لم يجد الهلال صعوبة تذكر في مباراته أمام ضيفه الهلال الفاشر وأستطاع التغلب عليه بهدفي بشه وحول الصدارة إلى مجراها الصحيح بعد أن غابت لأربع وعشرين ساعة بالتمام والكمال في أراضي العرضة جنوب. المباراة لم تكن بالمستوى المطلوب لظروف متعددة.. أول تلك الظرف الضغط الناشب من آداء المباريات تواليا الأمر الذي أصاب نجوم الفرقة الزرقاء بالإرهاق الشديد وقد وضح ذلك من خلال حركتهم داخل الملعب. المهم في الأمر أن الهلال حقق المطلوب واستعاد الصدارة وحصل على النقاط لأن الدوري في النهاية يحسم بالنقاط ولا يحسم بالأداء الراقي برغم من أن جمهور الهلال يطمع فيهما معا الدوري والاداء الجميل.. هذا هو جمهور الهلال لا ترضيه النقاط فحسب بل يطمع أن يستمتع بنجومه وهم ينتاقلون الكرة برشاقة وموهبة فطرية حباهم بها المولى منذ تأسيس النادي وحتى الآن وأي لاعب يرتدي شعار الهلال يجب أن تتوافر فيه مزايا لا تتوفر عند بقية اللاعبين.. هذا هو الهلال الذي احبته الجماهير. ونحمد لنبيل الكوكي شجاعته الكبيرة وهو يصر على إتاحة الفرصة لمجموعة من اللاعبين الصغار ونجوم فريق الرديف.. تلك الشجاعة التي اتصف بها الكوكي ربما لقناعة منه بقدرات هولاء اللاعبين وربما الغيابات دفعته لذلك لكن في نهاية الأمر دفع بهم في التشكيل الرئيس في المباراتين الاخرتين وحققوا معه نتائج طيبة بل ساهموا في الفوز الذي حققه الهلال علي الاهلي الخرطومي والهلال الفاشر تواليا. تجربة فرق الرديف حققت الغرض المطلوب منها على الأقل في فرقة الهلال رغم ما شابها من سلبيات من قبل الاتحاد السوداني لكرة القدم. الإعتماد على اللاعبين صغار السن في الأندية هو الطريق الصحيح لبناء فرق قوية ولبناء منتخبات قوية لأن المجهود الذي يبذله لاعب الرديف اذا ما تمت مقارنته بلاعب الفريق الاول نجده مضاعف يجتهد من خلاله لاعب الرديف لإثبات وجوده وقدراته وإقناع مدربه أنه لاعب يستحق الإعتماد عليه في كل المباريات.. وهذا ما فعله اطهر الطاهر القادم بسرعة الصاروخ. اطهر بات الآن اللاعب رقم واحد في الفرقة الهلالية ويلعب بأسلوب الكبار.. ليس هذا فحسب فامكاناته دفعت الكوكي ليلعب به أساسيا في مباراة سانغا في الكونغو على حساب المحترف سليمانو سيسه ولم يخذل اطهر مدربه ولم يخذل جماهير الهلال وأدى المباراة بمستوى فني راق، دافع ببسالة وهاجم بضراوة. أكمل الهلال ملف الرديف وينتظر الخطوة التالية من قبل الاتحاد السوداني لكرة القدم حتى يكون المنتوج النهائي فريقا مؤسسا للهلال وللمنتخبات الوطنية المختلفة.. وما ينطبق على رديف الهلال ينطبق على فرق الرديف لكل أندية الدرجة الممتازة بالطبع. الإهتمام باللاعب الصغير.. وتوفير الامكانات له هو الطريق المؤدي مباشرة للتطور ولا طريق آخر غيره يؤدي الي الطريق الصحيح.. طريق التطور والازدهار الذي نسعى له جميعا. وعلى ذكر الرديف حقق رديف الأزرق انتصارا مستحقا على رديف المريخ وأعتلى الصدارة على طريقة (من شابه اباه فما ظلم).. الاب متصدرا .. والابن يحذو حذوه.. وكذا الحال بالنسبة لفريق الشباب .. وهذا هو الهلال علي الدوام. يمكننا الآن نقول أن السيد الهلال يسير في الطريق الصحيح.. يسير في طريق الإعتماد على المدارس السنية.. ولأن السيد الهلال هو القائد فكل الأندية السودانية ستسير في الطريق الذي سار عليه وبالتالي يمكن للكرة السودانية خلال عامين من الان ان تحقق ما نصبو إليه جميعا ودونكم ما حققه منتخبنا الأولمبي لكرة القدم وهو يكتب تاريخا جديدا للكرة السودانية ويعلن تأهله لأول مرة في تاريخ السوداني إلى نهائبات الالعاب الافريقية بالكنغو. أروع مافي السجود أنك تهمس فيسمعك من في السماء.