كلمة آخر لحظة الصادرة بتاريخ 25 / أبريل / 2014م وتحت عنوان (صحافة مهدده... وواقع لا يبشر بخير) والتي سطرها قلم رئيس تحرير الصحيفة أستاذنا مصطفي ابو العزائم، والتي كشفت أزمة خطيرة يواجهها العمل الصحفي في البلاد. وأبو العزائم هو أحد المخلصين الذين يحملون راية الصحافة ومن المهمومين بالتردي الذي انحدر إليه واقع الصحافة، ومع التدهور المريع في أسعار العملة الصعبة والإرتفاع الجنوني لتكلفة الطباعة ومدخلاتها، مما يهدد آلاف الصحفيين بمصير مجهول.ويخشى الأستاذ أن يشهد موت الصحافة المطبوعة في السودان، بعد مسيرة أكثر من مائة عام- وتلك بالطبع سوف تكون كارثة وفاجعة، فالصحافة هي صوت الجماهير، وضمير الأمة، ولسان حالها، وحصنها ودرعها.لا شك أن أكبر مشكلة تواجه العمل الصحفي في السودان هي تكلفة الطباعة الباهظة والمتزايدة بإيقاع سريع بين كل فترة وأخرى، ومدخلاتها يتم استيرادها من خارج البلاد بالعملات الحرة، والتي يتم توفيرها من السوق الموازي، إضافة إلى تكاليف الشحن والجمارك والتخليص، ومع هذا الواقع العسير فهي لا تجد الدعم اللازم من الدولة الذي يتناسب مع دورها وأهميتها، ولعل من المفارقات أن هذا هو موقف الحكومات الوطنية، بينما كانت حكومة الاستعمار (إدارة الحكم الثنائي)، تصدر المنشورات التي تطورت إلى صحف وعلى سبيل المثال فإن صحيفة (السودان) كانت تجد دعماً حكومياً سخياً مكنها من الاستمرار في الصدور، ولولا ذلك الدعم لكانت قد توقفت نظراً لارتفاع تكاليف الإصدار، وكان في أشكال متعددة منه المباشر وغير ذلك. الصحافة اليوم تعاني مشكلة ارتفاع تكلفة الطباعة المرتبطة بمدخلات خارجية، تتمثل في استيراد الورق والأحبار، فضلاً عن إرتفاع منصرفات العمالة وأموال التسييرعموماً، وإذا كانت الصحافة قد وجدت الدعم من النظام الاستعماري الذي حافظ على استمرارية إصدار الصحف لنقل أخبار الحكومة وسياساتها، فضلاً عن إتاحة الفرصة للمثقفين للمشاركة والإطلاع على الإصدارات السودانية لإشباع رغباتهم.. فمن باب أولى أن تجد الصحافة الاهتمام والدعم والتشجيع من الحكومات الوطنية ووجودها أمر ضرورى ومكون أساسى من دولة المؤسسات كتطور طبيعي مع احتياجات المجتمع، نظراً لأهمية الصحافة في تشكيل الرأى العام، وحفز المواطن للإنتاج والتصدي للتحديات التي تواجه البلاد، والدعوة للحوار، ووحدة الصف الوطني لحل مشكلات البلاد، والدور الفاعل الذي تلعبه الصحافة في إبراز الرأي والرأي الآخر، وتبادل وجهات النظر، وتلاقح الأفكار والرؤى، والوعي بالمهددات، وكل ذلك وغيره من المبررات القوية التي تجعل من الصحافة أولوية ومهمة وفي مقدمة الاحتياجات، ولابد من تضافر الجهود والعمل على تأمين استمرارية الصحافة واستقرارها.. ومن جانب الحكومة الإتحادية نرى الإعفاء الكامل لمدخلات الطباعة من الورق والأحبار وغير ذلك إعفاءاً كاملاً من الرسوم الجمركية ورسوم المواني وغيرها من الرسوم الأخرى، ومن جانب الولايات والمحليات الإعفاء الكامل من العوائد والرسوم الأخرى، إلى جانب مساهمة الكهرباء بتخفيص مناسب من قيمة الإستهلاك، وكذلك النظر في الإعفاء من الضرائب، وذلك كإجراء مؤقت لحين استقرار الوضع الإقتصادي في البلاد، ومن ثم إعادة النظر في هذه الإعفاءات حسب مقتضيات الحالة، وكما أسلفت فإن للصحافة دور ورسالة مهمة لابد أن تؤديها، سواءً كان بالنسبة للدولة أو المواطنين. الصحافة وترشيحات والى الجزيرة : بعد قبول استقالة البروفيسور الزبير بشير طه والى الجزيرة السابق، تبارت الصحافة في سرد وتلميع بعض الأسماء لشغل المنصب.. ومن الجدير بالذكر أن نائب الوالي صديق الطيب علي تولى مهام منصب الوالي وفق دستور الولاية، الذي ينص على تولي نائب الوالي مهام منصب الوالي لحين انتخاب والٍ جديد بعد مضي ستين يوماً، وهو الإجراء الذي تم من قبل في ولايتي القضارف والشمالية، الشاهد في الأمر أن الصحافة قامت بترشيح أكثر من عشرة أسماء لتولي المنصب ولا غضاضة في ذلك، ولكن من غير الطبيعي ومن غير المقبول التجني على شخصية المهندس الحاج عطاالمنان القيادي بالمؤتمر الوطني، والمشرف السياسي على القطاع الأوسط لمجرد ورود اسمه ضمن من رشحتهم الصحافة، ولا ذنب له في ذلك، وللتدليل على ذلك، فقد نشرت إحدى صحف الاسبوع المنصرم في أخيرتها في باب البعد الثالث، والذي يمثل بالطبع رأي الصحيفة نشرت ما يلي (أكدت قيادات أهلية وشعبية بولاية الجزيرة رفضها فكرة تعيين الحاج عطاالمنان والياً للجزيرة واستغربت القيادات معايير اختيارالرجل للولاية، وطالب الأهالي في الولاية بمشاورتهم في اختيار الوالي الجديد.. المواطنون والأعيان بالجزيرة استغربوا لفكرة تعيين الحاج عطا المنان والياً عليها).. صاحب هذا القلم ضمن الملايين التي تشهد بكفاءة المهندس الحاج عطا المنان لتولي أعلى المناصب في الدولة ويكفيه فخراً سيرته في دارفور، وفي ولاية الخرطوم التي تولى الشؤون المالية والاقتصادية فيها في أحلك الظروف، وتشييده مباني الوزارة الخاصة على الرغم من الحملات الصحفية التي واجهها آنذاك، والرجل حقق عدة أهداف من تشييد المبنى الذي جمع شتات وزارة المالية التي كانت موزعة في عدة بنايات خاصة، بتكاليف عالية فضلاً عن محافظته على الموقع، وإضافة لجماليات المدينة في واحد من أهم شوارعها.. صفوة القول إن الحاج عطالمنان رجل تتشرف به المناصب، ومعيار اختياره الدين والكفاءة... والله من وراء القصد..