٭٭ ولاية الجزيرة، ولاية الخير والبركات، ومهد الثقافة والفنون والإبداعات، كانت في الماضي القريب المقصد السياحي الثاني في البلاد بعد العاصمة القومية، إذ كانت مدينة واد مدني، حاضرة ولاية الجزيرة الآن، وعاصمة مديرية النيل الأزرق في وقت سابق، بمثابة المدينة الجميلة الحالمة التي يتوجه إليها كبار ضيوف البلاد لمشاهدة مشروع الجزيرة العملاق، ومحالج القطن في مارنجان والحاج عبدالله وغيرها، بالإضافة إلى زيارة محطة الأبحاث الزراعية بواد مدني ومدرسة حنتوب الثانوية. ٭٭ لقد استضافت مدينة واد مدني خلال عصرها الذهبي في الستينات والسبعينات عدداً من فرق كرة القدم الأوربية التي أتت عقب الاستقلال، بجانب استضافة مجموعة من مجموعات دورة سيكافا التي أقيمت بالسودان خلال السنين الماضية، وكذلك الدورات المدرسية. ٭٭ لقد نجحت هذه المدينة في تنظيم معرض الإنتاج الثاني خلال السبعينات، وكانت أول مدينة تقوم بتنظيم معرض للزهور خلال فترةالحكم الثنائي (البريطاني المصري) ٭٭ لقد ساهم وجود البنيات الأساسية اللازمة للتنمية السياحية، وتوفر المنشئات الإيوائية، والمحلات العامة، والمسارح ودور السينما، والملاعب الرياضية، وأحواض السباحة، وخدمات الإتصالات والمعلومات واستاد واد مدني لكرة القدم، وقاعات المؤتمرات، وموقع المدينة المميز وقربها من العاصمة القومية. ٭٭ أسهم كل ذلك في إزدهار النشاط السياحي بولاية الجزيرة لا سيما أن ود مدني كانت في الماضي الوجهة الأولى للعرسان القادمين إليها من بقاع السودان لقضاء شهر العسل. وتذخر ولاية الجزيرة بموارد وإمكانات سياحية كثيرة ومتنوعة تلبي احتياجات ومتطلبات أنماط السياحة المختلفة كالسياحة الدينية، والسياحة الرياضية، والسياحة الثقافية [التراث - المواقع الأثرية والتاريخية - حياة الشعوب - سياحة المؤتمرات، وسياحة الشباب والأشبال الخ. كما تتوفر بالولاية الجماليات الطبيعية من غابات وحدائق ومنتزهات ومنتجعات، والنيل الأزرق الذي يعبر الولاية من جنوبها إلى شمالها، إضافة إلى الاستقرار والأمن الذي يعم كل ربوع الولاية باعتبار أن السلام والاستقرار يعتبر الركيزة الأساسية للتنمية السياحية في أي مكان، لقد ساهم ذلك أيضاً في نجاح الولاية، ومدينة واد مدني على وجه الخصوص، في تحقيق تلك الإنجازات التي شهدها العصر الذهبي للولاية بصفة عامة. ٭٭ خلال العقدين الماضيين شهدت الولاية تراجعاً كبيراً في مجال النشاط السياحي كما شهدت المدينة إغلاق عدد من الفنادق ووكالات السياحة، ودور السينما، مما أدى إلى انخفاض نسبة الزوار والعرسان بوجه خاص، وغياب المهرجانات السياحية بالرغم من أن المهرجانات عمت أغلب ولايات البلاد. في اعتقادي أن الإنكماش السياحي يعود إلى عدم الاستقرار الوزاري والإداري في الولاية، وعدم وجود الآلية الفعالة المناطة بتنمية وتطوير النشاط السياحي في ولاية الجزيرة. ومن ثم نأمل أن يكون مؤتمر وزراء السياحة بالولايات الذي انعقد بمدينة واد مدني في أواخر مارس المنصرم، نقطة إنطلاق وضربة البداية لإعادة مدينة واد مدني لعصرها الذهبي، ومن أجل تحقيق ذلك ينبغي إنفاذ الآتي:- أولا: تكوين مجلس تنمية وتطوير السياحة بولاية الجزيرة انفاذاً لتوصيات الاجتماع التنسيقي الخامس للولاة الذي انعقد بملكال في التسعينات، كآلية تنسيقية للنشاط في الولاية ومن ثم وضع الخطط والبرامج اللازمة مع تمثيل جامعة الجزيرة وفعاليات القطاع الخاص السياحي وكل الأجهزة ذات الصلة بالسياحة في المجلس المذكور. ثانياً : تكملة وإصدار التشريعات السياحية التي تنظم النشاط السياحي في الولاية. ثالثاً : الاهتمام بالتوعية السياحية بين سكان الولاية مع التركيز على قطاعات الشباب والطلاب من منطلق أنهم قادة المستقبل. رابعاً : قيام مجلس تنمية السياحة بتكوين لجان متخصصة في مختلف الأنشطة المتعلقة بالتنمية السياحية في الولاية (التوعية السياحية/التخطيط/الترويج/التدريب ... الخ) وإجراء مسح سياحي شامل لتحديد أولويات الولاية من المنشآت السياحية وغيرها. خامساً : الاهتمام بتدريب العاملين في قطاع السياحة بالولاية [قطاع عام وخاص] واطلاعهم على المستجدات في صناعة السياحة. (العلوم/الأدوار/الأنماط الجديدة) سادساً : وضع خطط علمية للترويج السياحي في الولاية في هذين المجالين:- أ- الدعوة لزيارة الولاية لأغراض السياحة. ب - تشجيع وتحفيز المستثمرين من وطنيين وأجانب للاستثمار في الولاية مع توفير مزيد من الضمانات والحوافز والتسهيلات في قانون الاستثمار بولاية الجزيرة. سابعاً : الاهتمام بالمهرجانات السياحية اقتناعاً بدورها الفاعل في تنشيط حركة السياحة الداخلية والتعريف بالموارد والإمكانت التي تذخر بها ولاية الجزيرة. والله الموفق،،، خبير سياحي/ عضو الاتحاد العربي للكتاب السياحيين