الفيتوري .. في حضرة من نهوي عبث بنا الحزن الخرطوم : أخر لحظة غيب الموت امس الشاعر الكبير محمد مفتاح رجب الفيتورى، بالمملكة المغربية ، بعد معاناة مع المرض ويعد الفيتوري الذي ولد في العام 1936م في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور ، ووالده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وكان خليفة صوفي في الطريقة الشاذلية، العروسية ، الأسمرية. نشأ في مدينة الإسكندرية بمصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف وعمل محرراً أدبياً بالصحف المصرية و السودانية ، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970. ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا. كما عمل مستشاراً وسفيراً بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان ، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب أسقطت عنه الحكومة في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية وسحبت منه جواز السفر لمعارضته للنظام آنذاك وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي وارتبط بعلاقة قوية بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وبسقوط نظام الاخير سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي فأقام بالمغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد ، جنوب العاصمة المغربية الرباط. وفي عام 2014 ، عادت الحكومة ومنحته جواز سفر دبلوماسي.] أعماله الأدبية يعتبر الفيتورى جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، ويهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها وغالبًا ما يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية . ففي قصيدة »معزوفة درويش متجول« يقول الفيتوري: في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق وتعد أفريقيا مسرحا أساسياً في نص الفيتوري الشعري، شكلت فيه محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الرّق و الإستعمار ونضاله التحرري أهم الموضوعات التي تناولتها قصائده، وألف عدة دواوين في هذا المضمار منها ديوان »أغاني أفريقيا« الصادر في عام 1955، و »عاشق من أفريقيا« وصدر في عام 1964م ، و»اذكريني يا أفريقيا« ونشر في عام 1965 ، وديوان »أحزان أفريقيا« والصادر في عام 1966، حتى أصبح الفيتوري صوتَ أفريقيا وشاعرها. وللهّم العربي أيضاً مكانة في أعمال الفيتوري من خلال تناوله للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية. فقد تنقل الفيتوري بين العديد من بلدان الوطن العربي ومدنه من الإسكندرية وحتى الخرطوم ومن بيروت و دمشق حتى بني غازي و طرابلس، وكتب العديد من القصائد المهمة التي جعلته واحدا من كبار الشعراء العرب المعاصرين، وكتب الفيتوري عن الحرية والإنعتاق ومناهضة القيود والإستبداد والإعتزاز بالوطن منذ بداياته الشعرية ففي قصيدة »أصبح الصبح« والتي تغنى بها المغني السوداني محمد وردي يقول: أصبح الصبح ولا السجن فلا السجن ولا السجان باق وإذا الفجر جناحان يرفان عليك وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي التقى جيل البطولات بجيل التضحيات وفي قصيدة أخرى يقول: كل الطغاة دُمىً ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور الرجال أنه بطلاً ما يزال وإلى جانب نظمه للشعر نشر الفيتوري العديد من الأعمال النثرية والنقدية وبعض الدراسات في الصحف والمجلات العربية وتمت ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية وحصل الفيتورى على »وسام الفاتح« الليبي و »الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب« بالسودا دواوينه الشعرية أغانى إفريقيا ، عاشق من إفريقيا ، اذكرينى ياإفريقيا () أحزان إفريقيا) البطل والثورة والمشنقة) سقوط دبشليم) سولارا (مسرحية شعرية)) معزوقة درويش متجول) ثورة عمر المختار) أقوال شاهد إثبات ابتسمى حتى تمر الخيل) عصفورة الدم) شرق الشمس... غرب القمر) يأتي العاشقون إليك () قوس الليل... قوس النهار) أغصان الليل عليك يوسف بن تاشفين (مسرحية) () الشاعر واللعبة (مسرحية) () نار في رماد الأشياء عريانا يرقص في الشمس) {{