احبتي وأحبابي في الوطن.. نساء ورجال.. شباب وصبايا.. شيوخاً وكهولاً.. وكل عام وأنتم بخير.. والوطن بخير.. لكم كل الأماني الخدرت وكفى نتوسل للخالق في خشوع العدوية.. وخضوع ابن الفارض أن تزدهي وتزهو أيامكم.. أن تشرق وتهبط على الأرض شاهق وشاسع أحلامكم.. ثم.. دعوني أحلم.. والأحلام لا تحتاج إلى تصديق.. سراً كانت أم علانية لا تنتاشها سهام ولا تجرمها قوانين.. أحلم أحلاماً بلا سقوف.. وأتمنى أمنيات لا تحدها حدود.. وشكراً للواهب العطاي الذي وهبنا نعمة الأحلام والأمنيات وبالمجان.. واستاذنا الهادي آدم كان يحلم بغد تتلألأ فيه الأضواء وتشع من عيون الحبيبة بهيج الألوان.. كان يحلم بغد فيه لقاء.. غداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلا وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس الا ليس الا.. ليس الا.. ليس إلا أنا لا أحلم بلقاء حبيبة.. ولكن أحلم بلقاء وطن.. بالذوبان وجداً في حضن أمه.. بالاشتعال فرحاً وأنا احدق في ابتسامات بعرض وطن تضيء وجه كل سوداني.. كل سودانية.. ولأن صيغة التهاني منسوجة من أرواح هذا الشعب العبقري ولأن باقات التهاني ترقد بين ازهارها اليانعة وعيدانها الخضراء وروعة «صفقها» الأخضر «العيد مبارك عليكم» و «السنة الجاية زي ما داير».. لأن الأمر كذلك دعوني أفصح لكم عن الذي أتمناه في يوم 1/1/6102.. أتمنى من صميم فؤادي.. راجياً من المولى أن يحقق أمنياتي.. أتمنى أن يقرر الأحبة «الإخوان» وبمحض إرادتهم.. وبعد أن «تعبوا» شديد وهم يقومون على أمرنا.. وبعد أن تترسخ في نفوسهم قناعة في متانة الحديد إن ربع قرن من الجهد والمجهود والجهاد كافية ووافية للوفاء للوطن.. وأن متاعب الحكم و «تلتلة» اعباءه الجسام قد حرمتهم من دفء الأسرة والعائلة.. وأن كثرة الأسفار براً وجواً قد ارهقت اجسادهم وكادت تبلي حتى عظامهم.. وإن أضواء الفلاشات كادت أن تعشي ابصارهم.. وان حرية الحركة كبلتها قيود الحراسة والتأمين.. وأنهم باتوا في شوق ولهفة إلى المشي والتسوق من خضار ولحم وأفران.. وانهم «زهجوا» من الاشاعات والأقاويل.. لهذه الأسباب مجتمعة وملحقات لها بعدد حبات رمال كلهاري.. فقد قرروا إنهم لن يتبرعوا بعشرة في المائة من صميم أملاك «المؤتمر الوطني» للمعارضة الأليفة والشرسة لن يتبرعوا بها فقط فقد قرروا أن يتركوا «الجمل بما حمل» «يعني» إنهم قد قرروا أن يكون الحكم كل الحكم للمعارضة زائداً الأحزاب المؤتلفة معهم في الحكومة القاتمة مثل أحزاب الدقير ومسار ونهار.. وبذلك يكون هؤلاء «الإخوان» قد هدموا مقولة كنا نمسك ونتمسك بها اكثر صرامة من «الأعمى المسكو عكاز» مقولة انطبعت على عيوننا من كثرة الاضطلاع.. وحُفرت على ضلوعنا بالأزميل وهي «انه ما من طبقة في التاريخ تتنازل عن امتيازاتها بمحض إرادتها».. مع السلامة وبكرة نواصل الأمنيات