مصادر الأرزاق عدة فمن بينها كسب العيش عن طريق الأسواق، لكن تختلف وسائله من شخص إلى آخر، فهنالك من يسلكون طرقاً شرعية للكسب، لكنها في الوقت نفسه غير مألوفة للجميع، كالأطعمة التي تباع على الأرصفة، ومخاطرها على صحة المواطن، فقد برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة تكاد تكون غريبة نوعاً ما وهي ظاهرة «المنقة بالشطة»، الأسباب التي أدت إلى انتشار تلك الظاهرة ومخاطرها من الناحية الصحية، ومن حيث قيمتها الغذائية، أستطلعنا بعض المشترين والباعة وخبيراً للتغذية، للخروج بما يبرر انتشار تلك الظاهرة والحد منها. إيناس محمدين «طالبة» تقول: لم أتناول المنقة بشكل مستمر لكني أتناولها بين الحين والآخر لاحتوائها على نسبة عالية من الحموضة وذلك ما يدفعني لتناولها وطعم الشطة هو ما يشدني إليها. خديجة إبراهيم «ربة منزل» تقول هي الأخري تفضلها نسبة لما تحتويه من حموضة، لكنها لم تنكر أضرارها بقولها إنها تسبب كثيراً من أمراض المعدة وإنها ملوثة. محمد مبارك «بائع» يقول: كان الإقبال عليها من قبل الطلبة، أما الآن فقد زاد الإقبال عليها من جميع فئات المجتمع بمختلف طبقاته الإجتماعية ومختلف الأعمار، أما عن أسعارها فقال المشترى بالنسبة لهم أن المنقة العادية سعر «الكرتونة» يعادل مائه جنيه، أما الهندية فسعرها مائة وخمسون جنيهاً، فمن حيث الربح يقول إنها تدر لهم ربحاً مجزياً قد يصل إلى مائة جنيه. خبير التغذية وسلامة الغذاء المعروف د. أزهري علي عوض الكريم يقول حول هذا الموضوع: هي ظاهرة نتيجة ما يعرف بالباعة المتجولين أو التسمية الصحيحة لهم «أغذية الشوارع»، بدأت هذه الظاهرة أمام المدارس ولم تكن قاصرة فقط على المنقة، بل تعدتها إلى العجور و«التبش» بالشطة، وذلك نسبة لرخص السعر، ودائماً الشباب يفضلونها نسبة للحموضة ولسعة الشطة الموجودة فيها، ثم انتشرت في الحدائق العامة والآن أمام مواقف السيارات ومناطق الزحام في الأسواق التقليدية وغيرها. من ناحية التلوث يقول د. أزهري هنالك عدم ثقة في كيفية إعدادها وتحضيرها من جهة البائع، فربما تكون الماء التي يتم من خلاله إعدادها ملوثاً «الشطة» أو من حيث غسلها، وبالتالي تنتقل الجراثيم إلى المستهلك وتسبب له أمراض المعدة، كما أن للغبار وعوادم السيارات دوراً في تلوثها. الناحية الغذائية هذه الأغذية ليست ذات قيمة غذائية معتبرة ولا تحتوي على العناصر الغذائية المعروفة، كما توجد بها نسبة ضئيلة جداً من الفايتمينات والمعادن، ولذلك ليست لديها أي فائدة وتعتبر ضارة أكثر من أنها نافعة، فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، فللشطة أضرار تسبب أمراضاً من ضمنها أمراض المعدة وحتى المانجو في مرحلة عدم النضج يحتوي على سموم.