ساعي بريد في ولاية كنتاكي الامريكية حجر (45) الف رسالة وطرد بريدي في منزل والدته كان مكلفاً بتوصيلها لأصحابها خلال عامين من مارس 2011م حتى مارس 2013م بحجة أنه كان يأخذ أطفاله من المدرسة في وقت معين، واكتفت المحكمة بسجنه ستة أشهر، وتغريمه فقط «15» ألف دولار. ü والمفارقة تكمن في أن الصحافة الأمريكية لم تستغل الأمر ضد حزب معين أو مسؤول ما، وإنما اعتبر ذلك تصرفاً شخصياً لا صلة له بساس يسوس وسيسي وسونا وسواسوا.. وهلمجرا. ü في منظومات الحكم الشمولي يبحث الكبير عن كبش فداء من الصغار فيلبسه التهمة إلا عندنا في السودان، يرتكب الطفيليون الجرم وتقول الأجهزة الرقابية والعدلية كلمتها، ولكن أصحاب الهوى لا يرضيهم إلا أن يكون الجاني (Boss) كبير، هذا وحده الذي يُشبع نزواتهم العدوانية وخوائهم الأخلاقي ولا موضوعيتهم. ü إن أخطر عدو على الحوار الوطني والوفاق الوطني واستقرار الخدمة العامة والثقة بين مكونات الشعب المتعددة ثقافياً وسياسياً وإثنياً لهو الصحافة غير المسؤولة الكترونية كانت أو ورقية أو أثيرية، وهي نفسها الأخطر على حرية الرأي من أي نظام شمولي، لأنها توجد المسوغ للانقلاب على الحريات وكتمها. فعندما سأل ذلك الفيلسوف جاره في مركبة عامة لماذا لطمه بيده على أنفه عندما تمطى؟ قال ذلك الرجل إن يده حرة تذهب حيث شاءت فقال الفيلسوف: تنتهي حرية يدك عندما تبدأ حرية أنفي. ü ولأنْ يفلت ألف مجرم من العقاب خير من أن يُجرَّم بريء واحد لأن الأول إن حدث فهو تقصير وعجز وأما الثاني فهو بهتان وظلم..! وشتان ما بين التقصير والظلم. ü والسؤال هو- لماذا لا يرضى بعض كتاب الرأي أن يكون الجاني في ولاية الخرطوم(موظفان صغيران)؟ ولماذا يريدون حشر اسم الوالي قسراً في هذه الجريمة القبيحة وكل الجرائم قبح؟ ولماذا ساء هؤلاء أن يبريء البرلمان وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي من جرم لم ترتكبه؟ ولماذا حشرت بعض الصحف ردود وزارة الرعاية الموضوعية على ما نشرته في أضيق الزوايا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ثم كيف نبني منابر حقيقية للرأي والرأي الآخر فهذا هو التحدي الحقيقي من أجل بناء الوطن. نلتق