كثير من مدربو كرة القدم يراجعون حسابات مباراتين قادمتين في آن واحد ولعل الحزب الحاكم سيعمل برؤية المدربين المحترفين بالطبع – وليس السودانيون – وهو ينظر الي ملف الترشح لمنصب الوالي في ولايتي كسلاوالبحر الاحمر وستبدأ الخطوة بالاولي حيث تنعقد شوراها اليوم ومؤتمرها العام يوم غد علي التوالي ، بينما الثغر في نهايات الشهر ، لكن قد يبرز سؤال ماعلاقة تداخل الولايتين مع بعضهما البعض ؟ ولماذا تُقرأ الاوضاع هنا وهناك مع بعضهما البعض ؟ وهل يمكن النظر للاحداث في كسلا بمعزل عن بورتسودان ؟ .. الإجابة سريعاً علي السؤال الاخير انه من العسير عدم النظر لمسرح الاحداث بشكل منفصل وذلك لقضية غاية في الحساسية وكثير ما يتحرج المؤتمر الوطني من التعليق عليها علناً وهي مسألة القبيلة الضاربة في المجتمع المتسامح بشرق السودان. في كسلا بدأت حمي التنافس منذ وقت مبكر وتكاثر خصوم الوالي محمد يوسف وكادوا أن يتحالفوا في مواجهة الرجل الذي أصيبت طائرة التنمية التي تقله بعطب منذ وقت مبكر إذ توقفت كثير من المشاريع والاحلام التي لم تبصر النور مثل تأهيل وإعمار وسط المدينة بجانب كثير من التقاطعات التي حدثت له ما سيغري كثيرون للترشح في مواجهته في مقدمتهم رئيس المجلس التشريعي احمد حامد موسي الذي كان ابرز منافسيه في الإنتخابات الماضية ويري انصاره انه آن الاون لينصف المركز الرجل القوي في الولاية بجانب مرشحين أخرين أمثال وزير التخطيط عبد المعز حسن وهو يملك كروت مهمة مثل مؤسسات التنظيم وشباب وطلاب المؤتمر الوطني ومجموعات فاعلة بجانب مساندة مناطق حلفا ، إضافة الي وزيرا الصحة عبد الله درف والمالية علي العوض ويتكئ درف علي عشيرته ذات المكانة بالولاية بجانب مرشحين أخرين يتوقع ظهورهم. لكن بالمقابل فإن الولاية لها قيادات بالمركز مؤثرة وفاعلة أمثال رجل الاعمال وأحد مؤسسي جياد المهندس جمال زمقان ، وأمين دائرة كسلا بامانة الشرق بالمؤتمر الوطني المركز العام عثمان جعفر الذي يمتلك قاعدة عريضة علي الاقل من خلال تواصلة الطوعي والمجتمعي إذ يشغل منصب الامين العام للهلال الاحمر ، ومن المحتملين نائب الشرطه الشعبية مصطفي داوؤد والفريق شرطة محمد اونور. ايضاً من المرجح ان يظهر الوالي السابق ووزير الزراعة ابراهيم محمود حتي وإن لم يكن راغباً في المنصب وذلك لتأكيد أحقيته بأنه من قيادات الولاية بالمركز خاصة وان وزراء وقيادات نزلت الي ولاياتها وحجزت لنفسها مقعداً ضمن الخمسة مثل د. فيصل حسن إبراهيم (شمال كردفان) ، خليل عبد الله (سنار) أحمد كرمنو (النيل الازرق) ، عبد الواحد يوسف (غرب كردفان) ، محمد مركزو (جنوب كردفان) ولذلك إن إن لم يترشح ستكون له كلمته من خلف الكواليس وبالتالي كل هذة المعطيات ستؤثر علي الوالي وقد تقلب كسلا الطاولة ويتدحرج محمد يوسف من رأس القائمة وهو الأمر المتوقع بنسبة كبيرة رغم تصدر الولاة قوائم الترشح بولاياتهم حتي الان. وفي البحر الاحمر قد يقول قائل أن الرئيس عمر البشير حسم أمر الولاية مبكراً بميله لإعادة ترشيح الوالي محمد طاهر إيلا لكن الجميع يدرك أن رئيس الجمهورية من الملتزمين بمبدأ الشوري وسيجعل المؤسسات تقول كلمتها مما يعني أن أيلا ليس هو مرشح الحزب في الانتخابات المقبلة حتي الان لكن منافسو الرجل عينهم علي كسلا ويتمنون فوز احمد حامد وإكتساحه الإنتخابات ويتمنونه واليا لكسلا حتي يشغر لهم المنصب بالبحر الاحمر وذلك لان إيلا ورئيس تشريعي كسلا ينحدران من عشيرة واحدة وبالتالي لن ينال الرجلين ثقة المركز وبالتالي يعني ان مجئ حامد سيخرج أيلا من مسرح البحر الاحمر الذي ظل مسيطراً علية وبقوه حديديه ولذلك راج الشعار المحبب لأنصاره .. (إيلا حديد). رغم انه جوبه بمعارضة شرسه داخل الحزب في الاونة الاخيرة كان بطلها محمد طاهر الشهير بالبلدوزر الذي فيما يبدو لم يقل بعد كل ماعنده من اسرار وإن كان يلمح الي معرفته مايمكن أن يكتب نهاية حياة إيلا السياسية ، غير متناسين أن صراعات عنيفة ضربت الولاية أثرت علي شعبية إيلا المتهم بعدم تطوير مناطق بعينها بالولاية كونها تأوي خصومه. مسالة القبلية لن يغفلها المؤتمر الوطني في شرق السودان فهي مترسخة وبشكل كبير وتلعب دوراً في تغيير الاحداث السياسية ولذلك ويراهن منازلو إيلا علي تلك المسألة ويأتي في مقدمة المنافسين المحتملين حسب الله صالح حسب الله ، رئيس لجنة الرعاية والشوون الإجتماعية والإنسانية بالمجلس الوطني وعمل مع إيلا مستشاراً وكان معتمداً بعقيق ومن الشباب الفاعلين الذين خلقوا علاقة وطيدة بالمركز وقد تهب عليه نسمة التغيير كونه من الشباب وكان في مؤسسات الشباب علي المستوي الإتحادي ، ورئيساً سابقاً للإتحاد العام للطلاب السودانيين ولذلك يملك قاعدة صلبة وسط الشباب والطلاب كما ان حسب الله برز بشكل لافت في إطفاء حرائق الولاية فما من ازمة تنشب في الثغر إلا وكان صالح حاضراً. أيضاً من الاسماء المتوقعة الضابط السابق بجهاز الامن مولانا حسن مختار وزير الدولة السابق بالعدل ، رئيس مفوضية الاختيار الاتحادية وهو يمتلك علاقة وثيقة بمكونات الولاية ومتواصل بشكل فاعل ويبرز إسم الوزير السابق الامين كباشي عيسي وهو له شعبية مقدرة بالولاية ويعد من أصحاب الرأي المغاير لايلا ولذلك سيعمل انصار إيلا لإبعاده مثلما يشاع عن تطبيق تلك النظرية بواسطة والي غرب كردفان أحمد خميس في مواجهة وزير النقل عبد الواحد يوسف الذي حل ثالثا في قائمة الولاية.