ينطلق اليوم السباق الانتخابي بالبلاد بمشاركة واسعة من الأحزاب والقوى السياسية، في إشارة لتأكيد أن المواطن سيقول كلمته «مع هذا وضد ذاك»، لكن هناك آخرين سيدلون برأيهم بشأن الانتخابات عقب انتهائها بشكل نهائي، وهؤلاء سيدلون بصوتهم في صندوق المراقبة.. من أبرز الجهات الخارجية التي وصلت البلاد لتراقب العملية الانتخابية البرلمان العربي الذي أثبت جديته في متابعة السباق الانتخابي بالبلاد، حيث وصل وفد عالي المستوى يقوده رئيس البرلمان معالي أحمد بن محمد الجروان، ما يعني أن الأشقاء العرب يولون الانتخابات اهتماماً.. ويتمتع البرلمان بخبرة كبيرة حيث اقترح تأسيسه في مؤتمر القمة العربية عام 2001 في عمان، وبدأ في عام 2004، في مؤتمر القمة العربية العادية في الجزائر. «آخر لحظة» انفردت بهذا الحوار مع رئيس البرلمان الجروان والذي التقته ظهر أمس: ٭ ما سبب حرصكم على زيارة السودان ومراقبة العملية الانتخابية؟ - البرلمان العربي يهتم جداً بالمشاركة في الاستحقاقات الشعبية وتعزيز العمل الديمقراطي وتمكين المواطن في الوطن العربي من أخذ حقوقه و مكتسباته، والمشاركة في الدفع نحو استكمال كل ما تقوم به الدولة السودانية الآن من توجهات إيجابية للوصول للعمل العربي المشترك. وأردنا من قدومنا لبلادكم أن يكون البرلمان العربي حاضراً ويغطي متابعة العملية حتى صناديق الاقتراع. ٭ ماذا في ذهنكم عن الانتخابات السودانية وكيف تنظرون لمجرياتها؟ - البرلمان العربي شارك في مراقبة الانتخابات بكل من مصر وموريتانيا والانتخابات السودانية في العام 2010م، كما شاركنا في استفتاء حق تقرير المصير بالنسبة للجنوب. ونعلم أن لكل بلد ظروفه، ولكن من خلال متابعتنا لمسيرة العمل في السودان وجدنا أن هناك تطوراً كبيراً قد طرأ على العمل الديمقراطي، ووجدنا لُحمة لدى الشعب السوداني، خصوصاً إذا مانظرنا للظروف المحيطة بالمنطقة. وفي تقديري قد تولّد إحساس بالمسؤولية من السودانيين تجاه بلادهم من أجل رسم صورة إيجابية لتقديم عمل ديمقراطي، وقد لمسنا جدية مفوضية الانتخابات، ولفت نظري أن جل عضويتها من الأكاديميين وأساتذة الجامعات وهذا مؤشر طيب. ٭ هل انفعالكم بالانتخابات السودانية لجهة أن رئيس الجمهورية وهو أوفر حظاً بالفوز في سباق الرئاسة أعلن مشاركة السودان في «عاصفة الحزم»؟ - ضحك، الذي دفعنا لمراقبة الانتخابات السودانية هو حبنا للسودان وأهله وحرصنا على استقراره، والسودان عضو مؤسس للجامعة العربية، وقطب من الأقطاب المهمة. ومشاركتنا من باب أن الانتخابات استحقاق عربي، ومن الضرورة بمكان أن يكون البرلمان العربي حاضراً، وحضرنا لنراقب حتى لا ننتظر دولاً إقليمية تقرر لنا مصيرنا، وجئنا حتى تعبر الانتخابات بالبلاد وتحافظ على شرعية الحكم فيها. ٭ لكن الموقف العربي خاصة الجناح الخليجي منه وطّد علاقته بالسودان عقب إعلان البشير المشاركة في عاصفة الحزم، وهذا ما قد يدفع البعض للقول بأن البرلمان العربي مع البشير وأدار ظهره لآراء لها موقف سلبي من الانتخابات؟ - أولاً الرئيس البشير رجل قائد عربي ومسلم استطاع أن يقود بلاده في ظل ظروف غريبة، خاصة في ظل وجود تهديدات صهيونية لكثير من دول المنطقة العربية. ولمسنا من الأخ البشير جدية في النهوض ببلاده والسودان مؤهل ليتقدم من خلال خيراته المائية والزراعية، والجميع يؤمل في نجاح مشروع الأمن الغذائي العربي. ٭ مارأيك في موقف المعارضة المقاطع للانتخابات؟ - نعم تابعنا بعض التيارات المعارضة وهي تعلن مقاطعة الانتخابات، ونقول للجميع، مؤيدين ومعارضين، نحن نقف معكم من أجل مصلحة بلادكم. وتمنينا لو شاركوا بالمدرسة السودانية التي نعرفها والقائمة علي الحجة والعقل الراجح وطرح الملفات، لا نريد فوضي. وماشاهدناه من خلال لقاءاتنا، وما نعرفه عن السودان أنه شعب طيب ومحترم، ولا يمكن للمعارضة أن تأتي وتشوه هذه الفكرة.. وحتى لا يفهم حديثي بأنه ينطوي على انتقاد للمعارضة، فنحن نقف على مسافة متساوية بينها والمؤيدين للانتخابات ونقيس بالمسطرة.. وأقول للمعارضة من يختف لن نسمعه، وكان بإمكانكم التواجد في المشهد الانتخابي لتقولوا كلمتكم صريحة وقوية، ومع ذلك وجودكم نوع من الديمقراطية ومن الإيجابي أن تكونوا موجودين كمعارضة. ٭ ماتعليقكم على موقف الاتحاد الأوروبي الذي قال إن الانتخابات السودانية تقوم في بيئة غير مؤاتية ورفض مسبقاً نتائجها؟ - نستنكر وبشدة قرار الاتحاد الأوروبي باستباقه قيام الانتخابات، وإشارته إلى أنها قد لا تكون بالمستوى.. وحقيقة استغرب أن يكون هذا موقف تجمّع شعوبه متعلمة، وحقيقة موقف الاتحاد الأوروبي ينم عن أجندات سالبة. ٭ إلى أي مدى يمكن أن يؤثر موقف الاتحاد الأوروبي في العملية الانتخابية؟ - أؤكد لك أن موقف الرفض لن يؤثر علينا في شئ ، وهو تذكير بأن هناك من يحاول أن يقوض عملنا. ٭ كيف تتوقع أن تسير العملية الانتخابية؟ - من خلال ما تابعناه ندعو الشعب السوداني للمشاركة في الاستحقاق الدستوري، وندعو كافة الأطراف الداعمين للعملية الانتخابية والمعارضين لها أن يسارعوا لصناعة مستقبل بلادهم ، ولدينا خلفية ممتازة عن الشعب السوداني وتعاطيه مع ثقافة الحياد والنزاهة، لما عرف عنه من أصالة ونبل. وقيام الانتخابات مؤشر يخدم العمل الديمقراطي، وهي سمة إيجابية يستفيد منها أبناؤنا في السودان. واعتقد أن قيام الانتخابات في ظل ما يثار عن السودان نستطيع أن نقول أن القيادة السودانية رسمت طريقاً إيجابياً. ٭ ما هي أولى المسائل التي استفسرتم عنها فور وصولكم السودان؟ - طبعاً نمتلك حصيلة وافرة من المعلومات عن الأوضاع بالسودان ولدينا تقارير، لكن أول ما استفسرنا عنه الصناديق وأماكن الاقتراع، ومدى تفاعل الناس بالمشاركة في العملية، من خلال استطلاعات مع عينات عشوائية من المواطنين ولقاءات جانبية مع خبراء ومهتمين، ولاحظنا أن هناك رغبة كبيرة في المشاركة. ٭ البعض يشير إلى تكتلات داخل البرلمان العربي وإن صح ذلك فهذا سيؤثر على موقفكم النهائي بشأن العملية الإنتخابية؟ - نحن نستغرب أن ينظر لبرلمان يضم كل الدول العربية ومنتخب بهكذا نظرة تجريمية.. نحن ليس لدينا مصالح أو أجندات تجاه أي دول من الدول العربية، وموقفنا ثابت تجاهها. ونحن في البرلمان متفقون على 59% من القضايا، وال 5%المتبقية نقاط مختلف حولها، لكننا نركز على المسائل الإيجابية مع قيادات حكوماتنا. والانتخابات مهمة كبيرة، وواجب الأخوة أملى علينا أن نكون بين أشقائنا في السودان، وكلنا إخوة من أجل تعزيز العمل العربي المشترك. وأؤكد لك ليس لدينا مصلحة خاصة في السودان، ولكن يخضع قرارنا بشأن الانتخابات لنظرة سياسية لدولة بعينها.