نعم أن هذا اليوم فينا يوم عيد.. نعم اليوم أفراحنا تهل في ربوعنا وأحبابنا يضووا شموعنا.. اليوم تشرق الشمس على الكون.. وتضي المرأة كل الكوكب.. اليوم أهنئ أي إمرأة في الدنيا.. وأرجو منها فقط أن تسمح لي بنسج عقد الفل لأطوق بها فقط نساء بلادي اليوم.. أستأذن نساء الأرض.. لأقدم باقات تهاني وأماني فقط للمرأة السودانية. ودعوني أبدأ سلامي الجمهوري ونشيدي.. وكل المكتوب على راية ظللت استظل تحتها في فرح وهي ترقص نشوى مع دفقات الريح .. اليوم أنشد حروفاً ندية المرأة للرجل.. اليوم أنثر أبياتاً تمسح باستيكة.. كل مقولة ذكورية تتعالى طاؤوسية مقيتة على المرأة.. اليوم أهتف بل أهدي سنابل الحروف للمرأة السودانية في يومها الذي هو بهجة الإشراق.. وعطر الكون. ونطلع للحياة أنداد زي سيفين مساهر فيهن الحداد ونطلع من بذور الأرض زرعاً فارع الأعواد حبي إليك.. حروفي اليك.. أنفاسي اليك.. قبلاتي إليك.. تحياتي إليك.. جدة.. أماً.. زوجة.. أختاً.. ابنتة.. حفيدة.. أبدأ.. ببائعات الشاي والأطعمة.. يا لروعتكن .. ويا لجسارتكن.. وأنتن تجابهن نيران (الكوانين) ولظى شمس تذيب حتى الأسفلت.. تقاومن في بسالة كل الظروف القاسية والظالمة وأنتن تصنعن الحياة.. كل الحياة.. تجمعن شمل الأسرة تفرشن صدراً عريضاً رحيماً تنام وتسكن إليه العائلة.. تنتصبن كعمود الخيمة.. لتظل الخيمة مأوى وملاذاً للزوج والابن والابنة والعائلة.. الانحناءة لكن.. والتوقير مطراً دافقاً وشكراً هادراً كما السيل وانتن الترياق المضاد للصالح العام.. ورايات نصر خفاقة.. فوق رؤوسكن وأنتن تهزمن كل جحافل الخوف والفزع والهزيمة. والآن وبعد أن أرسلت باقات الأماني وزهور التهاني.. المكافحات بل المناضلات الصانعات للحياة.. الواهبات في إيثار كريم ونبيل.. عرق جباههن المتفصد ثماراً يانعة للعائلة والأسرة.. الآن انتقل إلى مصابيح الوطن من باقي النساء اللائي نثرن أزهاراً رائعة على ضفتي النهر العظيم.. وهل تستطيع الحروف مهما تأنقت وتألقت أن تطول قامة بنات بلادي.. وهل الكلمات مهما تزينت وتعطرت وتجملت وتألقت أن تكون عقداً من الياسمين لروعة جيد.. أكتب والفرح يعصف بكل كياني.. وأنا أرى المرأة نجمة والمرأة شاعرة.. والمرأة كاتبة والمرأة مطربة والمرأة طبيبة.. والمرأة قاضية.. والمرأة صحفية.. والمرأة ناشطة والمرأة ممرضة.. والمرأة فتلة ملونة في كل ديباجة مبهرة ومدهشة في هذا الوطن الجميل. والآن أمطرت سحائب إبداع المرأة أجوبة بهيجة وصحيحة لأسئلة أطلقتها قبل أكثر من ستين عاماً يا كابلي وأنت تسأل. أي صوت زار بالأمس خيالي.. وهاهي الإجابة تلون السماء وتتناثر وتضئ شهباً.. إنه صوتي أنا أوتدري من أنا؟.. أنا أم اليوم أسباب الهنا.. أنا من دنياكم أحلى المنى.. كل حب في الورى رجع حناني.. كل نبع دافق بالحب جاري من ينابيع يغذيها كياني.. أنا نصف قد حوى كل المعاني.