التقيت الأسبوع الماضي بالدكتور إبراهيم الفقي والعالم والمحاضر العالمي، ورائد التنمية البشرية... التقيت به في أيام كانت من أجمل الأيام وأثراها لدي وكان ذلك أثناء الدورة التدريبية في النادي الدبلوماسي وبرعاية إدارة الطيران المدني.. التقيته لنصف ساعة، ولم يكن لقاءً صحفياً ولا لقاء السحاب فأين أنا من سحاباته.. كان لقاءً يشمل كل الأسئلة الإدارية التي في ذهني، والمعلومات التي لن أجد لها إجابة إلا عند عالم مثله.. فإذا به يحدد لي لقاءً آخر نفس اليوم في مقر إقامته في السلام روتانا أول تعليقاته.. الإنسان السوداني يتطور بسرعة الصاروخ، وهذا أجمل ما يلفته في السودان، وهذه الزيارة السابعة له، إن الإنسان السوداني رجلاً كان أم إمرأة، لا تزيده المحنة إلا قوة وصلابة، وكل ما أنهكته الصعاب تقويه أكثر.. تعليق إضافته زوجته الدكتورة آمال.. ما أجمل المرأة السودانية بطموحها وفكرها.. وما لفتها في المرأة إنها إخترقت كل المنابر، فلا عجب في إعلاها.. وإبتسمت إبتسامة نصر وحب. ولكن أجمل التعليقات كانت تخص الشارع السوداني من مساعديه سكرتيره الخاص، ومصوره الخاص، أن الشارع السوداني فيه أدب جمّ وأخلاق عالية لم يلتمسوه بهذا الوضوح من قبل وفي اي مكان.. ويحترم المرأه جداً. كم أثارت تلك الملاحظات أن أسأله.. عن هذا الشعب الكريم؟ فأجابني كل ما استطيع أن أقدمه لن أبخل عليه أنه شعب الإستثمار في تدريبه من انجح الإستثمارات، فهو يدري ماذا يريد، ويحقق ما يريد فهو شعب ناجح رغم آلامه، وأغرب ما لفته أن الشعب السوداني وبكل قطاعاته تتناسب عنده رغبة التلقي تناسباً طردياً مع أزماته وإنه شعب قوي قوي قوي. سأعود قريباً للسودان فهو وطن يستحق الكثير، ختمت لقائي المثمر مقدماً لي كل ما أتيت من أجله وزيادة بتخصيصه لي ببعض المواد، ودعته وزوجته الدكتورة آمال ومستشاره سعد الفقي، وطاقم كله رقي وفخامة وانبهار بإنسان السودان، سؤال حملته معي وبين أوراقي هل سيكون لنا مدربون عالميون يجوبون العالم أمثال د.إبراهيم الفقى المصري الأصل، والكندي الجنسية، وأمثال الدكتور خليل بن سعد بن علي التونسي خبير المنظمات الدولية والمدرب عالمي...وهل؟ وهل؟ أعجبتني كل الملاحظات رغم قلة فترة إقامتهم في السودان التي لم تتجاوز الأسبوع... لملمت أوراقي وأفكاري ورحلت مودعة هذه الجامعة المتحركة، وأنا واثقة أننا سنصل وبعون الله أولاً وإصرارنا ثانياً.. وأنا في نفسي أقول مرحباً بك ضيفاً فخيماً على أرض بلادي فأنت صاحب البيت ونحن الزائرون....