حقق المريخ إنجازاً جديداً يستحق التقدير بعد أن كاد المتشائمون يثبتون وهماً بأن الكرة السودانية لن تحقق إنجازاً في مستقبل قريب .. و يجب ألا تنسينا غمرة الفرحة الدور الذي لعبه المدربان الوطنيان محسن سيد و برهان تيه في تحقيق هذا الإنجاز، وألا يقف دورنا عند الإشادة بهما فقط ، بل هي مناسبة لمناقشة إسهام المدرب الوطني بصفة عامة و مقارنته بما قدم الأجانب الذين وفدوا في السنوات الأخيرة على السودان و كلفوا خزائن الأندية مبالغ طائلة أدخلت الأندية في ديون ثقيلة و أوقفتها أمام محاكم الفيفا. و تزامن وصول بعثة المريخ الظافرة مع خبر عن خلاف مالي بين الهلال و مدربه الأسبق غارزيتو يطالب فيه المدرب بستمائة ألف دولار لا تنقص دولاراً واحداً.. و لن ألجأ بردة الفعل للقول بألا خير في أي مدرب أجنبي، وأن النجاح معقود للوطنيين وحدهم ، لكن لا بد من تقييم تجربة الأجانب الذين إستجلبوا بفهم محدد هو أن هؤلاء الأجانب قد أتيحت لهم بحكم تجاربهم ووجودهم في دول متقدمة كروياً ما لم يتح لمدربينا الوطنيين .. لكن لا بد من تقييم هذا الإفتراض النظري بعد تجربة إستمرت لسنوات مع كامبوس و أتوفيستر و كروجر و غارزيتو و غيرهم . ولنسأل إن كان هؤلاء الأجانب قد أحدثوا فارقاً فنياً يجعل المقارنة بينهم و بين الوطنيين معدومة .. مستويات الفرق و نتائجها لا تقول بذلك، ولم يكتف الأجانب بالفشل الفني، بل وقع بعضهم في شبهة (السمسرة)..ولو إفترضنا جدلاً أنهم قد حققوا الفارق الذي كان منتظراً، فهو ليس بذلك الإعجاز الذي يجعل مرتباتهم تصل مئات الآلاف من الدولارات، بينما ينال الوطني الذي حقق إنجازات لا تنكر، ملاليم .. التدريب علم يمكن أن يناله لاعب متقاعد من خلال كورسات يعقدها خبير زائر أو كورسات خارجية،و يحقق من خلالها مدربونا فهماً متقدماً خاصة و أن التدريب علم نظري تقع مسؤولية تطبيقه على اللاعبين.. و بهذا الفهم نجح سيد سليم في قيادة المريخ للفوز بكأس سيكافا لأول مرة، و قاد سعد دبيبة المريخ للفوز بكأس دُبي، وفازالمريخ بالدوري بلا هزيمة تحت إشراف مدربه منصور رمضان , وقاد أحمد عبد الله، و كمال شداد الهلال لإنتصارات مدوية في بطولة أفريقيا، بل و فاز السودان بكأس أفريقيا بقيادة المدرب الوطني عبد الفتاح حمد .. فهل نظل رغم هذه النجاحات أسيرين لعقدة الأجنبي، و لو تلقى الهزيمة وراء الهزيمة، ولو أتى بإبنه مساعداً و جاره مهاجماً ؟