هل نعى المؤتمر الوطني «الوحدة الجاذبة» ورمى بها خلف ظهره؟ . هذا ما أحسسته وأنا أتابع اجتماعاته مكتبه القيادي الذي «أدانا السهر» أمس الأول حتى وقت متأخر من الليل! ü الكلام جاء بارداً على لسان د. نافع وليل الخرطوم يرخي سدوله!! زميلنا صبري هاتفناه «في تلك الساعة» نحن في المكتب وهو يتابع من دار الحزب وهذه على وزن أغنية «الفلاتية» من دار الاذاعة .. قال نحن جالسون على النجيلة!!. «ضحكنا وقلنا انا وعمار محجوب» ياللجلسة ..! هل هي كجلسة عبد العزيز محمد داؤود . لا و ألف لا فالزمان غير الزمان والخرطوم غير الخرطوم!؟ عندما غنى أبو داوود على النجيلة جلسنا كانت الخرطوم نائمة مطمئنة وفي صدرها الحنون كل أبنائها من الجهات الأربعة!! و الآن الحال «غير» .. ! ü قال صبري: أرسلوا لي العربية!! علشان أجي أفرّغ الشريط!! - بفتح الفاء وكسر الراء!! - قلنا، له ليس هناك وقت!! وهل هناك وقت للسودان ليفعل شيئاً!! أدينا من طرف الكلام والزبدة «مما قاله القوم»!! وخرجنا من اجتماع المكتب القيادي بهذه العبارات إن لم يكن خيار أهل الجنوب الوحدة فليكن الفراق بإحسان!! طيب المشكلة شنو؟! هذا حديث عام!! أين الجديد وأين المبادرات وأين الحديث عن تعديل الاتّفاقية «وهبشة» الدستور . «وو ضع العاصمة » وتقريب أوجه الشقة والخلاف؟!! üاذهب الى جهة آخرى بعد هذه الاسئلة صباح أمس قال الأستاذ فرح موسى صاحب مدارس الغد وهو رجل تربوي ومن أعيان التعليم في بحري كيف الأخبار؟ وإلى أين تسير الأمور؟ قلت له: كما ترى!! الرؤية ضبابية وكلنا «خارج الصورة» رد قائلاً: الآن ليس المهم الوحدة أو الانفصال. المهم الاستقرار!! وجدت نفسي أقول له بصوت عال وجدتها!! وجدتها!! الكلمة السحرية التي نبحث عنها هذه الأيام!! الوحدة ذهبت لحال سبيلها؟! وكلام الوطني على لسان د. نافع عقب اجتماع المجلس القيادي فليكن الفراق بإحسان!! يعضد هذه النظرية والمطلوب الآن من المؤتمر الوطني والذي رفض «بعناد » يحسد عليه إشراك الآخرين معه في هذه «المصيبة» أن «يسردب» ويحافظ على «الجزء الفضل» من السودان مستقراً!! إنها كلمة واحدة لا نُريد غيرها .. «الاستقرار» سيسجل التاريخ أن السودان تعرض للانفصال في عهد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية!! مثلما يحفظ التاريخ للاتحاديين حقهم في رفع راية استقلال السودان رغم اشتراك الجميع في النضال ولكنها محكمة التاريخ . وهي محكمة عادلة لا يظلم عندها أحد!!. والفرصة أيضاً متاحة للمؤتمر الوطني أن يسجل التاريخ أيضاً له أنه «قاد» ما تبقى من السودان للاستقرار وربما للازدهار!! الانفصال ليس نهاية التاريخ ولكنه بداية تاريخ لهذا الوطن المنكوب أن يظل مستقراً أم تتقاذفه العاديات «ككرة شراب» قديمة في «يد صغار» داخل حارة «فقيرة وبائسة».