(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) مما لا شك فيه أن ولاية الجزيرة الخضراء تحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد العاصمة القومية لعدة أسباب، فهي لها سمات مميزة ضاربة في عمق التاريخ والحضارة، ومنبت للخريجين الرواد الأوائل فشهدت ميلاد أول مؤتمر للخريجين، وانطلقت منها أول شرارة الكفاح والمقاومة ضد المستعمر، فزلزلت الأرض تحت أقدامهم وظل كفاحهم مستعراً حتى جلاء آخر جندي، كما أنها مستودع للعلم والآداب والثقافة والفنون والرياضة، فخرجت رجالاً أفذاذاً دهاقنة في شتى ضروب العلوم، فأثروا الوطن بجميل عطائهم، بل واعطوه كل ما عندهم من عظيم الأعمال وما استبقوا شيئاً، كما أن بالولاية أكبر مشروع زراعي على المستويين العربي والأفريقي وهو مشروع الجزيرة العملاق الذي كان وما زال يمثل الركيزة الأساسية لاقتصاديات الوطن من موارد القطن- الذهب الأبيض- قبيل تدفق الذهب الأسود-البترول- إلا أن هذا المشروع الضخم العملاق وللأسف، قد أصبح خاوياً على عروشه بعد أن أصبح طارداً، فهجر المزارعون الزراعة بسبب مديونيات البنوك والإعسار وقلة المردود والعائد المادي، وبما أن السودان مرشح لأن يكون سلة غذاء العالم، فالواجب أن تلتفت الدولة إلى تنمية هذا المشروع وإحيائه بعد اندثاره، وإعادته إلى سابق عهوده، إلى تلك السنين الماضيات الزاهيات، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون.. ولاية الجزيرة تنعم بالخضرة والجمال، وجل مناطقها سياحية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر غابة أم بارونة، فهذه الغابة كانت في ماضيها تلعب دوراً سياحياً مهماً ورائداً في جذب السواح المحليين والأجانب، ومنتجعاً يريح الأعصاب ويذهب بالكدر، فهي الرئة التي يتنفس بها الناس بالترويح عن النفس من ضغوطات وعناء الحياة، وأصبحت اليوم أرضاً جرداء بلقعاً بعد أن كانت جنة خضراء تسر الناظرين، وعشمنا كبير في الوالي العابد الزاهد الورع التقي البروف الزبير بشير طه والي الجزيرة، أن يتولى تنميتها وبث الحياة في أوصالها لكي تصبح منتجعاً يحج اليه الناس، ويرتاده البشر للتنفيس والترويح عن النفس المكدودة، والعائد المادي منها سوف يدعم خزينة الولاية للمزيد من تنمية المشاريع السياحية التي تزخر بها الولاية. أما عن مطار ود المهدي، فحدث ولا حرج، فالموقع المخصص له موقع إستراتيجي.. وبقيامه سوف يحيي المنطقة شرق حنتوب خاصة بعد إنشاء الكوبري الجديد على النيل الأزرق ليربط شرق المنطقة بالمدن الغربية.. بدأ العمل في هذا المطار منذ أمد طويل وما زال طفلاً يحبو، فقد توقف العمل فيه ولم تعد نسمع له خبراً، فولاية الجزيرة الزاخرة بكل مقومات الحياة الولاية الثانية بعد العاصمة القومية، جديرة بأن ينشأ فيها مطار دولي لخدمة أهداف ومرامي الولاية المتمثلة في نقل المغتربين إلى ومن دول المهجر وهم كثر، ونقل الحجيج إلى ومن بيت الله الحرام، واستغلاله في نقل البضائع الجوية التي تزخر بها الولاية والمحاصيل الزراعية من قطن وقمح وذرة وخلافه، ونقل الفواكه والخضروات إلى دول الخليج بالعائد المادي، هذا علاوة على ربط مدن السودان شرقه وغربه، جنوبه وشماله بشبكة جوية للنقل الجوي للركاب المغادرين والقادمين من مختلف ولايات السودان، فولاية الجزيرة هي المنطقة الوسطى وخير الأمور أوسطها، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.. ومرة أخرى نناشد الأخ والي الجزيرة الورع المتبتل المجاهد أن يولي إكمال إنشاءات مطار ودالمهيدي العناية ليصبح واقعاً ملموساً يمشي على قدمين، لخدمة سكان ولاية الجزيرة المستحقة جداً له.. ولا يغيب عن فطنة المختصين في صناعة الطيران المدني الأهمية الاقتصادية التي تجنيها الدولة من موارد المطار، والفوائد الجمة التي تنعكس مردوداتها إيجاباً على السكان، حيث إن النقل الجوي المحلي سوف يكون متاحاً ومريحاً يغنيهم عن مشقة السفر إلى العاصمة القومية للمغادرة منها جواً، علماً بأن الإدارة العليا بالهيئة العامة للطيران المدني على رأسها المهندس محمد عبدالعزيز وأركان حربه، عاكفون على إنجاز وإنفاذ الإستراتيجية الجديدة للطيران المدني 3*3 ممثلة في تعضيد السلامة الجوية، وتحرير الأجواء، وتشغيل المطارات على أسس تجارية واقتصادية، على أن تشمل هذه الإستراتيجية وبالتضامن مع ولاية الجزيرة، إكمال البنيات التحتية لمشروع مطار ود المهيدي بود مدني.. هذا المطار طال واستطال أمده، وأصبح نسياً منسياً بسبب الإحلال والإبدال، وهنا نود أن نشيد بالاهتمام الذي يوليه السيد والي الجزيرة البروف الزبير بشير طه لمطار ود المهيدي وبالجهد المبذول والطفرة التنموية الكبرى التي يقوم بها المهندس محمد عبدالعزيز المدير العام للطيران المدني، لوضع خدمات الطيران المدني من رقابية وتشغيلية في مصاف العالمية التي غبنا عنها طويلاً، كما توجد مذكرة من السيد والي الجزيرة يرجى أن تكون قد عرضت على سيادته. (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286). رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101).. صدق الله العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ü معاشيي الطيران المدني