البروف غندور لك التحايا والود.. ونكتب لك بوصفك المهم والخطير.. والمثير وخاصة في هذه الأيام التي يحتشد فيها فضاء الوطن بغابة من الأعلام والبيارق والرايات وكل ديباجة قماش لا تحمل من الحروف غير تلك التي تتعانق وتتلاحم وتتلاصق لتكون كلمة واحدة ا سمها الحوار.. أقول نكتب لك بل نجلس معك- لو سمحت- في صالون مكتبك الثاني وصفتك الثانية وهي انك نائب رئيس «المؤتمر الوطني» لشؤون الحزب وليس في صالونك الخطير والرهيب والسامق والشاهق ذاك منصب مساعد رئيس الجمهورية الذي غادره حبيبنا الذي أمطرنا طوال فترة «مساعدته» بوابل من الكلمات التي عرفنا بعضاً منها.. وسألنا عن معاني بعضها وأعشت أضواء المصابيح عيوننا ونحن نطالع بها رائعة الراحل الوقور عون الشريف قاسم وهو يتجول حافياً في الريف الجواني وفي الفيافي والضهاري ليخرج لنا ب«العامية في السودان». البروف غندور.. طبعاً لن نخاطب السيد رئيس الجمهورية و«نتونس» معه أو نبدي له رأينا في «الحوار» فقط لمكانته الدستورية العالية وثانياً فالرجل يكفيه أنه قد أضاء المصباح الأخضر لانطلاق الحوار.. وثالثاً لانك يمكن أن «تستحملنا» و «تصبر» علينا وتسامحنا على جرأة.. أو «تفلت» أو «غضب» أو تجاوز بعض الخطوط «الصفراء» ولا أقول الحمراء.. فنحن «خوا فين» جداً.. ونعتقد أننا «مهذبين» و«مؤدبين» جداً. البروف غندور.. كل الذي نأمله أن يتسع صدرك لنا.. ونحن نبحر في نهر الحوار الذي نأمل أن «تعود مراكب ريدنا لي بر الأمان».. فنحن وخلاف ما تعتقدون «كلكم وبدون فرز» نحمل لهذا الوطن حباً عاصفاً وجارفاً قد برى أجسادنا نتيه به فخراً ونتوله فيه صبابة ونخشى على صباياه من كل تتر وكل جنكيز خان.. و في ثقة نقول.. إن لنا فيه مثل ما لكم.. ونفزع مثلكم خوفاً ورعباً من التصدع والتشظي عند كل نسمة ناهيك عن عاصفة أو صرصر العاتية والآن دع مركبنا تنزلق على سطح نهر الحوار.. ونسأل بل دعنا أو دعني رغم أن مثلي بالآلاف بل الملايين لا تعرف كنهاً ولا تفكيكاً للمعادلة الصعبة وهي 7+7.. هنا أقر بجهلي وقصور إدراكي وعجزي التام وشلل تفكيري المطبق.. وفي نفس الموقف دعني اسألكم في دهشة تصل إلى حواف الغضب.. لماذا هذه الطلاسم وكأنكم تلامذة نجباء لإيليا أبو ماضي.. لماذا لا تخاطبون شعبكم بكل ذاك الغموض ولا أقول «الدغمسة».. لماذا الانقاذ أبداً تتجول في احشاء كتب المصطلحات لاصطياد الغريب من التعابير الع صية على الإدراك المنيعة على الشرح والتفسير والإبانة.. لماذا تستهلون عهدكم بالمبهم من الكلمات مثل «التوالي» ثم الاجماع السكوتي.. والمشروع الحضاري.. وتمضي مسيرتكم وبعد ربع قرن من الزمان تدهشون حتى الدهشة بمصطلح 7+7؟ اسئلة.. من هم السبعة الأوائل وقبل زيادة السبعة الأواخر..؟ هل هم «المؤتمر الوطني» زائد حزب مولانا أبو هاشم وحزب الدقير.. وحزب مسار وحزب نهار و حزب «دقنه» و«أنصار السنة»..؟ نعم هذا اجتهادي الذي توصلت اليه بعد عذاب وويل وسهر الليل.. واذا كان اجتهادي صحيحاً أقول ب«قلب قوي» إن أول القصيدة بالأسف كله وبالأسى كله كفر صريح!!! لأنه وفي يسر يندفع السؤال كالطلقة.. ما هو الخلاف المبدئي أو الإستراتيجي أو حتى الواهن التفصيلي الذي بينكم كمؤتمر وطني وتلك الأحزاب المؤتلفة معكم..؟ هل طرح عليكم هؤلاء الأحبة في الأحزاب المشاركة معكم في الحكومة برامجهم وشروطهم واشتراطاتهم قبل التوهط معكم في سفينة الانقاذ؟؟.. وهل اختلف معكم هؤلاء الأحبة طيلة مشاركتهم لحظة واحدة أو لمحة عابرة أو ثانية هاربة في أي أمر أو في أي قرار أو في أي موقف..؟ وقبل أن نتحدث عن السبعة المقابلين ل«سبعتكم» لست أدري لماذا تذكرت عبارة مخرج الروائع «سيرجي بندر شوك» والتي قدم بها فيلم «الحرب والسلام» رائعة ليو تولستوي عندما قال.. اذا إتحد الأشرار ليكونوا قوة واحدة يجب أن يتحد الأخيار ليكونوا قوة مقابلة. مع السلامة وبكره نحدثكم عن الأشرار.