وتنشق السماء عن شعاع... يبهر كاللالئ.. يبدد عتمة الليل البهيم.. ويمزق أستار الظلام الحلوكة.. يضيء باهراً.. ساحة الغناء.. السعيد وذاك الحزين... وتطل نفس شاعر... نبيلة.. وسيمة. متفردة..وجسورة... وما أنبل أخلاق الفرسان... عندما تنهمر الحروف.. وهي تحكي.. في صدق.. واعتراف جميل.. ما يدور في سويداء القلوب.. في تجاويف الصدور... ويا لروعة.... من يعترف صادقاً... من يكتب نائحاً .. باكياً يعترف في «رجالة» بأنه قد خسر عشقه... قالها مرة.. أحد الذين لونوا ليل الخاسرين عشقهم بمصابيح... ملونة.. باهرة الضياء.. لتنير دروب من فقدوا... الدروب.. قال ذاك الذي وهب الوطن.. أنبل مراثي الغناء... قال مرة... رداً على سؤال مذيع لماذا كل أغانيك وأشعارك.. تكتسي بلمسة حزن دفين... قال ذاك البديع... وعلى فضاء أثير كل الدنيا... «ذلك لأني لم أوفق في حياتي العاطفية» ومرة سئل أيضاً.. وفي نفس الإذاعة... الشاعر الجميل النبيل عز الدين هلالي... ذاك الذي كتب «طبع الزمن» سئل مرة.. لماذا تكتب عن الحزن ولا تكتب عن الفرح... قال «هلالي» إن الفرح ساعات نعيشها... ولا نكتبها.. أما الأغاني الحزينة.. فنتجاوز بها الإحباط.. واليوم... أجد بين طيات.. في أحشاء التحفة الرائعة الرصينة «غلطة» والتي شدا بها عثمان حسين... أجد اعترافاً صادقاً وصارخاً للمحبوبة التي يعاتبها... اعتراف بأنها كان تعلم.. قبل أن تتعانق القلوب وتتشابك الأيدي.. وتتوحد الخطى.. المزهوة.. لمعانقة فجر اللقاء.. والموت شوقاً وتحرقاً للاستقرار.. وفي عشة يظللها غمام الحب... والمودة والرحمة... كانت تعلم.. أن له ماض وله ذكرى حب قديمة.. وتعرف أنه قد كان في قلبه جرح يندى.. بالهزيمة... «شفتو كيف» روعة ذاك الاعتراف الصادق.. ورأيتم كيف وقبل أن يبدأ أي نبيل.. شجاع.. وجسور.. كيف يبدأ أول سطر.. في علاقة نظيفة وشريفة.. يبدأ.. بإجلاء في إبهار ماضيه... حلواً كان أو مراً... نعم... أنا مازلت أرى.. أن هذه الأغنية... هي محاضرة.. في علوم... القلوب البديعة وفي رياض... الحب المزهرة... ولا أرى هدية.. أجمل منها قدراً... فهاهي بين أيديكم... ليه تقول أيامنا راحت وانتهينا يا حبيبي ولا كانت ديك سحابة لو حصل في العمر مرة وافترقنا هي غلطة ونحن نتحمل عذابها **** كنت عايش كل أيامك محنة وأنا بحرق كل عمري.. في الصبابة يا حبيبي ليه حياتنا ما تبقى جنة ننسى ظلم الدنيا ناخذ من شبابها نبعد الشك من قلوبنا.. والمظنة نمشي في درب الأماني المستطابة **** لست أدري هل عذابي أم عذابك كان أكثر حين شق الدهر بينا والفراق المر أجبر.. فلماذا كنت تخشى ماضي المسير **** كل واحد ليهو في تاريخه ماضي أي ماضي وليهو ذكرى حب قديمة وأنت عارف لما اخترتك حبيبي كان في قلبي جرح ينزف بالهزيمة لكن إنت صرت أغلى حب عندي... **** وكنت راضي معاي بظروفي الأليمة وكنت راضي بالشقا البتبع خطاي والمآسي المرة في طفولتي اليتيمة **** ليه ما تصبر.. ونتحمل يا حبيبي بكرة تلقى الدنيا بي خيرها.. ونعيما