وما زلنا في رحاب.. بل في خيمة الاستاذ إسحق أحمد فضل الله.. وما زلنا نحدثه عن الانقاذ فقط في أمر الدين.. وللشهادة.. وللحق.. وللاعتراف.. نقول إن الاستاذ إسحق وعبر كل أنهر المداد التي أهرقها.. وكل «سنن» الأقلام التي أفناها وكل تلال الحروف التي استهلكها لم نرصد له ولمدى ربع قرن من الزمان وهو عمر الانقاذ لم يكتب حرفاً واحداً إلا وكان عن الإسلام.. عن الدين.. وكأن الرجل لا يرى في الانقاذ شيئاً واحداً غير الاسلام.. لهذا كله ومن أجل هذا كله.. لن نحدثه عن الاقتصاد والزراعة والصناعة.. والخارجية والداخلية.. عن المعادن والبترول وبنك السودان والنقد المحلي وذاك الأجنبي.. فقط نحدثه عن الاسلام الذي يرى في قناعة راسخة ويقين صارم وحديدي إن ذهاب الانقاذ هو ذهاب للاسلام ومغادرته هذه الأرض بل نحمد للاستاذ إسحق انه قد جهر بما سكت عنه «إخوانه» الاسلاميون.. فقد كان منذ أن هب اعصار الانقاذ وحتى يوم الناس هذا يحدثنا عن الاسلام بل يكتب في جرأة ان الانقاذ قد تفجرت فقط لأقامة شرع الله في الأرض ذاك الذي سكت عنه إخوانه في بواكير فجر الانقاذ ولكم أن تراجعوا بيان الانقاذ الأول الذي صافح أو طرق أو طرشق آذاننا صبيحة الجمعة 03 يونيو 9891م لن تجدوا فيه كلمة واحدة عن الاسلام.. ولسنا نعرف إن كان الأمر تمويهاً أو خوفاً أو «تقية» تلك التي يحاربون «أهلها» هذه الأيام.. لهذا ومن أجل هذا نحصر كل حديثنا حول «الإنقاذ» في الاسلام. ونقول للاستاذ إسحق إن الانقاذ قد طوت كل راياتها التي كانت ترفرف مبشرة بالاسلام راية تلو راية واودعتها المخازن.. طوت راية «يا نفس مالك تكرهين الجنة» وطوت راية «أن ترق منا دماء وان ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء» طوت راية «السجن خلوة والنفي عبادة أما الموت فأنا لا يهمني على أي جنب يكون في الله مصرعي».. بل إن آخر راية طوتها الانقاذ هي عندما مهد بطلها اخونا كرم الله عباس وعندما كان والياً وكل الأمر «قريب يوم داك وما طول» قال فور انتخابه مخاطباً الشعب «سنحكم بالشريعة الاسلامية» طيب «كنتو حاكمين بي شنو» وجاء «الطي الجد جد» عندما اعلنتم عبر الأثير والفضاء «تاني ما في شريعة مدغمسة» ونسأل استاذنا وحبيبنا إسحق الذي يخشى من ذهاب الاسلام إن ذهبت الانقاذ- كيف تكون الشريعة «مدغمسة» وكل يحتمل شرع الله «أي دغمسة» هل يحتمل شرع الله «إضافة شولة أو نقصان نقطة» ثم نسأله مجدداً ألم تتعامل دولتكم الاسلامية بالقروض الربوية؟؟ واذا كانت الاجابة بنعم نسألكم مجدداً «طيب خليتو شنو للعلمانيين؟؟». ونذهب إلى التمكين.. وحتى مجيء الانقاذ كنا نعتقد إن التمكين الذي يعنيه الاسلام.. هو تمكين مسلمين يقيمون شرع الله في الأرض.. وان يعبد الله في الأرض.. ونذهب إلى التمكين في عرف أو ممارسة الانقاذ.. لنرى كيف تم ومن الرابح ومن الخاسر.. ونسأل الاستاذ إسحق ونسأل حتى «نزلانا ليمرقوا الذِّمة» هل من الاسلام شيء أن يطيح التمكين برب أسرة من الخدمة مطروداً إلى الشارع العريض ليتبدد شمل أسرته و «تتشتت عائلته» ويتمزق شمل أهله..؟ هل الاسلام يقبل أن «يطفش» من ليس عضواً في جماعة المسلمين مهاجراً في بلاد الله الواسعة مجهول المكان والعنوان..؟ هل ثمرة من ثمار حكم الاسلام ان تطفح صفحات الصحف باعلانات «طلاق للغيبة» وطلاق للاعسار..؟ وهل في ظل حكم اسلامي ان تحتل حرائر وأمهات واخوات ظلال الاشجار وعلى «برندات» المطاعم بائعات للشاي والطعام ليجابهن لظى جمر «المناقد» وحر الهجر ولسعات الزمهرير وفوق كل ذلك يواجهن في رعب وفي غضب نظرات بعض السفلة الوقحة.. لأن «الجابرن على ذلك هو أب أو أخ أو زوج عاطل وهن يقمن بالقوامة على الأسرة إطعاماً ورعاية؟؟». بكره نواصل