص على النساء. وتوفي معظمهم في الحال بينما أصيب آخرون بجراح مختلفة وقتل أيضاً نساء وأطفال من بينهم طفل ولد في عنبر السجن تلك الليلة ونجت امرأة واحدة وطفل، وفي المساء فتحت أبواب عنابر السجن بعد أن أخذت المفاتيح عنوة من الباشجاويش وأحضرت عربتان من لواري الجيش وأمر الأحياء بوضع الجثث في إحدى العربات وكان هنالك طفل عمره 9 أشهر رفعه أحد المتمردين وضربه بالأرض ليصرعه قتيلاً في الحين، وتم أمر خمسة آخرين بتنظيف العنابر من الدماء وأمر بقية الشماليين بركوب عربة اللوري التي سارت بهم في طريق كبويتا ثم توقفت عن السير وأمروا بإنزال الجثث وكانت ترافقهم عربة لوري أخرى بها جنود من الفرقة الجنوبية ورجال بوليس وبعد انتهاء المهمة تم إطلاق النار على ما تبقى من الشماليين الذين أمروا بإنزال الجثث وتم قتل تسعة ونجا أربعة، وفي يوم 24 نقل أحد عشر شمالياً إلى المستشفى، حيث وجدوا عناية من المبشرين الكاثوليك وفي المساء حضر الضابط الجنوبي للأب الكاثوليكي وأمر بأخذ الشماليين إلى عنابر سجن الجيش «حيث يجدون عناية أكثر» على حد قوله، ولكن في يوم 25 أغسطس أخرج الضابطان الشماليان من عنبر السجن وأطلق عليهما الرصاص ثم أخرج اثنان من التجار الشماليين ليدفنا جثتي الضابطين وبينما كانا يحملان الجثتين أطلق عليهما الرصاص ولما سمع الأب الكاثوليكي بهذا الحادث المثير حضر وأخذ بقية الأحياء للإرسالية.
كبويتا وتركاكة
وفي كبويتا وهي قرية تقع شرق توريت كان بها البلك نمرة 5 من الفرقة الجنوبية بقيادة ضابط شمالي وهو اليوزباشي إبراهيم إلياس، وفي مساء يوم 18 أغسطس أرسل المتمردون بتوريت إشارة إلى القوات بكبويتا يخبرونهم فيها بأنهم تمردوا وقتلوا ضباطهم الشماليين، وطلب الباشجاويش الجنوبي من مساعد مفتش المركز الجنوبي أن ينقل رسالة لليوزباشي إلياس ليسلم مسدسه وهم يعدون بألا يمسوه، وقد أخبر مساعد مفتش المركز اليوزباشي بذلك ولكنه رفض التسليم، وحاصر المتمردون بعد ذلك منزل اليوزباشي وأطلقوا عليه وابلاً من النيران وقد رد اليوزباشي بإطلاق النار، فطلب الباشجاويش الجنوبي وبعض المتمردين الآخرين من أحد التجار الشماليين المحترمين أن يقنع اليوزباشي إلياس بتسليم مسدسه واعدين للمرة الثانية بألا يمسوه بأذى، وقد أفلح التاجر الشمالي وخرج من المنزل حاملاً مسدس اليوزباشي إلياس، وما كاد يخرج من المنزل حتى أطلق عليه وابل من نيران مدفع برن وخر ميتاً وهو قرب منزل اليوزباشي إلياس الذي اختفى في غرفة الحمام ولكنهم عثروا عليه وقتلوه في حوض الحمام كما قام المتمردون بالقاء القبض على كل الشماليين في كبويتا وبعدها بدأ المتمردون في نهب السوق والمنازل. وفي صباح يوم 20 أغسطس أخرج الرجال الشماليون من عنبر السجن إلى ساحة السوق، حيث قتلوا رمياً بالرصاص.
وفي تركاكة وهي قرية تقع شمال جوبا وصلت أخبار التمرد في توريت وفي يوم 26 أغسطس ابتدأ أمباشي البوليس يطوف مهدداً بقتل الشماليين وأطلق طلقات قليلة في الهواء وفي الساعة الثالثة من مساء يوم 27 وصلت عربة لوري إلى تركاكة وبعدها بقليل حضر بلك أمين ومعه رجلان من البوليس وجمعوا كل الشماليين ووضعوهم في عنابر السجن بعد أن استلم رسالة من مفتش بوليس يامبيو ليضعهم تحت الحراسة. وفي مساء نفس اليوم أقتيد أربعة من التسعة رجال الشماليين برفقة البوليس المسلح إلى شاطيء النهر وأطلق عليهم رجال البوليس النار وسقطوا ميتين في النهر ونجا أحدهم عوماً، ثم اقتيد الآخرون بنفس الطريقة وأطلق عليهم رجال البوليس النار فقتلوا ثم رميت كل الجثث في النهر وعام أحدهم وكان جريحاً إلى أن نجا ونهبت المتاجر والمنازل.
ياي
وفي ياي اتصل كبير مفتشي البوليس في جوبا في ظهر 18 / أغسطس مع ياي باللاسلكي ليخطر مفتش المركز بخصوص التمرد في توريت، وعندما اتصل بياي لم يكن مفتش المركز موجوداً وكان موجوداً عامل اللاسلكي الجنوبي الذي لم يقم بتوصيل الرسالة لمفتش المركز، وكان وقتها يعسكر بلتون واحد من البلك نمرة 1 من الفرقة الجنوبية في أطراف مدينة ياي على طريق ياي جوبا الرئيسي، وفي مساء ذات اليوم كان موظف بالغابات ومفتش المركز الشماليان ذاهبان في طريقهما إلى جوبا وعندما اقتربا من معسكر بلتون ياي أطلق عليهما النار ولكنهما استمرا في قيادة العربة إلى جوبا بأقصى سرعة ممكنة وفي نفس الوقت علم مفتش المركز بالاضطراب في جوبا وتوريت، كما سمع بصوت إطلاق الرصاص في معسكر الجيش بياي فخرج ومعه ضابط الجيش إلى المركز وعندما وصلا هنالك وجدا رجال البوليس والسجانة يحاولون اقتحام مخازن الذخيرة، ونجح مفتش المركز في تسيير الجنود تحت تهديد المسدس إلى «الكركون»، وفي تلك اللحظة وصل جنود بلتون ياي إلى المركز وابتدأوا في إطلاق النار في الهواء دون تمييز، وعندئذ رجع رجال البوليس وأطلقوا النار على ضابط الجيش ومفتش المركز وألقيت جثثهم داخل المركز ثم أشعلت النار في المركز وبعدها اتجه المتمردون نحو ساحة السوق وطاردوا الشماليين وأطلقوا عليهم النار أينما وجدوهم، وفي صبيحة يوم 19 نهبت كل متاجر الشماليين وأشعلت فيها النيران وانضم إلى البوليس السجانة والجنود والأهالي المسلحون بالنشاب والأقواس والحراب و حاصروا الشماليين أثناء محاولتهم الهروب إلى الكنغو وقتلوهم ولم تدفن أي جثة من القتلى الشماليين في ياي.
كاجي كاجي ولوكا
وفي قرية كاجي كاجي مساء 19 أغسطس وصل أربعة من رجال البوليس من ياي وطلبوا من باشجاويش البوليس أن يقتل السكان الشماليين، فرفض الباشجاويش وأخبروه بأن مفتش مركز ياي نفسه قد قتل فرفض أن يستجيب لهم واستطاع الباشجاويش أن يحمي الشماليين حتى المساء ولكن تجمع عدد كبير من الأهالي المسلحين بالحراب والنشاب والأقواس وأحاطوا المنزل الذي كان به الشماليون ولكن نجح الشماليون في الفرار، وفي صباح يوم 20 أغسطس 1955م سطا الجنوبيون على منازل ومتاجر الشماليين وأشعلوا فيها النار.
وفي قرية لوكا وصل رجال من بوليس ياي صباح يوم 19 أغسطس وأحاطوا بالشماليين الذين تجمعوا حينذاك في منزلين، وأطلق رجال البوليس النار عليهم ثم أشعلوا بعد ذلك النار في المنزلين واستطاع الشماليون الفرار إلى الغابة ولكن أطلق الرصاص عليهم وقتل أكثرهم وبعضهم مات رمياً بالحراب من قبل الأهالي، كما أحاط الأهالي بمنزل ملاحظ الغابات الشمالي وأحرقوه وعائلته إلى أن ماتوا داخل منزلهم.
مريدي
في صباح يوم 19 / أغسطس وصل لوري من لواري قوة الدفاع من ياي وبه عدد من الجنود ورجال البوليس الجنوبيون وأخبروا الأهالي بأن القوات الشمالية في جوبا قتلت كل الجنوبيين وأنهم قتلوا مفتش مركز ياي ويبحثون عن مفتش مركز مريدي ليقتلوه أيضاً، وكان مفتش المركز ورفاقه موجودين بمكتب البوستة، فأطلق عليهم جنود ورجال بوليس ياي النار، ثم اقتحموا مخازن الأسلحة والذخيرة كما قتلوا كل الشماليين في أمادي ومندري وتم نهب متاجر ومنازل الشماليين وطارد الأهالي التجار الشماليين ورموهم بالحراب إلى أن قتلوهم، وفي قرية أيبا أخذ المتمردون مفتش المركز ورفاقه إلى السجن ووضعوه في أحد عنابره ووجدوا شخصين شماليين في ذلك العنبر وفي المساء أخرج المفتش والخمسة شماليون الآخرون من العنبر إلى حوش السجن وأطلقوا عليهم الرصاص وقتلوهم.
يامبيو وأنزارا
أمر مفتش مركز يامبيو في مساء 18 أغسطس عبر إشارة من جوبا بالتمرد وإشارة أخرى تأمره بإجلاء أكبر عدد ممكن من الشماليين وأن يتلف الذخيرة الموجودة مع بلاتونات قوة دفاع السودان المعسكرة هناك، وبينما ذهب مفتش مركز يامبيو ليوقظ الموظفين والتجار الشماليين، نجح قائد حامية يامبيو وأنزارا في أخذ الذخيرة من جنوده في يامبيو دون أن يثير شكوكهم وتوجه إلى أنزارا على بعد ستة عشر ميلاً غرباً ليأخذ ذخيرة البلتون الموجودة هناك، وعندما وصل أنزارا أخبر الشاويش الجنوبي بالتمرد والاضطرابات في توريت وأمر الضابطين والشاويش أن يضعوا صناديق الذخيرة في عربة اللوري، وبينما كانوا يقومون بهذه العملية استيقظ جنود البلتون وطالبوا بمعرفة سبب أخذ الذخيرة منهم وركب بعضهم في العربة وأخذوا في تفريغ صناديق الذخيرة منها، وأطلق أحد الجنود رصاصة على البمباشي فخر ميتاً، ثم اندفع جنود البلتون الجنوبيون إلى الطريق وابتدأوا في إطلاق النار على بعض العربات التي كانت تقل الشماليين الفارين من يامبيو وأنزارا، وحوصرت عربتان وأمر راكبوها بالنزول ونهبوهم ثم قتلوا رمياً بالرصاص، وجمع بوليس أنزارا كل الشماليين الذين لم يتمكنوا من الفرار إلى واو وأرسلهم إلى سجن يامبيو ووضع الرجال في عنبر والنساء والأطفال في عنبر آخر، وفي صباح يوم 20 أغسطس أخرج الرجال الشماليون وتم ربطهم من أعناقهم وأمروا بالسير مسافة 200 ياردة إلى مكان فسيح، ثم أطلقت عليهم النار وقتلوا في الحال وأطلق الرصاص على الجرحى وهم في حالة النزع وقد طارد الجنود والسجانة ورجال البوليس شماليين كثيرين لم يتمكنوا من الفرار من يامبيو وقتلوهم، وقد نهب الأهالي متاجر الشماليين في يامبيو وأنزارا وأحرقوها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.