٭ إن قياس المزاج السوداني يحتاج إلى أدوات قياس صحيحة وفاعلة، ولكي نسبر غور أحد أوجه الأمزجة لجأت إلى أغاني البنات .. لأن أغاني البنات مؤشر حقيقي لكثير من الإنبعاجات العاطفية والإجتماعية، وهي خير معبِّر عن المسكوت عنه بكلمات وإيقاعات غنائية أحياناً تكون غاية في الجرأة، ومن تلك إخترت إغنية «طقطوقة» تقول في أحد مقاطعها: يا يابا يا والد ما تبقى لي عارض ود الناس طفشتو بسؤالك البارد. ٭ وطرحت سؤالاً في غاية من الأهمية يمثل الخط التحتي لذلك المقطع الإحتجاجي: ترى .. ما هو هذا السؤال البارد ؟! فكانت النتيجة مذهلة. إشترك عدد كبير من القراء من الجنسين وكانت ردودهم في غاية من الطرافة : عدد الذين إشتركوا من خلال صفحتي في الفيس بوك وفي البريد الإليكتروني 117، وأعلى نسبة متوقعة إن السؤال البارد كان يتعلق بالمرتب من شاكلة مرتبك كم؟ وبتاخد كم؟ وشغال ولا ما شغال؟ وهذه شكلت 83% وهناك ردود طريفة في هذا الشأن فقد قال أحدهم أن والد البنت سأل الولد شغال شنو؟ وعندما أجابه بأنه مخصب يورانيوم قال الوالد مستنكراً: وهو كمان السودان فيه يورانيوم ؟ فأجاب العريس وهو يستعد للطفشان: - وإنت عارف السودان فيهو شغل؟ ما براك بديت العوارة. وآخر قال : قال ليهو : شغال شنو يا ولدي ؟ قال ليهو والله بالنهار بكون مع أخوي وبالليل مركلس. قال ليهو: جميل .. طيب وأخوك دا شغال شنو؟ قال ليهو: والله أخوي بالنهاربكون مركلس وبالليل بكون معاي. ٭ وآخر يروي أنهم ذهبوا مع فنان مشهور ليخطبوا له، فقال والد البنت شغال شنو؟ أجاب الولد: فنان ..... فقال والد البنت: عارفك بتغني... بس شغال شنو؟ ٭ وآخر قال السؤال البارد الذي طفش الولد: - بتعرف تختلس؟ ونسبة الذين قالوا إن السؤال يتعلق بالقبيلة مثل: جنسكم شنو؟ وإنتو ناس وين؟ وبقولوا ليكم شنو. هؤلاء نسبتهم كانت 01%، أحدهم قال السؤال هو: مؤتمر وطني ولا قريعتي راحت ساكت؟ 2% يمثلون أسئلة متفرقة مثل : عايز واحدة ولا اتنين ؟ - بتكسر تلج ؟ - وعرفتها وين؟ - طبيعي ولا فياجرا؟ وأحدهم قال إن السؤال البارد الذي طفش ودالناس: عرس جماعي ولا فرادي؟ ٭ وهكذا... فإن السؤال البارد قد عكس مزاجاً سودانياً حاداً يتعلق بالشغل والمرتب والحسب والنسب وحاجات أخرى طريفة.