تفتح جوالها في كل ثانية لتدخل على حافظة الصور مسرعة إلى صورته، تتفرس في الملامح بحب وشغف، عينان لامعتان واسعتان، ينبع منها الذكاء، أنف مستقيم قانون الانجليز، شفايف رقيقتان تهيوهما شارب ودقن قد خُفف بعناية فائقة.. لون صافي مشرق، ملامح خلابة، أناقة تخطف الأنظار، تأخذها الذاكرة فتتذكر أول مرة التقيا، وكيف كان حديثه عذباً ومنمقاً ومحسوساً وهادياً، تنزل دمعة ساخنة على خدها النضر، تضم الجوال وتجهش بالبكاء، تنوح باسمه، تتوجع بذكراه وتنام كالأطفال، دموعها قد بللا الوسادة، إنها وحشة لحب ومآسيه، وتظل جروحه غائرة في سويداء القلوب، حيثما كانت الحواء فهي تبحث عن حب آدم، مخلوقة رقيقة متغيرة الأمزجة متأججة المشاعر، فهمها قد على الآخر لتغير حالاتها مهما كبرت فهي تحتاج إلى هذا الترياق، الذي وجد فقط في قنينه صغيرة عند آدم، وحدة صلاحية هذه القنينة (18) شهر بعد الزواج- حسب الدراسات العلمية التي أكدت أن الحب سيستمر بعد الزواج (18) شهر لا غير- حيث يتحول إلى مودة ورحمة لذا نرجو آملين من حواء الاجتهاد لتجد طريقة للحفاظ على صلاحية هذا التريات من الانتهاء، أما آدم ذلك الرجل الشرقي الذي آخر اهتماماته منح الحب والعاطفة لحواء، بل أنه ذكر جداً وملح في تنفيذ جميع متطلباته التي يراها من الضروريات، وعندما تأتي احتياجاتها العاطفية يراها من هوامش الأمور وتوافهها، معادلة الأخذ والعطاء مهمة مضروبة لاستمرارية الحياة، ومن سلبياتها الأخذ المستمر دون عطاء للآخر، أمنحوا ما لديهم بصدق حفاظاً على صلاحية الترياق.