نظام المترولوجيا هذا النظام الحديث الذي يهدف لتوطين وتعميق ثقافة التقييس بإحداث نقلة كمية ونوعية في مجال القياس تحقيق لرضا المنتج والمستهلك وحماية الاقتصاد الوطني، هذا النظام لم يجد فهماً جيداً من قبل المواطن وهو عبارة عن استبدال الرطل بالكيلو، وقد أجرت «آخر لحظة» استطلاعاً مع عدد من المواطنين أفادوا بأنه نظام حديث التجربة في البلاد ولا يفي بالكيل، إذ يروا أنه يقلل من كمية السلعة الموزونة وقد تعسر النطق به عند القيام بشراء سلعة موزونة، مضيفين أنه أسهم في الانتشار المكثف لأكياس النايلون سعة الكيلو والنصف كيلو في البقالات والمحلات التجارية التي بات يعج بها المكان على الرغم من التحذيرات بعدم استعمالها، ويضيف عوض علي صاحب بقالة هناك شكوى متكررة وصعوبة من قبل المواطن في التعامل مع نظام الكيلو الذي وصفه بالمريح والدقيق والمنصف وسهل التعامل معه ويمكن المواطن من الشراء على قدر حاجته، مشيراً لوجود عبوات من السلعة بالجرام كالشعيرية والزيوت، مردفاً ولكن انطبع على لسان المستهلك الرطل وما زال الحنين إليه باقياً.. ويظل القياس جزءاً لا يتجزء من حياتنا اليومية، فمنذ أن وجد الإنسان على ظهر البسيطة وجدت معه الأوزان نسبة لوجود أشياء لها أحجام يريد أن يتعرف عليها، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى «وكل شيء عنده بمقدار»، وقد ذكر بعض ذوي الاختصاص أن المقاييس نشأت في عهد الفراعنة وقد زاد الاهتمام في العصر الحديث بعلوم المترولوجيا نظراً لأهميتها في تقدم الأمم عبر التاريخ من خلال جودة المواد وحركة التبادل التجاري في مختلف الأنشطة مثال لذلك عدادات الماء، والوقود والكهرباء، وفي ظل ذلك سعى السودان كغيره من الدول في تطوير نظام القياس من الرطل الذي صدر أول أمر للموازين والمكاييل به في السودان بعد الفتح الإنجليزي المصري للسودان بإيعاز «اللورد كتشنر» في العام «1899م» وتطورت أعمال التنقيب بإدخال نظام الكيلو الذي وجد صعوبة في التعامل به من قبل المستهلك. ومنذ العام 2004م تحول نظام القياس في السودان للنظام الدولي حماية للمستهلك والاقتصاد الوطني ومواكبة للتطور العالمي بإلغاء الأوزان القديمة وأن يكون الكيلو هو معيار الوزن، إذ يمتاز هذا النظام بالدقة بسهولة التعامل في الكيلو جرام الذي يمثل (1000) جرام للأوزان، واللتر للسوائل والمتر للأطوا،ل ويمكن النظام الجديد من شراء أي مشتقات للعشر من القماش، وكذلك الشراء على قدر حاجة المواطن وظروفه مثل (500) جرام أو (1200) جرام، وهذا خلاف الرطل الذي يتكون من كسور يصعب التعامل بها، فالرطل يعادل 28/449 جرام وما يجري في الأسواق عند شرائك لخمسة أرطال سكر تخيل ماذا يصنع التاجر على ميزانه، يضع 2 كيلو جرام + نصف رطل حسب الفهم السائد بأن الكيلو جرام يساوي رطلين وربع رطل، والحقيقة أن الخمسة أرطال تساوي 246/2جرام، هذا ما ذهبت إليه الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس في إطار حملتها التذكرية عن الكيلو. وقال مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين عبد الرحمن جدو، لا تنمية متوازنة على المستويين الوطني والعربي وتنمية الاستثمارات ومنافسة المنتجات الأجنبية إلا بتطبيق التقنيات الحديثة في علوم القياس والمترولوجيا بجوانبها التكنولوجيا ونظام العودة، مشيراً لدور علوم القياس خاصة المترولوجيا في الاكتشافات والإبداع التكنلوجي في تقدم الأمم عبر التاريخ من خلال رفع جودة المنتجات وتسهيل حركة البضائع وإزالة الحواجز التجارية أمامها، بجانب دفع حركة التبادل التجاري ومنافسة المنتجات الصناعية وغيرها، مضيفاً لقد زاد الاهتمام بعلوم المترولوجيا والقياس في العصر الحديث مع التقدم المذهل في مختلف العلوم التطبيقية وعلوم الفضاء والاتصالات التكنلوجي النانوية والحيوية.. وذلك نظراً لما لعلوم القياس من أهمية كبيرة في مختلف الأنشطة وأوجه الحياة اليومية كالأوزان وعدادات الكهرباء والماء والوقود السائل والمكاييل وغيرها من أدوات، وقد أجمع عدد من الخبراء في مجال القياس على أهمية هذا العلم وبدونه تقتل المعاملات ويختل الكون بأجمعه، موضحين أن الدقة في القياس تتطلب التحسين المستمر من أجل الإسهام في تطوير مختلف النواحي الحياتية التي تلعب أنشطة المترولوجيا الدور الأهم فيها، مبينين أهمية المترولوجيا في تحقيق التقدم العلمي والصناعي والقانوني وما يترتب عليها من فوائد كبيرة تصب في مصلحة المستهلك.