زكية الترابي : مازالت العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان تلقي بظلالها السالبة على الاقتصاد السوداني، وعرقلة العديد من المشاريع التي تقدر قيمتها بحوالي (04) مليار دولار، منذ بداية الحصار في العام 3891م وهي عبارة عن معونات من الولاياتالمتحدة، ودول أوربية وعربية كانت تقدم للسودان (058) مليون دولار بجانب المعونات الشعبية، إلى أن وصل الأمر بفقدان السودان لمشروعات سودانية بقيمة (05) مليار دولار، وهذا ما ذهب إليه خبراء في الشأن الاقتصاي في حديثهم ل (آخر لحظة). حيث قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد العظيم المهل إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان وضعت العديد من المتاريس والعراقيل أمام الحكومة الحالية، والمتمثلة في إندلاع الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق بجانب عدم الاستقرار الاقتصادي الذي يحدث حالياً في السودان.. مؤكداً أن الحصار سوف يؤثر في المستقبل على الاقتصاد السوداني بصورة أكبر خاصة في الجانب الصناعي والزراعي والخدمات المصرفية.. حيث خسر السودان منذ بداية الحصار أكثر من (04) مليار دولار بعضها عبارة عن معونات من الولاياتالمتحدة، ودول أوربية وعربية كانت تقدم للسودان (058) مليون دولار بالاضافة إلى المعونات العربية التي أوقفت بسبب الزام الولاياتالمتحدةالأمريكية لها بحجة أن السودان دولة راعية للإرهاب.. مشيراً لتوقف بعض المعونات الفنية والاقتصادية التي كانت تأتي من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والفاو واليونيد وغيرها، بجانب توقف معونات المنظمات الطوعية الأجنبية والعربية.. مبيناً أن هذا يؤثر على إنسياب الاستثمارات إلى داخل السودان، لعدم مقدرة المستثمر على استيراد المصانع، وقطع الغيار من الغرب.. مضيفاً أن هذا أسهم في انهيار الكثير من المصانع وقفل أبوابها سوى كانت مصانع سكر، أو أدوية وغيرها وحدّ من هجرة الرأسماليين وإنسيابها من الغرب للداخل.. مشيراً إلى أن بعض الدول الآسيوية والأفريقية التي تدور في فلك ا لولايات المتحدة سحبت جميع استثماراتها من داخل السودان بسبب الضغوطات الضريبية عليها.. مطالباً بضروة التغيير في السياسات والنهج القائم وتقديم صورة مغايرة للصورة الحالية. بجانب إعادة العلاقات الدولية دون التمحور. ويضيف الخبيرالاقتصادي الدكتور كمال كرار إن العلاقات الاقتصادية بين الدول محكومة بمعيار السياسة وسجل الأنظمة فيما يتعلق بحقوق الإنسان و الحريات وغيرها. موضحاً أن ما يدور في السودان لا يخفى على أحد بأن سجله في الحريات «تحت الصفر».. نافياً وجود عقوبات أمريكية حقيقية باعتبار أن حجم القروض والمعونات التي يتلقاها السودان تؤكد عدم وجود حصار..! مضيفاً إنه كلما تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد صرح المسؤولون بأن العقوبات الأمريكية تقف خلف التدهور، موضحاً أن الأسباب تتمثل في فشل السياسات الاقتصادية الحالية، والفساد وغيره من المظاهر السلبية.. وقال كرار السودان لا تنقصه الموارد أو الأموال بقدر ما تهزمه سوء الإدارة بدليل العقوبات الأمريكية (الهامشية) فرضت مبكراً وتحدث فيها عدد من المسؤولين بأنها لا تؤثر على الاقتصاد لأنه غير مربوط بالولاياتالمتحدة وأنه اقتصاد محصن بالشريعة، وهذا يوضح التناقض في الخطاب الرسمي محملاً الدولة المسؤولية الكاملة فيما يدور في الشأنين السياسي والاقتصادي. متهماً الجهات ذات الاختصاص بتعليق الإخفاقات على شماعة العقوبات الأمريكية.. معتقداً أنه (إبن الراس مالية) المدلل موضحاً أن «نداء السودان» هو الخطوة الوحيدة لاخراج السودان من أزماته الشاملة، وهذا النداء لا يسهم في إرجاع علاقات السودان بالخارج فقط بل يسهم في توفير الحياة الكريمة للشعب وإحلال السلام المستدام ويجنب البلاد التفكيك والتشتت، داعياً للاستجابة لمطالبة المجتمع الدولي بوقف الحرب، واشاعة الحريات وحقوق الإنسان وغيرها من المطلوبات.