عندما نجد أن خبر الكشف عن مراكز صحية وأطباء ومستشفيات خاصة غير مطابقة للمواصفات أو غير مرخصة أو أطباء أجانب مزيفين يصيبنا الخوف والتوجس، فالخبر سلبي جداً وهو إذا أخذناه بالمعايير العالمية يهدد الأمن القومي.. نعم هو كذلك فعلاً لأنه يشكك المواطن السوداني في أطبائه ومؤسساته الصحية، ومعروف أن العلاج أساسه الثقة، ونحن قد سمعنا كثيراً أن هناك بعض الأطباء في الدول التي يقصدها بعض المرضى السودانيين يشككون في أطبائنا، رغم أنهم من أشهر الأطباء في العالم، وكان ما يحدث قصة منظمة ومرتبة مثل هذه الأخبار تؤكدها وتعززها ليس لأنها صحيحة، بل لأن تنشر مراراً وتكراراً، ورغم أن نشرها يؤكد أن الحكومة تحمي المواطن من أمثال هولاء إلا أن الكثرة تخيف المواطن أيضاً، وقد كتبت قبل فترة عمود بعنوان (خبر يلف الراس)، وقد علقت فيه على خبر من نيابة حماية المستهلك جاء فيه (أي والله هو خبر مزعج جداً ويصيب قارئه بالدوار وهو الخبر الذي نشره الصحافي النابه حافظ الخير في الزميلة الصيحة.. يقول عنوانه (إغلاق 15 مستشفى خاص لبيعها أدوية منتهية الصلاحية)، وبما أن المصدر موثوق فهذا يعطي الأمر الأهمية والصدقية التي تجعلنا نفكر ألف مرة في العلاج في بعض المستشفيات الخاصة، فقد قال الخبر «إن نيابة حماية المستهلك بالخرطوم أمرت باغلاق 15 مركزاً مستشفى ومركزاً صحياً خاصاً تعمل بلا ترخيص وبعضها يستخدم أدوية ومحاليل منتهية الصلاحية» وأشارت النيابة الى أنه تم ضبط فني تكييف وتبريد يعمل فحيصاً في معمل بأحد المستوصفات الخاصة كما تم ضبط مستشفى يديره أجانب عمل بطواقم بلا ترخيص، وبكوادر ليست طبية، وليست مسجلة لدى وزارة الصحة بينهم سمكرجي... هل وصلكم الآن لما يصاب قارئ الخبر بالدوار، فقد يكون أحدكم قد دخل شرك هذه المستشفيات أو المراكز الخاصة التي تم ضبطها والخوف من أن يكون هناك مراكز أخرى ما زالت تعمل.. والسؤال المهم كيف يمكن تعويض من فقدوا أرواحهم أو تدهورت صحتهم داخل هذه المراكز.. وكيف يتم التعامل مع هولاء هل تتم محاسبتهم مدنياً أم جنائياً.. والغريب أن هذه المراكز كانت تعمل وكان المواطنون والمرضى يتعاملون مع سمكرجي على أنه فحيص ) ثم تأتي وزارة الصحة لتؤكد أنها ضبط عدد 63 طبيباً مزيفاً وإغلاق 66 مستشفى بالخرطوم، كل هذا العدد من الأطباء المزيقين والأطباء الحقيقيين لايجدون فرص عمل ولا حتى فرصة لتأدية الخدمة الالزامية، هي حاجة غريبة نتمنى أن يوضع لها حد لأن آثارها (خطييييييييرة).