هناك برامج تعرض على المشاهد وتفرض وجودها تماماً ويكون لديها إقبال منقطع النظير.. خاصة البرامج الموسمية التي تلازم شهر رمضان الكريم عبر القنوات الفضائية.. وقد استطاع برنامج أغاني وأغاني الذي يبث من قناة النيل الأزرق ويقدمه الإعلامي الرقم والأستاذ المعتق السر قدور.. أن يخفي سر نجاح برنامجه من وراء ابتسامته وضحكته الساحرة ويخط النجاح بفهم جاذب عبر محاولات فيها كثير من التجديد الزماني وإدخال بعض الأصوات الجديدة سعياً للخروج من نفق الرتابة والملل.. ولكن يبدو أن هذا البرنامج قد بدأ في الانحسار بشكل ملحوظ.. وبدأت الأنظار تخفي نفسها رويداً رويداً عن المتابعة الكاملة.. فقد ظهرت بعض التعليقات التي أعلنت عن رحول هذا البرنامج من مظلة المتابعة الموسمية.. وقد علق أحد المهتمين بأن السنوات العشر من عمر هذا البرنامج أفضت إلى التكرار وأصبحت الجلسة «معادة» والتناول مكرراً بأسلوب فيه الحبكة والخبرة الملازمة للقامة الإعلامية السر قدور.. لا أريد أن أقول لكل بداية نهاية ولكن مثل هذه البرامج التي تعتمد على التناول للأغنية السودانية عبر تاريخها المتفق عليه.. أي منذ إلى منذ حقيبة الفن مروراً بالأغنية الحديثة.. ولا أخال أن الأستاذ قدور قد أعطاها بعدها التاريخ بمؤثرات جمالية نالت قدراً كبيراً من النجاح.. وبإعلان الفترة تكون الصورة قد اكتملت كل مقاطعها الجمالية والخروج من هذا النفق هو كيف يجدد أستاذنا هذا البرنامج.. فالشكل المتاح قد أخذ حصته من الحضور.. وبدأت الأنظار غير راغبة في هذا النموذج الذي أنتظر لعشر سنوات كانت في تقديري ناجحة إلا أن العامين الأخيرين كتبا عنواناً آخر.. كيف يكون شكل هذا البرنامج في المواسم القادمة. أقول إذا رغب قدور في ترسيخ هذا البرنامج ليتمدد في خارطة البرامج الناجحة.. لا بد أن يبدأ في إظهار لونية جديدة وبمؤثرات أخرى وبمحاور مستحدثة وأن يخرج من عنق الاستديوهات وينطلق في جلسات خارجية لبعض القامات في تاريخ الأغنية السودانية عبر مشاركات أسرية لبعض المطربين والشعراء وأن يكون لصوت الأسرة الفنية الحضور عبر نقاش فني متكامل. أقول إن برنامج أغاني وأغاني بدأ قوياً ثم ضعفت قدراته بمرور السنين وأصبح عرضة لبعض التنازلات.. فإذا حدث هذا المزاج للمشاهد السوداني يكون البرنامج قد كتب على نفسه الوداع الأخير. من هنا لا بد أن ألفت نظر الأستاذ المبدع الشفيع بأن يضع يده بقوة في هذا البرنامج الموسمي وأن يقرأ أبعاده بمفهوم جديد.. فقد باتت مجالس المتابعين تتحدث عن هذا البرنامج بخمول شديد.. بل التعليقات جاءت في كثير من الأحيان بأن الأغنيات أصبحت مرددة بأسلوب ليس فيه غير التمدد اللفظي والتناول في دائرته.. مما يعني أن الهروب يعلن عن نفسه في المواسم القادمة. سؤال يفرض نفسه هناك برنامج خواطر الذي يعرض في قناة MPC هو برنامج شامل وجاذب وعلمي وإنساني يقدمه أحمد الشقيري أعلن نهاية هذا البرنامج وهو في موسمه العاشر قد تبدو الدوافع لها ما بعدها من فهم يؤمن على أن البرنامج قد تشبع تماماً بالنجاح وأي إضافات لمواسم أخرى.. ستجعل منه برنامجاً صفرياً وهذا ما أخافه على برنامج أغاني وأغاني لأستاذ ترصع بالنجاح عبر مسيرته الصحفية والفنية والشعرية.. وأخاف لمبدع في مثل هذا السن أن ينفضّ سامره.. وهذا أمر لا نرغبه لهؤلاء الروائع.. ننتظر أن يكون هناك شكل آخر برؤية جديدة وأفكار تصنع له أنفاساً جديدة.. أطال الله عمرك أستاذ الأجيال السر قدور.. وانفض ملفات التجديد بقراءة جديدة..! عضو اتحاد الصحفيين السودانيين