يعتبر السودان من أغنى الدول في مجال الثروة الحيوانية، حيث تقدر اعداد الحيوانات المستقرة بولاية الخرطوم في العام 2014م بحوالي 897,678 وحدة حيوانية تزاد سنويا بمعدل 0.8% وتتكون الاقتصادية منها من 278,000 رأس من الأبقار و741,000 من الماعز و 540,000 من الضأن و6,800 من الإبل وتقدر كذلك اعداد حيوانات الغذاء الواردة لاغراض التجارة والصادر بحوالي 676,131 وحدة حيوانية ويتوقع أن تزيد بمعدل 3% ورغم الأعداد الهائلة من هذه الثروة إلا أن المواطنين يعانون من ارتفاع أسعار الألبان الأمر الذي لا يتماشى مع حجم الثروة الحيوانية بالبلاد، وطالب خبراء في المجال بتفعيل التشريعات والقوانين الخاصة بالنشاط، وسن قوانين جديدة لسد الثغرات ومواكبة تطورات ومتطلبات السوق العالمي والتجارة الدولية لرفع القدرة التنافسية للانتاج السوداني من الألبان ومشتقاته، بجانب التنسيق مع الجهات الرقابية لمنع التضارب في الاختصاصات وضرورة تحسين الواقع الراهن بتطوير نظم الرعاية والتغذية والإيواء وإدارة القطيع بتحسين مستوى الإشراف الإداري والبيطري، إضافة الى إيقاف التغول على الأراضي الزراعية، كما انتقدت وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية استيراد كم هائل من الألبان الجافة بالعملات الصعبة. وقال والي الخرطوم د.عبد الرحمن أحمد الخضر في ورشة صناعة الألبان الواقع والحلول، أن الدولة خرجت من الانتاج والمشروعات الانتاجية والتجارية بنسبة 70% حتى يديره القطاع الخاص وأن الأولوية في الاستثمار للأمن الغذائي وإتاحة فرص العمل ومساهمة المشروعات في تحقيق قدر من الإنتاج في الصادر لجلب العملات الأجنبية مع ترقية الخدمات.. ونفى الخضر اي زيادة في أسعار الألبان.. وأضاف أن سعر التمنة ب 32 جنيهاً، والرطل ب 4 جنيهات، ورهن استمرار المنتجين في القطاع على قدرتهم الانتاجية لمن أراد الاستمرار أو الانسحاب، مؤكداً انتهاء عهد النقابات في الإنتاج وزاد قائلاً.. لا نعترف بالنقابات وأن استراتيجية الدولة هي الأمن الغذائي ثم الصادر.. كاشفاً عن وجود مايقارب 144 الف رأس من الأبقار المنتجة الألبان بولاية الخرطوم، والتي تنتج حالياً 527 الف طن سنوياً من الألبان متوقعاً أن يرتفع الى 10120 ألف طن بحلول عام 2016م.. مبيناً أن عملية تطوير الألبان مسئولية مشتركة بين الدولة والمنتجين، ويجب تحديد الأدوار لكل جهة حتى نستطيع أن نصل لرؤية واضحة تضاعف انتاجية الألبان وتجعلها في متناول يد الجميع. وقال مدثر عبد الغني وزير الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم، إن ورشة الألبان الواقع والحلول تهدف لوضع رؤية علمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وإيقاف استيراد الألبان تنفيذاً لاستراتيجية الدولة.. مشيراً للجهود التي تبذلها الوزارة لتطوير صناعة الألبان، وذلك من خلال إنشائها سبع مجمعات لإنتاج الألبان وإنشاء عدد من المحالب الحديثة، بجانب قيامها بمسح ميداني للتأكد من خلو الولاية من أمراض الحيوان، وقال إن الوزارة تستهدف إنتاج 650 الف طن من الألبان بحلول 2016م، موضحاً التحديات التي تواجه إنتاجية الألبان والمتمثلة في توطين الأعلاف والاستفادة من تجارب الآخرين. وعبر أحمد محمود شيخ الدين وكيل وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية بالانابة عن أسفه لإستيراد السودان الألبان بالرغم من امتلاكه 104 ملايين رأس من الماشية بكل أنواعها. وأشار للبرامج التي وضعتها وزارة الزراعة الاتحادية لسد النقص في المنتجات الزراعية والحيوانية، والتي يأتي على رأسها برنامج حصاد الألبان في المناطق الريفية.. مشيراً الى أن البرنامج كان من المفترض تنفيذه هذا العام، ولكنه لم ينفذ بسبب ضعف التمويل . وأشار محمد الزين بابكر مدير عام وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بولاية الخرطوم للانجازات التي حققتها الوزارة في القطاع الزراعي والبنية التحتية، من مشاريع، وطرق، وقنوات ري، مما ساهم في ارتفاع انتاجية الأعلاف بالولاية، حيث وصل الى 6.500 مليون طن من الاعلاف بجانب تشييد 35 حفيراً نموذجياً و6 سدود لحصاد المياه، كما تم إنشاء ثلاثة مراكز إرشادية و3 مراكز بيطرية و15 وحدة لانتاج الألبان. ودعا هاشم محمد علي رئيس غرفة الزراعة والإنتاج الحيواني باتحاد أصحاب العمل للإسراع في تأسيس قناة تلفزيونية خاصة بالإرشاد الزراعي بولاية الخرطوم، بجانب إنشاء صندوق لتنمية ودعم مشاركة المزارعين في المعارض الخارجية، للاستفادة من تجارب الآخرين، مشيراً للايجابيات التي تحققت بعد تكوين الغرفة التجارية المتخصصة ومساهمتها في طرح قضاياها وإيجاد الحلول لها. وذكر د. ضياء الدين حسن في ورقته وجود فجوة علفية وانخفاض في الموزانة العلفية وعدم العلمية في الإنتاج، مما يقود الى تدني الإنتاج وارتفاع في تكاليف الأعلاف وأسعار بيع اللبن للمواطن وارتفاع كمية اللبن المستورد.. مطالباً بزراعة ما لايقل عن 330,000 فدان بالاعلاف الخضراء سنوياً وكشفت ورقه أعدتها مجموعة من المختصين الى توقف المركز القومي بحلة كوكو في السنوات الأخيرة، مما جعل مربي الأبقار يستخدم الفحول رغم عودة الخدمة عبر القطاع الخاص عام 2005م.. الآن أن الإقبال عليه لم يعد كالسابق وأصبحت هنالك أفكار سالبة حول التلقيح الاصطناعي، حيث بلغ الإقبال على التلقيح الاصطناعي في حالة عدم الدعم من الدولة 1,4% و2,4% في حالة الدعم واقترح د. أحمد خليل عدداً من المشروعات لتطوير قطاع الألبان لزيادة الإنتاج باستخدام التقانات الحديثة، ونظام اللاكتوبيرو كسديز لحفظ اللبن الخام في مراكز تجميع الألبان بديلاً للمبردات، لتقليل التكلفة مقارنة للطاقة الكهربائية، وهو انزيم يوجد بشكل طبيعي في اللبن الخام الطازج لدى الثديات ودور البحوث في تطوير قطاع الألبان.