٭ قالوا في واحد من اصحاب المزاج العالي «مسطول» ركب في حافلة مواصلات، جاتو بت سمحة سماحة شديدة بالشباك وقالت ليهو: وين..؟.. فقال لها المسطول: والله قاعدين بس أنتو الما ظاهرين. ٭ تذكرت هذه النكتة وضحكت معها كثيراً ولكنها سرحت بي أكتر وأكتر في اتجاهات بعيدة، حتى اصبح حالي كحال هذا المسطول ولكن طبعاً في اتجاه مغاير تماماً لإتجاهه، وتذكرت برمجة بل «خرمجة» قنواتنا الفضائية في العيد، وأصبحت اردد عبارات هذا المسطول وأقول لإدارات قنواتنا الفضائية: «والله نحنا قاعدين بس أنتو الما ظاهرين».. برمجة معسمة وتعبانة ومترنحة من فضائية لأخرى سمتها وطابعها المشترك التكرار القاتل الذي تذمر منه المشاهد واصابه بملل فظيع وبات يهرب منها الى قنوات أرحب وأوسع تلبي حاجته من برامج ذات معنى ومضمون عبر طرح مختلف مغاير يستفيد منه بعيداً هم هذا الملل المحلي الذي بات شبيهاً بالعك الكروي في مباريات القمة بين الهلال والمريخ ليس فيها أي جماليات أو مهارات، فهذا هو للأسف الشديد «دافوري» فضائي تمارسه علينا قنواتنا المحلية شفاها الله وعافاها من هذا العك والفوضى والاستهبال البرامجي فيما يقدم الى هذا المشاهد المغلوب على أمره، اعانه الله «ومرارته تنفقع» يومياً جراء هذه البرامج.. والله بي طريقتكم دي يوم بتكتلوا ليكم زول. طبعاً لا نستطيع أن ننكر وجود بعض الاشراقات بين الحين والآخر فيها خاصة في قناة «الحرية والجمال» أم درمان الفضائية التي بات مؤشر الريموت كنترول مرتكزاً فيها على مدار اليوم، وهذا الارتكاز له اسبابه ومسبباته واهمها بالطبع انها قناة تحترم عقول المشاهدين عبر خارطة برامجية محترمة رغم انها ليست غاية المنى وننتظر منهم اكثر من ذلك ولكن العافية درجات، ونعم قناة أم درمان حققت جزءً كبيراً من شعاراتها «حرية وجمال» بمناقشتها للعيد من القضايا المهمة والحساسة والطرح الجريء وجمال ما تقدمه من برامج فكرية احترمها المشاهد وتعلق بها ممهورة بالهوية السودانية عبر دباجة مختومة تظهر في وجوه مذيعاتها «السمروات» ليس كحال بقية الفضائيات من اللاتي تجد مشقة وعناء في التفريق بين مذيعة وأخرى لتشابه اشكالهن، وهنا لا ننسى حديث حسن فضل المولى الطريف وهو يقول في احدى الحوارات الصحفية: «نحنا بنجيب المذيعة سمراء فجأة بنلقاها بقت بيضاء» اضحك مع الجنرال. لذا فمن الأمانة أن نرفع قبعات التقدير والاحترام لقناة أم درمان قناة الأسرة السودانية ولعرابها الماهر الفخيم الأستاذ حسين خوجلي، فهو فخر لنا كصحفيين بصورة خاصة لأنه أثبت عملياً بأن الصحفيين هم الأفضل والأقدر والأجدر والأميز على إعداد وأنتاج المواد التلفزيونية، فمبروك استاذ حسين ونحن نأمل في أكثر من ذلك فأمطرنا بألوان جمالك الإبداعية. ٭ خارج النص: غداً نتحدث عن قناة الخرطوم الفضائية ونحدد اسماء موظفين ومتعاونين فيها يجب أن يستعين بخبراتهم الحبيب عابدين درمة في حفر القبور، فهم حفارون ومدمرون لكل ما هو جميل، ونحكي قصة المنتج المدعي الذي «طُرد» شر طردة من التلفزيون القومي، ونفرق ما بين «التنفيذ» و «التنفيس». خليكم قُراب