قامت إدارة سجن كوبر اليوم بتسليم الصحفي السجين أبوذر علي الأمين إلى نيابة أمن الدولة بالخرطوم وذلك على خلفية بلاغات قد تم فتحها من جهاز الأمن ضد الصحفي أبوذر في مقال سابق قد كتبه، كما أن هنالك بلاغ أخر تم فتحه من ضابط بجهاز الأمن. قامت نيابة أمن الدولة بإيداع الصحفي الحراسة رهن الحجز لأجل غير مسمى. وقال نائب رئيس نيابة أمن الدولة لأحد محامي هيئة الدفاع اليوم أن أبوذر يواجه تهماً أخرى وأنهم سوف يقومون بتحويل البلاغات إلى المحكمة وأن التحري قد تمت مباشرته سابقاً والانتهاء منه. والذي يثير التعجب والحيرة في آن واحد!!!!، أن المحامين لا يعرفون بأمر التحري الذي تم سابقاً في البلاغات، كما أنهم لا يعرفون أيضاً، متى وأين وكيف ومن هو الذي باشر التحري مع أبوذر؟؟؟؟ وما هو المقال الذي بناءاً عليه قد قام جهاز الأمن بفتح البلاغ؟؟؟؟ وما هي المواد التي تم توجيهها ضده في هذه البلاغات!!!!!!. إذ أننا لم نعلم بها سوى من إدارة سجن كوبر والتي أخطرت بها أبوذر الأسبوع الفائت!!!!!. وما يثير الدهشة والقلق، أن أبوذر نفسه لا يعرف أياً من مقالاته هو موضوع الدعوى الجديدة!!!!!، ومتى قامت النيابة بالتحري معه!!!!!!. ولا يعلم متى سيتم تحويل البلاغات للمحكمة؟؟ وما هي المحكمة التي ستتولى أمر البلاغات؟؟؟؟ والكثير من التساؤلات والحيرة التي لا يعرف لها إجابة، سوى أنه قد سيق له التحري في بلاغ واحد وهو الذي على أساسه تمت إدانته وسجنه !!!!. قال المحامي أنه قد سأل السيد نائب رئيس النيابة قائلاً: إذا كان هنالك بلاغ قد قمتم بالتحري فيه سابقاً، فلماذا انتظرتم سنتين كاملتين حتى بدأتم بتحريك الاجراءات القانونية فيه؟؟؟؟ ولماذا لم تقدموه من حينها؟؟؟؟؟. وكل ما نعرفه أن أبوذر قد كتب مئات المقالات ويبدو أن جهاز الأمن يريد أن يقاضيه على مقالاته التي كتبها الواحد تلو الأخر، وهنا يصبح القانون كلمة حق أُريد بها باطل. فكيف يعقل أن تتم محاكمة شخص واحد عن جرم مرتين، فهذا يتنافى مع المباديء والأسس القانونية، هذا ناهيك عن أنه ليس هنالك جرم أصلاً مرتكب لتتم الإدانة فيه، ولكنه لا توجد حرية رأي وتعبير ويوجد حجر على حرية الفكر والصحافة يتم عبرها تكييف كل الوسائل القانونية لتصب في مصلحة جهاز الأمن ويصبح القضاء والنيابة ألعوبة بيده ومطية يطوعها متى وكيف وأنى شاء دون مراعاة لنزاهة وحيدة وقدسية القضاء ودون إعمال النظر والفكر في هيبة وسيادة القوانين طالما أن من بيدهم السلطة ومفاتيح القوة يستطيعون أن يفعلوا بك ما يشاؤون وفق أهواءهم المريضة. وما أعرفه أن ليل الظلم قصير وإن طال، وأن أبوذر في حبسه وسجنه حراً طليقاً ينعم ويتنسم حرية الرأي والتعبير ويفتخر بما قدم وبما كتبه من مقالات يخلد لها الدهر باسم من ذهب!!!!!، وليخسأ جلادوه الذين يتقلبون في جمر الغيظ ولهيبه، فلم يفلحوا سوى في توصيل مفاهيماً لترسخ في أذهاننا على مر التاريخ بأن القانون هو وسبلة يتخذها أصحاب السلطة والجاه ليكووا بها في ظهور من خالفهم الرأي والفكر والتعبير!!!!!، وأن القضاء هو أنجع السبل لتصفية الخصومات للذين لا يعرفون شرف الخصومة!!!!!. هنيئاً لأبوذر بسجنه الجديد ولينعم هانيء الفكر والبال فهو يملك كلمته وقراره وحريته، فقد احترم قلمه ووفاه حقه!!!!، ولا نامت أعين جلادوه الذين لا يعرفون سوى الظلم والحيف!!!!، وليتولانا الله برحمته وعونه نعم المولى ونعم النصير!!!!.