واليوم نقول لأستاذنا إسحق.. سلاماً ووداعاً.. وما زلنا نرسل لك أمواجاً من التطمينات.. ولك نقول لا تنزعج ولا ترتعد ولا ترتجف خوفاً وهلعاً ورعباً من مغادرة الاسلام هذا الوطن الجميل إن ذهبت الانقاذ وانطوت صفحاتها وانقصف عمرها وغادرت القصر ومجلس الوزراء والنادي الكاثوليكي نكتب لك ولا نراك إلا واقفاً بل متوهطاً أو مترنماً منشداً مع شنان والمكرفونات تزمجر أو تصخب وكل «العصي» في السما وإخوانك يعرضون ويتقافزون وشنان يترنم.. «وحكمنا شريعة وتاني ما في طريقة لي حكم علماني» اطمئن يا إسحق فقد تقاسمت الانقاذ مع العلمانية قسمة طالت كل المرافق والمواقع.. اندفع سيل علماني واحتل أكثر من 90 مقعداً في أعلى هيئة تشريعية وهي المجلس الوطني.. وتجولت العلمانية ممثلة في الرفيق «سلفا» في ردهات القصر وخطواته تمشي جيئةً وذهاباً في ممراته المكسوة بالموكيت.. وهاك بعض الحقائق.. قال مرةً وعبر صحيفته «الوان» قال الاستاذ حسين خوجلي وهو من قلب «الإخوان» إن الاسلاميين لم يحكموا بعد.. يعني الاسلام «الخايف عليهو» لم يحكم بعد.. وقال شيخنا الراحل يسن عمر الإمام مرة وعبر لقاء صحفي موثق قال.. بت أخجل عندما أحدث الناس عن الاسلام.. وفي موقع آخر وفي نفس الحوار قال صار «جيراني يضحكون عليّ عندما أتحدث عن الإسلام».. وأظنك بل أنك متيقن يا استاذ و تعلم من هو يسن عمر الإمام الذي هو من «البدريين» صدقاً وحقاً.. ونطمئنك يا أستاذ أكثر لأن الانقاذ لم تأت بالإسلام.. فقد وجدته على الأرض حتى عندما انتزعت الملك عنوة من صادق المهدي فقد كانت القوانين السائدة قبل مجيئكم هي ما يقول به البعض إنها القوانين الاسلامية وآخرون يطلقون عليها قوانين سبتمبر وبعض الناس يقولون إنها قوانين «بدرية» و «النيل» و «عوض الجيد».. أما أحبابنا في الانقاذ لم يضيفوا عليها نقطة أو شولة.. ألم تجدوا ديوان الزكاة على الأرض.. ألم تجدوا الحانات مغلقة.. ألم تجدوا المحاكم تطبق حدّ شرب الخمر على السكارى.. استاذ إسحق.. ليتك انضممت إلى الاستاذ حسين خوجلي مسانداً ومؤازراً ومتفقاً مع مقولته إن الاسلاميين لم يحكموا بعد.. والرجل صادق في هذه المقولة.. لأننا نعرف أن الاسلام الذي نعرف ..! لا يمكن أن تكون ثمراته هي ما نشاهده الآن وما يمشي على الأرض الآن.. هل يمكن أن يحدث وفي دولة تحكم بالاسلام ويقسم ساستها والقائمون عليها انهم انما يحكمون بشرع الله..! ونسأل- هل المال الآن دولة بين الأغنياء؟ ونجيب بأنفسنا على سؤالنا.. «بلحيل» وكل مدينة مترفة أو «حي» فاخر.. تجد أن العمارات الشاهقة المجلدة حوائطها «بالبيرسول» و السراميك تطل بأعناقها لتخبرنا جهراً بأنها مملوكة بالكامل للأحبة الاسلاميين.. «وغبر» أقدامك في الأحياء المنهكة المتصدعة مبانيها المشققة حوائطها تجدها كلها مساكن للبؤس والفقر والمسغبة للبؤساء والفقراء من غالبية الشعب البائس المسكين.. استاذ إسحق هل يمكن أن تكون ثمرات حكم اسلامي ولمدى خمسة وعشرين سنة وتزيد شباب غارق في المخدرات.. وأطفال مجهولي الأبوين وجرائم مروعة خادشة للحياء وصادمة للنفس السودانية الصافية السوية.. ودار بل ديار للعجزة ودار مخزية اسمها «المايقوما». استاذ إسحق.. نحن نعرف الاسلام جيداً.. وقرأنا السيرة آلاف المرات.. عرفنا كيف كان ولاة الأمر وكيف انهم كانوا وسط الرعية.. ومثل الرعية بل أقل منهم مأكلاً وملبساً والآن تلفت حولك أو أجلس تحت ظل شجرة لترى المواكب الأسطورية و «زفة» وسيرة من العربات وعربات الحراسة وموتر يحجز الشوارع.. وصفافير تنبيه لأصغر معتمد في أصغر محلية.