أحبتي وأهلي.. وتاج رأسي.. وسيدي الشعب السوداني.. لكم الحب والود وأطنان السلام.. وجبال العرفان.. وأمطار الامتنان.. ثم هذا خطاب لكم.. أكتبه من بحيرة النزيف.. ومن محبرة الوجع.. فقد انتاشتكم بل انتاشت ثلاثة أرباعكم سهام أسالت من أجسادكم الطيبة الطاهرة أنهراً من الدماء.. فقد قالت سعاد الفاتح البدوي وتحت قبة البرلمان وعبر أثير وفضاء الدنيا.. ليعلم «الغاشي والماشي» ليعلم الجيران وكل من سعت به قدم في كل الكوكب.. قالت إن ثلاثة أرباع الشعب السوداني «حرامية» لم تستثني أحداً «نسوان ورجال» يا إلهي.. ماذا دهى الكون.. وأي زلزال ذاك الذي ضرب روحي وبعثر أشلائي.. لا يهم المهم.. اظنكم لاحظتم في العنوان أعلاه.. إني لم أكتب حرفاً واحداً قبل اسم سعاد من «نوع» الاستاذة أو الدكتورة أو النائبة.. أو السيدة.. فقط كتبت اسمها مجرداً من كل لقب أو وظيفة...! وماذا تتوقعون مني وأنا أطالب بفتح بلاغ لصفعها الشعب السوداني في «وجهه».. وماذا تتوقعون مني غير أن أكتب بالدم.. لأن وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء.. المهم إن بلاغي.. ليس للنيابة.. أو أي جهة عدلية أو الشرطة.. هو بلاغ أضعه بين يديّ البروف غندور الرئيس المباشر لسعاد بأن يطلب منها اعتذاراً مدوياً وبأعلى الأصوات علواً وبأوضح الحروف اشعاعاً علها تطفيء ألسنة اللهب التي اجتاحت هذا الشعب والتي منها تلظى.. ولكن قبل أن نلفت نظر القائلة «بحرامية» الشعب السوداني نلفت نظرها إلى مظان النهب والسرقة واللصوصية «الجد.. جد» قبل كل ذلك أود أن اعتذر نيابة عنكم إلى أولئك الذين صعدوا إلى أعلى وضمتهم وحشة القبور بعد أن وهبوا شعبهم أشرف وأنبل ما يكون العطاء وخلدوا شعبهم الشريف العفيف النظيف وتغنوا بأصله الطيب النبيل بأرفع الحروف أناقة وأبهاراً وجسارة.. أبدأ بالخليل.. أقول له معليش.. وأنا «عارف» إنك تتقلب في قبرك حسرة على الذي قيل في حق شعبك الذي قلت فيه.. نحن ونحن الشرف الباذخ.. دابي الكر شباب النيل.. نحن نطارد العنزة الفاردة.. نحن نزود شارع النيل ما بندسه ما بنتوصى.. نحن نكيل برانا نشيل.. نحن الطينة و مطر العينة نحن الوادي البرقو يشيل.. واعتذار بطعم الحزن.. بلون الأسى.. مغسولة بطهر الدموع الهاطلة لحبيبنا مرسي صالح سراج.. وله نقول «ولا يهمك» نحن ما زلنا ننشد كلماتك نحن في الشدة بأس يتجلى وعلى الود نضم الشمل أهلا ليس في شرعتنا عبد ومولى قسماً سنرد اليوم كيد الكائدين وحدة تقوى على مر السنين أما أنت يا محجوب.. والذي ما زال هتافنا الذي شق الفضاء في تشييعك الرهيب.. ما زال صداه يجلجل في «أحمد شرفي» ونحن نهيل عليك التراب.. ما زال يتردد.. ماك الوليد العاق.. لا خنت لا سراق.. أما أنت يا محجوب.. كان الله رحيماً بك لم تمهلك الأيام لتسمع عجيب القول.. الذي اتهم شعبك الذي انفقت كل أيام عمرك حباً وتولهاً وصبابة وافتناناً به.. اطمئن يا محجوب.. نحن الآن ننشد كلماتك.. مليون سلام يا شعبنا.. وبنفتديك وحنفتديك.. ما بنرمي اسمك في التراب.. والبزدريك يا ويلو من غضبك عليه ومن مشيك.. يا ويلو من أجلو الوشيك.. أما أنتم يا أحباب.. كفكفوا الدموع.. واصطفوا في وجه العاصفة.. أنتم خير أمة أخرجت للناس. بكرة نواصل