في أيام العزوبية في الخرطوم عموم يا عينه وفي الغربة البطالة كمان ، كنت أتحايل على التملص من واجباتي في طبخ حلة العزابة من نوعية القطر قام ، وحتى لو طبختها كانت دائما امسخ وأتعس حلة على وجه الكرة الأرضية لدرجة أن الجماعة في الخرطوم كانوا يعلنون الصوم في اليوم المخصص لحلة العبد لله ، إما في الغربة البطالة فإنني كنت مكلفا بإعداد العشاء يوم السبت من كل أسبوع وهو من أثقل الايام لانه بداية الأسبوع وكان يومي في العشاء يسمى من قبل الزملاء ( وتر وسمر ) ، وبالمناسبة وتر وسمر كان من البرنامج التراثية التي يعدها ويقدمها في التلفزيون السعودي الفنان والملحن المعروف جميل محمود شفاه الله وكان هذا البرنامج لا يحظي بنسبة مشاهدة كبيرة وكذلك الحال بالنسبة لحلة صاحبكم عبد العال متعه الله بالصحة والعافية وجعله زخرا للوطن ولترابه ، المصيبة الكبرى ان صاحبكم كان زول بجح من الطراز الأول حيث كنت ادعو العزاب إلى التقشف في اليوم المخصص لحلتي وأتلو عليهم نصائح عن مخاطر التخمة والسمنة على صحة الإنسان ، وكنت أيامها يا جماعة الخير ضامرا ومسلوع مثل كلب الصيد ، ورغم هذه النصائح لم يكن أبناء الأهل يعتقون العبد لله من اليوم المخصص به ، بالمناسبة آخر الدراسات تشير إلى ان الإقلال من الطعام يطيل العمر بإذن الله تعالى ، ففي دراسة نشرتها صحيفة ديلي اكسبريس جاء ان تناول الإنسان كميات اقل من الطعام الصحي يمكن ان يمهد الطريق أمام عيش الزول فترة أطول ، وكشفت الدراسة ان العلماء في جامعة نيو كاسل يؤكدون ان الحمية الغذائية يمكن ان تمنع الشيخوخة لان خلايا الجسم لا تتحرك بصورة أسرع الا اذا كانت متعطشة للطاقة ، المهم بعد كل هذه السنوات أتصور ان نصائحي لأبناء الأهل من العزاب كانت في محلها وان حلة القطر قام كانت وسيلة صحية لمنعهم من التخمة والسمنة والذي منه ، المهم تذكرت حلة القطر قام ونحن قاب قوسين أو أدنى لقيام ( قطر الجنوب ألفات الفرق السودان جنوبي يا حليلو ألليله عدى وفات ) ، أسال يا جماعة الخير هل سيعبر قطار الجنوب ويلقي تحية الوداع الأخيرة على نواحي الشمال ويمضي بدون رجعة ويصبح تماما مثل (قطر عجيب اللي بودي وما يجيب ) أم ان المسألة ستكون فيها إن وأخواتها ، وان الخيار سيكون ل( وحده ما يغلبها غلاب ) ، طبعا للأسف الخيار الأخير اقصد خيار الوحدة لم يعد جاذبا للكثيرين من أخوتنا في الجنوب خصوصا النخب الذين ركبوا قطار الوحدة وغادروا من قولة تيت قبل بدء الاستفتاء ، إذن علينا من الآن فصاعدا ان نردد وبالصوت العالي قطر الجنوب ألفات الفرق السودآآآآآآن ودان ودان ويا ليله دان ودان .