عادت دورة الأيام وجاءت رياح الانتخابات متسارعة وبدأت إرهاصاتها في كل السودان.. ونشط الناشطون.. وتحرك أصحاب المصالح من كل حدب وصوب.. وكذلك أهل الحق والحقيقة يجلسون في الصوالين الكبيرة وبعضهم في الغرف المظلمة يجمعهم جامع واحد، هو إنهم صاروا أوصياء علينا وينوبون عن قطاعات واسعة وممتدة وكبيرة من المواطنين السودانيين ليرشحوا لنا المرشحين وهم من يرون صلاح فلان وفشل علان.. وكل مجموعة من هؤلاء تتخندق في خندق من تهوى وتحب، والمواطن مغلوب على أمره لا يستشار ولا يرفع إليه التمام، وهو أصل الفعل وصاحب المقام.. كل الكل وليس جزء من الكل. ومحلية السوكي كغيرها من المحليات السودانية تنشط فيها هذه الأيام مجموعات متباينة كل مجموعة ترشح شخصاً تراه مناسباً ويحقق أحلامها.. وأحلام الناس بوار في هذه المحلية.. لكن الشارع العام في المحلية أعلن صراحة عدم ثقته في كل السابقين واللاحقين. على المستويين الولائي والقومي بعد أن تصفحوا صحائف نوابهم ووجدوها خالية لا انجازات بها تذكر البتة... فبدءاً تم ترشيح ابن المنطقة السيد / فضل محمد خير رجل الأعمال المعروف وهو سياسي ومن رموز المؤتمر الوطني ترشيحاً جماعياً وعلقوا عليه آمالاً عراض، لكنه لم يقدم شيئاً على الاطلاق، مما أدخل الجميع في حِيرة تامة لما وضعوه فيه من ثقة عمياء خاصة أهلوه في مدينة السوكي حاضرة المحلية... ومن ثم تلاه المهندس/ محمد حسن الباهي وهو أحد رموز المؤتمر الوطني أيضاً فسار على نهج سلفه، ولم يقدم ما يشفع له من نيل أصوات أهل محلية السوكي.. ثم جاءت مرحلة أخرى تقدم فيها شيخ العرب الصفوف المهندس يوسف أحمد يوسف، وهو رجل مهندس واقتصادي وله باع طويل في خدمة البلاد، إلا أنه كان أكثر غربة في محلية السوكي بين عشيرته، فلم يقدم هو الآخر كالذين سبقوه عملاً ملموساً كما كان يتوقع أهل المحلية، وبذلك خيب آمال الجماهير العريضة علماً بأن المحلية كانت تنتظر منهم الكثير من العطاء لما يتميزون به، وما يتمتعون به من علائق ونفوذ، ودليلي على ذلك أن محلية السوكي منسية تماماً لدى المؤتمر الوطني وهم من منسوبيه وقادرون على لعب أدوار أكثر أهمية وقوة، لكن لا نعرف ماذا يكبلهم ويقيدهم على عكس منسوبي المؤتمر الوطني في المناطق الأخرى من السودان، وهم يعلمون بذلك أكثر من غيرهم، لكنهم لا يحركون ساكناً وظلوا يطلقون الوعود الزائفة، مما أدخل مواطني المحلية في إحباط تام. أما رابعهم دكتور / محمد المصطفى الضوء كان منافحاً لأهل منطقته حفياً بمصالحها، حيث كانت له صولات وجولات داخل المجلس الوطني تصدى بشجاعة لقضايا وهموم أهله وممن بايعوه لخدمتهم... وهذا الأخير نتمنى أن تدفع به رئاسة الجمهورية والياً لولاية سنار فهو رجل أمن وله كاريزما قيادية ممتازة تؤهله لأن يلعب هذا الدور باقتدار ومعرفة، وهو كذلك من الوجوه الشابة وهي المطلوبة في هذه المرحلة من عمر الزمان كما أنه الوحيد الذي لم يشارك سياسياً في أي مركز من المراكز السياسية بالولاية، لكنه ظل يسجل حضوراً لافتاً مما يسهل عليه قيادة دفة الولاية عكس الآخرين الذين شاركوا في حكومة ولاية سنار في مراحل مختلفة، وبالتالي خبرناهم، والمعروف أن لكل منهم مجموعة تؤيده ويبدو الاختلاف بينهم بيِّناً كما الشمس... عفواً قد ذهبت عرضاً للحديث عن دكتور محمد مصطفى ابن كركوج فهذه أمانينا وقد عبرنا عنها... لأنه الوحيد من نواب محلية السوكي الذي استطاع أن يفعل شيئاً ويحقق نجاحاً مقدراً هذا على صعيد نوابنا الذين تم ترشيحهم للمجلس الوطني... أما نوابنا للمجلس التشريعي لولاية سنار فحدث ولا حرج كلهم غياب تام وصحائفهم بلا إنجاز يذكر، بدأ بالعم عمر قدس وإنتهاءاً بالأخ عبد القادر مصطفى وهنا أوجه سؤالي لهم مباشرة ماذا فعلوا من خطوات في الدفع والمتابعة للمشروعات الحيوية بالمحلية كطريق السوكي سنار أولاً، ثم مشروع سكر السوكي والسيد الوالي أحمد عباس يتجاهل السوكي في كل شيء يمس المواطن فيها ويحسه ويستفيد منه، خاصة إذا ما علمنا أن هذه المشروعات سالفة الذكر تهم ولاية سنار قاطبة، وليس محلية السوكي فقط، وذلك من أجل المتابعة واتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها أن تحيط القيادة السياسية بالبلاد بأهمية هذه المشروعات وأنها تمثل مطلباً مشروعاً وجماهيرياً لأربعين الف نسمة نسيها المؤتمر الوطني وما زال... ومما ذكرنا فمحلية السوكي سيئة الحظ بالساسة من أبنائها المنتمين للمؤتمر الوطني، فقد كانت صحائفهم خالية تماماًَ ولم يقدموا شيئاً ملموساً محسوساً يسعد القواعد العريضة من أهل المحلية المتطلعين لأيام طيبة تبدل الكآبة الحقيقية التي يعيشونها الآن... وهم أكثر الناس دراية بهذه الهموم والرياح التي تجتاح المحلية وإنسانها لكنهم ظلوا عاجزين عن تقديم النذر اليسير وليس الكثير حتى يكون ذلك شافعاً لهم للإطلالة مرة أخرى والترشح لأي واحد من هؤلاء الذين ذكرناهم... فالمال وحده لا يكفي للترشح دون عمل، فالمسؤولية عظيمة والأمانة تقتضي بالاعتراف صراحة بالتقصير، لأن هذا يبين نقاء النفس ومعادن الرجال ورؤية وتقييم النائب لأهله الذين رشحوه وساندوه ووقفوا معه حتى عبر إلى بر الأمان... ولم يفعلوا ولن يفعلوا وكل ما يمكن أن يعمله الراغب منهم هو إعطاء الضوء الأخضر لمجموعته لتبدأ التحرك وبيع الأوهام وجس النبض دون خجل أو حياء حتى ... فالترشح مسؤولية أمام الله والجماهير والناس أجمعين، فإخواننا سالفو الذكر لم يقدموا ما يشفع لهم، وهنا يمكننا القول وبالصوت العالي أن محلية السوكي برلمانياً لم ينجح فيها أحد... وبذلك وبالمنطق وبعيداً عن المزايدات السياسية والمصالح الضيقة التي ارهقت سكان محلية السوكي ... فإننا إذن نحتاج لرجل صادق قوي أمين على قدر التحدي حفياً بمصالح أهله قبل مصلحته الشخصية بغض النظر عن أن يكون هذا الشخص من المؤتمر الوطني أو أي كيان آخر أو حتى مستقل... وللذين يتحركون الآن نذكرهم فقط بأن التاريخ لا يرحم والديان موجود وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور كما أن السلطة لا تعطى مطلقاً لطالبها... فالمطلوب الآن وأكثر من أي زمان مضى التواثق على شخص يعرف كيف ينتزع حقوق أهله بفعل يراه الناس وليس كلاماً أو دعاية انتخابية للأشخاص أكثر منها للنفع العام لأهل المحلية... فقد فترنا وتعبنا حتى سجل على صحيفتنا بأن محلية السوكي لم ينجح فيها أحد سياسياً، ولن ينجح فيها أحد ما لم نضع كلنا مصلحة المحلية فوق مصالحنا الشخصية، وحتى لا نكون دائماً مثاراً للتندر والتهكم والسخرية كما الآن هو أضحوكة... وسيظل الفشل يلاحقها إن كان الديدن هو المصالح الضيقة لا المصلحة العامة.. التي تنقل الجميع لفسحة النماء والخير والازدهار والتعبير القوي عن قضايانا وفي أي منبر مهما علا... السطر قبل الأخير ... أعرف أن هناك أناساً يدافعون عن الخطأ ويرتفع عويلهم عندما ينتقد هذا الخطأ وأنا قدمت كتاباً صريحاً وجريئاً ويمثل رغبة الجميع لما ننشده من أبناء المحلية المتقدمين لنيل رضاء الجماهير وخدمتها وليس شيء آخر... علماً بأننا جميعاً لا نرتب أماكن الأشخاص في قلوبنا، فأفعالهم تتولى ذلك فماذا يا ترى فعل هؤلاء لينالوا رضاء وثقة أهل المحلية ويخادعوننا. سطر أخير ... سؤال برئ لكل الذين ينشطون الآن ويصرون على الحرث في الماء... قدموا الينا صحائف مرشحيكم.