نعم هو أسطورة حقيقية بكل ما تحمله هذه الكلمة فقد خلد اسمه بأحرف من ذهب بل الماس في دنيا الغناء السوداني، وأطلقت عليه العديد من الألقاب والمسميات المختلفة، أنه بالطبع الراحل محمود عبد العزيز الاسطورة، وللأمانة المهنية كلما أكتب عنه يرتجف قلمي ولا أعرف ماذا أقول في وصفه، فخلاف عشقنا وولهنا الدائم والمستمر لسماع أغنياته وصوته المتفرد فهو أخ وصديق عزيز جداً على النفس، ولنا معه مواقف وذكريات لن تمحموها ذاكرة الأيام ونظل نحافظ على وداده على الدوام.. ولكن رغم ذلك قصرنا كثيراً في حقه كإعلاميين بمختلف مجالاتنا فهو مشروع فنان عالمي بكل ما تحمله هذه الكلمة، فالحوت ليس بأقل شأن ومكانة من كاظم الساهر، أو محمد منير، أو صابر الرباعي، أو تامر حسني، وغيرهم من نجوم الغناء العربي إن لم يكن أفضل منهم جميعاً، ولكننا كالعادة ضعيفين جداً في الترويج لمواهبنا المختلفة، وكان محمود أبرزها وأميزها على الإطلاق وسطع بمجموعة من الأغنيات الخالدة ولم يردد سواقط الأغنيات كحال بعض الفنانين الشباب من أصحاب هذه الهيافات، لأنه فنان صاحب رسالة ومشروع فني كبير يحترم جمهوره وكل من يستمع له عبر أعمال مميزة تحفظها عن ظهر قلب ذاكرة الطرب الجميل والأصيل، وأفنى عمره في إسعاد جمهوره بروائع الأعمال، لذلك ليس غريباً أو مدهشاً أن يبادلوه كل هذا الحب والعشق المتزايد مع الأيام، فمحمود لم يمت، نعم رحل بروحه وسلم الأمانة لخالقها ولكنه معنا بكل اسهاماته وذكراه الخالدة بيننا، لذلك لم اندهش أو استغرب للحضور الجماهيري الكبير الذي شهده استاد الخرطوم مساء يوم السبت الماضي احتفالاً بذكراه الثانية، وقد ضاقت بهم جنبات الاستاد والآلاف الأخرى لم تجد لها مكاناً بالداخل، فهذا وضع طبيعي ومتوقع من جمهور يحفظ الجميل ويقدر جهد المجتهدين فهم الحواتة بكافة مسمياتهم من مجموعة (محمود في القلب) و(أقمار الضواحي) فليس غريباً أن يفوق عدد الحضور ال(04) ألف فجمهور محمود يفوق هذا العدد بكثير وكثير. وحقيقة هزمني قلمي شر هزيمة هذه المرة ولا استطيع المواصلة في الكتابة عنه، فالحروف السابقة خرجت من بين يدي بعد مشقة وعناء وكادت الدموع تتساقط من عيني وصوت محمود وقفشاته ومداعباته ومسامراته وصورة جلساته وحديثه معي لا تبارح صورتها عيناي، لذلك لا أجد مفراً أفضل وأنفع له سوى الدعاء له بالمغفرة والرحمة من خالق العباد بأن يسكن فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، ويلزمنا الصبر على فراقه ورحيله المر. خارج النص: غداً نتحدث عن ردود الأفعال الكثيرة التي فاقت حد الوصف تعقب على خبر تذمر الجمهور من أسلوب «الرقص» الذي تقوم به الفنانة انصاف مدني في الحلقات التلفزيونية، ونطرح سؤالاً مهماً للغاية هل مثل هذه القنوات التي ترقص فيها انصاف بهذه الصورة بها إدارة ومدير ولجان مشاهدة.. وغيرها من الأسئلة الصعبة. و.. و.. الوداع يا نشوة الروح الوداع ما دام هوانا بعد سنينو المرة ضاع